الأحد 2025/3/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 14.95 مئويـة
نيوز بار
الربا والقصيدة العربية
الربا والقصيدة العربية
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

سامي ندا جاسم الدوري

الربا في اللغة : مصدر من الفعل ربا، بمعنى: نما وزاد، يقال: ربا يربو ربًا، فهو رابٍ، وأربيته نميته، والربا: الزيادة، يقال: ربا المال، أي: زاد وارتفع، وربت الأرض أي: انتفخت وعظمت وزادت فالربا معناها: الزيادة في كل شيء .

والربوة والرابية: كل ما ارتفع من الأرض .

والمعنى الاصطلاحي: الربا: عقدٌ على عوضٍ مخصوصٍ، غير معلومٍ التماثل في معيار الشرع

وقيل: بأنه تفاضلٌ في أشياء، ونسءٌ في أشياء، مختصٌ بأشياء، ورد الشرع بتحريمها أي:تحريم الربا فيها نصًا في بعضها، وقياسًا في الباقي منها ، فالربا: ( هو الزيادة على أصل المال من غير عقد تبايعٍ ) ، والمعنى الاصطلاحي للربا مشتق من المعنى اللغوي له، الذي يدل على الزيادة والنماء . والربا يطلق على شيئين: يطلق على ربا الفضل، وربا النسيئة . وربا الفضل هو: البيع الذي فيه زيادة أحد العوضين على الآخر، كبيع دينار بدينارين، نقدًا ونسيئة، وصاع بصاعين، ورطل برطلين . وربا النسيئة هو: الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين نظير التأجيل . قال الشاعر /

كلَّ الرِبا بين العبادِ محرّمٌ

‏إلا رِبا الأشواقِ فهْو حلالُ

لقد كان الربا منتشراً في عصر الجاهلية انتشاراً كبيراً، وقد عدّوه من الأرباح العظيمة التي تعود عليهم بالأموال الطائلة ، والربا كله محرم في الأسلام بالكتاب، والسنة، والإجماع؛ قال الله تعالى: ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ) ، واما في السنة قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ ) . وأمّا الإجماع : فقد أجمعت الأمة على أن الربا محرم . قال الشاعر /

‏وأنا الذي أفتى الربا في حبه

وبقربه يهنا الفؤادُ ويحتفي

وأنا الذي إن غاب ودّعت الكرى

متتبعاً أثر الحبيب ومقتفِ

أنا ما كتبت الشعر قبل لقائه

ما كنت أعلم قبلُ نظم الأحرفِ

حتى أتاني والقريض حديثه

فرأيتني في الشعر نعم المردفِ

والحذر من الربا، فالمُرابي يقوم يوم القيامة كالمجنون الذي يتخبطه الشيطان من المس،

وأما مفهوم القرض عند الفقهاء فهو إعطاء مال إلى شخص آخر على أن يسترد مثله، أما الربا فهي الزيادة على رأسمال القرض. فالقرض عند الفقهاء هو عقد إحسان، لأن المقرض يتنازل للمقترض عن مبلغ من المال، لمدة زمنية ما، دون أن يتقاضى على ذلك فائدة، إنه يسترد أصل ماله فحسب. لكن المقرض يستحق ثواب الله، لأن القرض بلا فائدة إنما هو ضرب من الصدقة التي يثاب فاعلها . قال الشاعر /

يا أهل الربا يا اهل الربا

هل تجبروا بالقرب كسرى

أنا الذي قلبي صبا

في حبكم قد باح سرّي

أبكي إذا هبّ الصبا

أو ناح في الديجور قمري

ويعد الربا أحد أسباب الفساد العامة في البيوع لما ينطوي عليه من الظلم الكبير والفساد العظيم على المجتمع الإنساني لذلك نهى الشارع عنه وأعلن الحرب على من يستبيحه ويستخف في التعامل به بيعا أو شراء أو قرضا، وقطع كل طرق تؤدي إلى إحلال الربا، ويطلق الربا على الزيادة المشروطة في أموال مخصوصة، في عقود مخصوصة، وفي حالات مخصوصة والربا هو سبب في انقطاع المعروف بين الناس لتعطيل القروض. وبتحريم الربا تطيب النفوس بقرض المال للمحتاج واسترجاع مثلها من غير زيادة ابتغاء للأجر من الله ، وجاء حكم الشارع الصارخ في نفي المماثلة بين البيع والربا فقال الله تعالى: (‌وَأَحَلَّ ‌اللَّهُ ‌الْبَيْعَ ‌وَحَرَّمَ ‌الربا ) . قال الشاعر /

