الأحد 2025/3/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 14.95 مئويـة
نيوز بار
أنتِ حُفرتي التي سقَطتُ فيها
أنتِ حُفرتي التي سقَطتُ فيها
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

 

 

* د - رسول عدنان / أمريكا

 

أمُدُّ يديْ و لا فراشةٌ تنقُذُني منكِ، حتّى خلعتُ من الصدفةِ قميصَها؛ و منحتُ الأتاواتِ للفراغِ الذي أرسُمكِ عليهِ، وأنا أحدِقُ بالنرجسِ الذي أظنُكِ فيه؛ مَنْ يدري قد أصحو ذاتَ يوم و أَجدُني أنتِ؛ فأنتِ المتاهةُ التي تقودُني اليكِ، و أنتِ حُفرتي التي سقطتُ فيها، و لا سُلّمٌ يقودنُي  لأحضانكِ، و لا إشارةٌ تدُلُّ أسايَّ و تأخُذّ حَيرتي الى مثواها،

كمْ عليَّ أنْ أبتهجَ و كم عليّ أنْ أصرخَ بالفراغِ الذي يحدِثني عنكِ؟

لستِ الأ امرأةً مِن زَبَدٍ يذهبُ جفاءاً و أنظرُ أليهِ، يا شِباك تورتي كُلِّها و بدءَ خاتمتي؛

أشُّم رائحةَ أنوثتكِ في ثيابِ المآرةِ و أحجارِ الطريقِ؛ و أتربصُ بأسمكِ كلمّا أستلُّ من خاطري بقايا انوثتكِ و ألصقُها على الزجاجْ ؛ فأنتِ ضياعي الذي قادنَي اليكِ؛ و أنتِ جائزتي التي ذهَبتْ للآخرين؛ كيفَ سقطتُ فيكِ و ليْ جناحان من أظافرك المطليّة بالحنّاء ؟

كنتُ أحلّقُ على حقولِ صدركِ كلّما أشتهيكِ؛ و أصرخُ بالمفازاتِ الجبانةِ؛ أرى الفراغ َ يمتشقّ سيوفَه  و يقاتلُ صفناتي التي تقودُني اليكِ؛ يا حُفرتي التي سقطتُ فيها؛ يا خواتمي التي بحثتُ عنها في الظلام؛ يا شريطَ سِنّيّ الذي أضعتُه ذاتَ منفى؛ و قادني اليكِ ذاتَ وهمْ؛

لعلّي ابدأ بكِ؟ يا رائحة تورتي التي تركتُها في خاطري و لجأتُ اليكِ، دحْرجتُ خيبتي في البراري و ذهبتُ أنثرُ الأقحوانَ حول أسمكِ؛ و أصنعُ من الضباب أساوراً لمعصميك،

أستلقي على حروفِ أسمكِ كلّما شعرتُ بالوحشةِ؛ و كلُّما تأخذني الحيرةُ الى حيرتي بكِ، ها هو مزاجي يرتطمُ بالتفاصيل الصغيرة التي تقودنُي اليكِ، فأراكِ أنثى من عبثْ؛ تجتازُ النقاطَ و الفواصلَ و تعبثُ برجولتي التي صنعتُها من طرازٍ أنيقْ، ها هو الفراغُ يتّسّعُ بعينيك و أنا أتحدرجُ بهما، كلّما ذكرتُكِ تحوّلتِ الأشياءُ الى هواجس مصلوبةٍ على الجدارِ الذي يفصلنُي عنكِ، و أنا أرتبُّ الضياعَ الذي يُوصلنُي اليكِ، و ألتقطُ الأصدافَ و أرسُمكِ فيها؛

أيُّ عبثٍ قادني اليكِ؟ و ساقني الى ممراتكِ الضيّقة، يا حُفرتي التي سقطتُ فيها، و تنوّري الذي أصطلي بجمره ، يا عشقي الذي ألوّح له في الملاءآت، و قمري الذي غلبَه النعاس،

