
![]() |
الكوميديا الساخرة وصفة المخرج الدائمة لمعالجة قضايا المجتمع المغربي سعيد الناصري: الشلاهبية فيلم عن الفساد في الحملات الانتخابية |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
الرباط - يخوض المخرج والممثل المغربي سعيد الناصري تجربة جديدة في عالم السينما، حيث شرع في تصوير فيلمه السينمائي الجديد تحت عنوان “الشلاهبية” بين أزقة درب السلطان بمدينة الدار البيضاء، محافظا تقريبا على الممثلين أنفسهم الذين شاركوا معه في فيلمه الذي أثار الجدل “نايضة” مثل الفنانة إلهام واعزيز، الصديق مكوار، وعادل الإدريسي.ويركز المخرج من خلال هذا الفيلم الجديد على الحملات الانتخابية والوعود التي يقدمها المرشحون السياسيون قبل وصولهم إلى المقاعد المرغوب فيها، والمعاناة التي يواجهها المغاربة في الأحياء الشعبية والمهمشة.وكشف الناصري لصحيفة “العرب” أن تصوير فيلم “الشلاهبية” في أزقة درب السلطان شهد إقبالا واسعا من السكان الذين توافدوا لمتابعة الكواليس، مؤكدا عودة الفنانة فاطمة وشاي إلى الشاشة الكبيرة من خلال هذا العمل السينمائي الذي يتناول خفايا الانتخابات واستغلال الأوضاع الاجتماعية للبسطاء عبر وعود انتخابية زائفة هدفها فقط كسب أصواتهم، كما أوضح أنه اعتمد على أبطال فيلمه السابق “نايضة” مع إتاحة الفرصة لممثلين تعرضوا للتهميش في التلفزيون والسينما، وقد اختار توقيت عرض الفيلم ليتزامن مع حملات الأحزاب المغربية استعدادا لانتخابات العام 2026.و أشاد المخرج بدور الإعلاميين في دعم الفن وإبراز صورته الإيجابية، متطرقا إلى مضمون الفيلم الجديد الذي يكشف خبايا الفساد السياسي وخيانة بعض المنتخبين لوعودهم، عندما يبقى المواطن المغربي الضحية الأكبر لهذه التجاوزات، وأكد على أهمية وعي الناخبين بقيمة أصواتهم، محذرا من خطورة بيعها، لما في ذلك من تكريس للاستغلال وسوء الإدارة، كما دعا إلى مشاركة فعالة في الانتخابات المقبلة معتبرا أن الوعي السياسي المتنامي لدى المغاربة هو مفتاح التغيير، مشيدا بدور الإعلام وحرية التعبير في ترسيخ هذا الوعي.ولم يحد سعيد الناصري عن الثيمة التي دأب على معالجتها في أعماله الأخيرة التي تركز كثيرا على قضايا اجتماعية تحمل في طياتها رسائل سياسية بطابع ساخر، وقد طرح فيلمه “نايضة” على منصة يوتيوب وأثار جدلا واسعا بسبب تناوله لظاهرة استغلال السياسيين لمناصبهم دون الوفاء بوعودهم خاصة تجاه الفئات الهشة، بينما رأى جمهور واسع أن الفيلم يجسد معاناة الطبقات الفقيرة في تعاملها مع المنتخبين، معبرين عن دعمهم للمخرج ومطالبين بالمزيد من الأعمال المماثلة، لكن الفيلم لم يسلم من انتقادات النقاد الذين وصفوا جودته بالضعيفة، معتبرين أن نصه مباشر ومستفز ويفتقر إلى بناء درامي متماسك، كما رأى البعض أن سعيد الناصري يستغل القضايا الحساسة لاستمالة الفئات المتأثرة دون إضفاء بصمة فنية واضحة.