وإيّاك إياك الربا فلدرهـم

أشدّ عقـابا من زناك بـنـهّد

وتمحق أموال الربا وإن نـمـت

ويربو قليل الحل في صدق موعد

وآكله مع موكل مع كاتـب

فقد جاء فيه لعنهم مع شـهـد

وإن تـقترض شـيئا فـندب مضاعف

كمـثلين إلا خمـس بـذل التجود

وإن تـقـترض أحسـن وفاء لمقرض

فإن خيار الناس أحسن مردد

ولا بد ان نبين أدلّة تحريم الربا فالحكمة من التحريم : على المسلم أن يمتثل لأمر الله سواءً عَلِم الحكمة من الأمر، أم لم يعلمها، قال الله تعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، ومع ذلك فقد اجتهد العلماء في بيان الحكمة من تحريم الربا، ويُذكَر من تلك الحِكم : الحَدّ من الإسراف، والرفاهيّة المُبالغ فيهما، وتجنُّب الإفراط في استهلاك الأصناف التي تعتمد عليها حياة الناس فالإسراف من الأمور المذمومة. تجنُّب غِشّ الناس لبعضهم البعض، والحرص على حفظ الأموال من الهلاك، أو الضياع. منع الاحتكار إذ إنّ شيوع التقايُض في أصنافٍ مُعيَّنةٍ يُؤدّي إلى حصر التبادُل فيها تشجيع الناس على استخدام النقود كوسيطٍ للتبادل، فإن ترتّب الربا على كلّ معاملةٍ ماليّةٍ، فإنّه يُؤدّي بالتالي إلى انعدام المعاملات الماليّة، وممّا يُؤيّد ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام : (بعِ الجَمْعَ بالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا، وَقالَ في المِيزَانِ مِثْلَ ذلكَ). مَنع ما يُؤدّي إليه ارتكاب نوعٍ من الربا إلى الوقوع في نوعٍ آخرٍ . وكذلك مَنع الظلم؛ إذ إنّ في الربا أخذٌ للمال من غير عِوَضٍ، وأكلٌ لأموال الناس بالباطل، كما أنّ آخذ الربا ينال المال دون تعبٍ أو جهدٍ، وإنّما يحصل عليه مقابل تعب الآخر، ودون أن يتعرّض ماله لربحٍ، أو خسارةٍ وكذلك مَنع القعود عن العمل، والسَّعي

والاكتساب بالمنافع المُباحة كالتجارة، والزراعة، والصناعة، وغيرها من الأموال، الأمر الذي من شأنه تحقيق الغاية من عمارة الأرض، وهو ما لا يؤدّي إليه التعامل بالربا. وكذلك الحثّ على البِرّ، والخير، والمعروف بين الناس، فالربا يؤدّي إلى قَطع التراحُم، وعدم التعاون، أو المواساة بينهم . قال الشاعر /

أموتُ وفي يَدي خبزٌ وماءٌ

وقلبٌ ذاكرٌ، والثوبُ بالِ

أَحبُّ إليَّ من قصرٍ مَشيدٍ

يُشيِّدهُ الرِّبا والقلبُ خالِ

الربا والقصيدة العربية

سامي ندا جاسم الدوري

الربا في اللغة : مصدر من الفعل ربا، بمعنى: نما وزاد، يقال: ربا يربو ربًا، فهو رابٍ، وأربيته نميته، والربا: الزيادة، يقال: ربا المال، أي: زاد وارتفع، وربت الأرض أي: انتفخت وعظمت وزادت فالربا معناها: الزيادة في كل شيء .

والربوة والرابية: كل ما ارتفع من الأرض .

والمعنى الاصطلاحي: الربا: عقدٌ على عوضٍ مخصوصٍ، غير معلومٍ التماثل في معيار الشرع

وقيل: بأنه تفاضلٌ في أشياء، ونسءٌ في أشياء، مختصٌ بأشياء، ورد الشرع بتحريمها أي:تحريم الربا فيها نصًا في بعضها، وقياسًا في الباقي منها ، فالربا: ( هو الزيادة على أصل المال من غير عقد تبايعٍ ) ، والمعنى الاصطلاحي للربا مشتق من المعنى اللغوي له، الذي يدل على الزيادة والنماء . والربا يطلق على شيئين: يطلق على ربا الفضل، وربا النسيئة . وربا الفضل هو: البيع الذي فيه زيادة أحد العوضين على الآخر، كبيع دينار بدينارين، نقدًا ونسيئة، وصاع بصاعين، ورطل برطلين . وربا النسيئة هو: الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين نظير التأجيل . قال الشاعر /

كلَّ الرِبا بين العبادِ محرّمٌ

‏إلا رِبا الأشواقِ فهْو حلالُ

لقد كان الربا منتشراً في عصر الجاهلية انتشاراً كبيراً، وقد عدّوه من الأرباح العظيمة التي تعود عليهم بالأموال الطائلة ، والربا كله محرم في الأسلام بالكتاب، والسنة، والإجماع؛ قال الله تعالى: ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ) ، واما في السنة قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ ) . وأمّا الإجماع : فقد أجمعت الأمة على أن الربا محرم . قال الشاعر /

‏وأنا الذي أفتى الربا في حبه

وبقربه يهنا الفؤادُ ويحتفي

وأنا الذي إن غاب ودّعت الكرى

متتبعاً أثر الحبيب ومقتفِ

أنا ما كتبت الشعر قبل لقائه

ما كنت أعلم قبلُ نظم الأحرفِ

حتى أتاني والقريض حديثه

فرأيتني في الشعر نعم المردفِ

والحذر من الربا، فالمُرابي يقوم يوم القيامة كالمجنون الذي يتخبطه الشيطان من المس،

