في خضم التطورات التقنية والمعلوماتية التي نشهدها الان والتي انعكست معطياتها  بشكل فاعل في مجمل جوانب حياتنا ومنها مجال الاتصال والاعلام  حيث اصبح الإعلام  يتبوأ الصدارة في مختلف النشاطات الانسانية سواء وقت السلم او الحروب  فهو العامل المحرك للأحداث  بفعل التأثير الذي بات يلعبه  في الرأي العام المحلي والدولي واليوم تزايد هذا التأثير بفضل التحولات التي طرأت على الوسائل الإعلامية المختلفة لاسيما بعد ان شهدت وسائل الاتصال الإلكتروني هذه القفزة الكبرى التي اصبحت اساساً للإعلام الجديد  والذي يتميز

بالتفاعلية الآنية المباشرة والقدرة في تحليل البيانات و المحتوى  وكذلك اسهم التنوع والتعددية وقلة التكاليف بظهور صحافة المواطن  وبفضل المعطيات التقنية إلى قادت إلى حالة دمج الوسائط ( الملتميديا)  التي جعلت الرسائل الإعلامية اكثر وضوحا وتاثيرا وهذا مكن الفرد من المشاركة والتحكم وتحليل البيانات الضخمة  مما عزز دور الجمهور في صناعة الاخبار وكسر احتكار الدولة المركزية وتجاوز القيود  في صناعة الاعلام التقليدي الذي اصبح اكثر حرية  وديمقراطية وانتشارا، وامام هذه القدرة الفائقة  على التأثير في الرأي العام، أصبح الإعلام أداة قوية في تشكيل الاتجاهات وتوجيه المواقف وصناعة القرارات. ولكن  بالرغم  من هذه الامتيازات الكبيرة التي يتمتع بها الإعلام، إلا أن هناك العديد من المخاطر التي قد تنشأ عن سوء استخدامه إذا لم يتم التعامل معه بوعي ومسؤولية، ومن أبرز هذه المخاطر نشر الأخبار الكاذبة والتضليل الإعلامي وخلق الفوضى كما ان الاستخدام السلبي  الذي يتعارض مع  القيم الأخلاقية والمعتقدات والهوية الثقافية كما انه يمكن ان يوظف لتأجيج الصراعات الطائفية ونشر الكراهية والعنصرية  والادمان من خلال ترسيخ وعي مزيف بين أفراد المجتمع وكذلك خارجه بحكم قدرة الإعلام الجديد على اختراق الخصوصية والتجسس حيث أصبحت البيانات  الشخصية في خطر و يتم استغلالها بطرق غير أخلاقية، مما يعرض الأفراد والمؤسسات لمخاطر كبيرة ،ولتجنب هذه المخاطر، من الضروري التعامل مع الإعلام بوعي وذكاء  من خلال التحقق من مصادر الأخبار قبل تصديقها أو نشرها والتفكير النقدي عند استهلاك المحتوى الإعلامي كذلك تجنب حالات الادمان وتجنب الوقوع في مشاكل الخداع والاستغلال

وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح من خلال دعم المحتوى الإيجابي وتجنب نشر خطاب الكراهية. لان مواكبة التطورات في الإعلام الجديد لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة لضمان البقاء في الساحة الإعلامية، وتحقيق أقصى استفادة من التقنيات الحديثة في تقديم محتوى إعلامي أكثر دقة وتفاعلا وتأثيرًا وبذلك، يصبح  أداة بناء وتطوير، بدلاً من أن يكون وسيلة للهدم والتضليل.