ويحمل فيلم “نايضة” طابعا كوميديا يطرح بأسلوب هزلي إشكالية تنامي أحياء الصفيح في المغرب كمحاولة لمناقشة هذه الأزمة الاجتماعية بأسلوب قريب من الجمهور، كما ينقل معاناة الشباب المغربي الذي يشكل نواة المجتمع في المستقبل، موجها عبره رسالة إلى المسؤولين في الدولة من أجل فتح باب التواصل مع باقي المواطنين لإيجاد حلول فعالة لعدد من المشاكل الواقعية، بينما يناقش في فيلمه السينمائي الجديد “الشلاهبية” مسألة الانتخابات والنصب للحصول على أصوات المواطنين وغياب التواصل الحكومي مع المواطنين المغاربة بشأن قضاياهم الاجتماعية والسياسية التي تهمهم بعد انتهاء الانتخابات، وما ينتج عنه من تخبط وسوء فهم ومشاكل كثيرة منها تفاقم الشائعات داخل شبكات التواصل الاجتماعي، أمام انعدام التواصل بحسب ما صرح به مخرج الفيلم في وقت سابق.وتدور أحداث الفيلم حول ثلاث عائلات تعيش ظروفا صعبة في “دور الصفيح” ويرصد أيضا الجانب المظلم من حياة المسؤولين السياسيين الذين يتخلفون عن تنفيذ وعودهم، وينتهزون الفرص دون الالتفات إلى شرائح المجتمع التي تتخبط وسط الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية.ويشارك في هذا العمل ثلة من الممثلين إلى جانب سعيد الناصري، منهم عبدالحق بلمجاهد وعبدالكبير حزيران ورفيق بوبكر والصديق مكوار وجناح التامي ومحسن ناش.ويواجه المخرج المغربي سعيد الناصري عراقيل على مستوى عملية الإنتاج، أبرزها نقص الدعم الرسمي والقيود المادية التي أثرت على جودة الفيلم. في المقابل اعتمد في اختيار الممثلين على المظهر والأداء، مع محاولة خلق توازن بين العفوية والنص المكتوب، ورغم العقبات استطاع أن يعكس الواقع الاجتماعي عبر مشاهد تجمع بين الكوميديا والتراجيديا، مستوحيا من تجاربه الشخصية، خاصة وأن الفيلم يجسد معاناة الشعب الذي يصوت لمن لا يستحق، خصوصا مع اقتراب المغرب من احتضان بطولة كأس العالم، ليطرح مفارقة بين التطلعات الوطنية والواقع الاجتماعي الصعب.ويرى الناصري أن الصناعة السينمائية في المغرب تعاني من سوء الإدارة وغياب الكفاءات المتخصصة، ويؤكد أن الدعم يمنح وفق المصالح وليس بناء على القيمة الفنية، كما هو الحال مع مشروعه “عبدو عند المرينيين” الذي لم يحصل على التمويل رغم أهميته التاريخية. وينتقد المخرج التوجه الحالي للقطاع الفني معتبرا أن دور العرض السينمائي المستحدثة ليست سوى حلول سطحية.ويبقى الفنان الناصري أحد الأسماء التي لا يمكن تجاهلها في المشهد الفني المغربي، إذ يعتبر من أبرز الوجوه التي طبعت السينما والتلفزيون المغربي خاصة في فترة التسعينات من القرن الماضي عندما استطاع أن يحقق نجاحا معقولا سواء في شباك التذاكر السينمائي أو في تقديم السيتكومات (السلسلة) الفكاهية التي لعبت دورا مهما في مساعدة المشاهدين على تخطّي هموم الحياة اليومية بابتسامة، فقد استطاع دائما أن يمزج بين التسلية والرسائل الاجتماعية الشعبية.ورغم الانتقادات التي وجهت إليه، والتي تدور حول تقليده لبعض الممثلين المشهورين مثل المصري عادل إمام واستغلاله لمواضيع حساسة تتعلق بمشاكل الشعب المغربي، فإن حقيقة ما يغفله البعض هو أن هذه المواضيع كانت تعبر عن واقع الشعب في فترة تصويرها وحتى حاليا، في وقت لم تكن فيه وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك أو منصات السوشيال ميديا متاحة، بينما استطاع أن يحقق قاعدة جماهيرية كبيرة. |
المشـاهدات 15 تاريخ الإضافـة 13/03/2025 رقم المحتوى 60440 |