وأما مفهوم القرض عند الفقهاء فهو إعطاء مال إلى شخص آخر على أن يسترد مثله، أما الربا فهي الزيادة على رأسمال القرض. فالقرض عند الفقهاء هو عقد إحسان، لأن المقرض يتنازل للمقترض عن مبلغ من المال، لمدة زمنية ما، دون أن يتقاضى على ذلك فائدة، إنه يسترد أصل ماله فحسب. لكن المقرض يستحق ثواب الله، لأن القرض بلا فائدة إنما هو ضرب من الصدقة التي يثاب فاعلها . قال الشاعر /

يا أهل الربا يا اهل الربا

هل تجبروا بالقرب كسرى

أنا الذي قلبي صبا

في حبكم قد باح سرّي

أبكي إذا هبّ الصبا

أو ناح في الديجور قمري

ويعد الربا أحد أسباب الفساد العامة في البيوع لما ينطوي عليه من الظلم الكبير والفساد العظيم على المجتمع الإنساني لذلك نهى الشارع عنه وأعلن الحرب على من يستبيحه ويستخف في التعامل به بيعا أو شراء أو قرضا، وقطع كل طرق تؤدي إلى إحلال الربا، ويطلق الربا على الزيادة المشروطة في أموال مخصوصة، في عقود مخصوصة، وفي حالات مخصوصة والربا هو سبب في انقطاع المعروف بين الناس لتعطيل القروض. وبتحريم الربا تطيب النفوس بقرض المال للمحتاج واسترجاع مثلها من غير زيادة ابتغاء للأجر من الله ، وجاء حكم الشارع الصارخ في نفي المماثلة بين البيع والربا فقال الله تعالى: (‌وَأَحَلَّ ‌اللَّهُ ‌الْبَيْعَ ‌وَحَرَّمَ ‌الربا ) . قال الشاعر /

وإيّاك إياك الربا فلدرهـم

أشدّ عقـابا من زناك بـنـهّد

وتمحق أموال الربا وإن نـمـت

ويربو قليل الحل في صدق موعد

وآكله مع موكل مع كاتـب

فقد جاء فيه لعنهم مع شـهـد

وإن تـقترض شـيئا فـندب مضاعف

كمـثلين إلا خمـس بـذل التجود

وإن تـقـترض أحسـن وفاء لمقرض

فإن خيار الناس أحسن مردد

ولا بد ان نبين أدلّة تحريم الربا فالحكمة من التحريم : على المسلم أن يمتثل لأمر الله سواءً عَلِم الحكمة من الأمر، أم لم يعلمها، قال الله تعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، ومع ذلك فقد اجتهد العلماء في بيان الحكمة من تحريم الربا، ويُذكَر من تلك الحِكم : الحَدّ من الإسراف، والرفاهيّة المُبالغ فيهما، وتجنُّب الإفراط في استهلاك الأصناف التي تعتمد عليها حياة الناس فالإسراف من الأمور المذمومة. تجنُّب غِشّ الناس لبعضهم البعض، والحرص على حفظ الأموال من الهلاك، أو الضياع. منع الاحتكار إذ إنّ شيوع التقايُض في أصنافٍ مُعيَّنةٍ يُؤدّي إلى حصر التبادُل فيها تشجيع الناس على استخدام النقود كوسيطٍ للتبادل، فإن ترتّب الربا على كلّ معاملةٍ ماليّةٍ، فإنّه يُؤدّي بالتالي إلى انعدام المعاملات الماليّة، وممّا يُؤيّد ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام : (بعِ الجَمْعَ بالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا، وَقالَ في المِيزَانِ مِثْلَ ذلكَ). مَنع ما يُؤدّي إليه ارتكاب نوعٍ من الربا إلى الوقوع في نوعٍ آخرٍ . وكذلك مَنع الظلم؛ إذ إنّ في الربا أخذٌ للمال من غير عِوَضٍ، وأكلٌ لأموال الناس بالباطل، كما أنّ آخذ الربا ينال المال دون تعبٍ أو جهدٍ، وإنّما يحصل عليه مقابل تعب الآخر، ودون أن يتعرّض ماله لربحٍ، أو خسارةٍ وكذلك مَنع القعود عن العمل، والسَّعي

والاكتساب بالمنافع المُباحة كالتجارة، والزراعة، والصناعة، وغيرها من الأموال، الأمر الذي من شأنه تحقيق الغاية من عمارة الأرض، وهو ما لا يؤدّي إليه التعامل بالربا. وكذلك الحثّ على البِرّ، والخير، والمعروف بين الناس، فالربا يؤدّي إلى قَطع التراحُم، وعدم التعاون، أو المواساة بينهم . قال الشاعر /

أموتُ وفي يَدي خبزٌ وماءٌ

وقلبٌ ذاكرٌ، والثوبُ بالِ

أَحبُّ إليَّ من قصرٍ مَشيدٍ

يُشيِّدهُ الرِّبا والقلبُ خالِ

المشـاهدات 25   تاريخ الإضافـة 15/03/2025   رقم المحتوى 60550
أضف تقييـم