دعيني أعُدّ لك وليمةً دسمةً من العِناق، كلّما أرتقي سلّمَ صدركِ و أملأُ جراري،

 و حيثما تطرقُ الريحُ بابي ألحتفُ بكِ، و أنظرُ للأبديّةِ و أصطلي بجمرتكِ، طالما انشدتُكِ شعراً على مسامعِ الفراشاتِ التي تصفقُ لك بأجنحتها، و راقصتُ طائرَ الكناري الذي يقودنُي صفيرُه الى خريفكِ الموحش، كلُّ ما بقي منكِ، تلك الإبتسامةُ الساخرة، و عودُ ثقابٍ واحد يوقد النارَ في قلبٍ يتقّدُ بحبٍّ أنزلقتْ ساقاه على أعتاب قلبكِ، تركتُه يلتفُّ بأنوثتكِ و صحوتُ من عبثي بكِ، يا آخرَ الأشياءِ التي تركتهُا هناك، قبل أنْ تنطفئَ الأبجورةُ و يبدأُ كلُّ شئ، عينُكِ التي تلتمعُ فيها بركةُ ضوء، و ثوبُك الذي يغفو فيه قمرُ ملفّقُ، قمرٌ يخدعُ ذاكرتي التي ألِفتْ خُصلاتِ شعركِ الذي يخبئُّ تحت بُرقعهِ وقاحةً تُسِرُّ إليّ ما يُأنسُ وحشتي و يختصرُالطريقَ، ذاتُها عينُك التي كانت تُطِلُّ عليّ من نافذةٍ كأنّها طيورٌ نافقة، و ما زلتُ أبدأُ بكِ كلمّا تنتهي الحكايا، و أنظرُ لعينيكِ اللتين تلتمعُ فيهما بركةُ ضوءٍ، و أُصدّقُ ما ينقلُه إليّ طائرُ الكناري الذي غادرَ نافذتي التي تهشّم زجاجُها من النقر، كان يشي لي عن أُنوثتكِ التي تكسَّرتْ بين أصابعي، و أنا أقيسمُ الفراغَ الذي يفصلُني عنكِ، قمري الذي تهشّمتْ نوافذُه سيحوّلُ ابتساماتكِ زُجاجاً من معدنٍ أنيق، و يعلّقكِ تعويذةً بقلبي، لا تدعي تجاعيدَ وجهكِ تمنَعكِ من الحبْ، من افتراش قلبي، فقط انظري بعينيّ لأغيّر الزمنَ و أكسر المرايا التي خَذلتْ جمالَك و أعيدُكِ إليّ، أُطلي وجهكِ بقصائدي، و أعلّقها تميمةً لحبّكِ، سأكتسحُ العالم بالقبلاتِ كلمّا تبتسمين إليّ، فليس أمامكِ من حلّ سواى، ستجدين جمالكِ عالقاً كتميمةٍ على شفتي، وانتِ تفترشينها كحقولٍ من كرز، و أهيّأ طيوري لأستقبالك، و أطلبُ منها أنْ تلتقط حاشيّة ثوبكِ بمناقيرها خشية الإتساخ، يتطّافر البلّورُ من أردان ثوبكِ و أنتِ تمسكين بي، كأنّكِ مصباحٌ في زجاجة، و الزجاجة تكسّرت بنهرٍ ترك مجراه و تقرفصَ أمام بهائكِ، لم يعد يفصِلني عنكِ غيرُ العبث، يا عناقيدي المتدليّة في النهر الذي تقرفصَ أمام بهائكِ، غيرُ أنايَ التي تبعثّرت أمام خطواتكِ، و انتِ تمرّين بإهابٍ بابلٍ مُمرّد، على شُقوق يدي و هي تُلّوح اليكِ،

المشـاهدات 15   تاريخ الإضافـة 15/03/2025   رقم المحتوى 60548
أضف تقييـم