
![]() |
رضا الظاهر في المقهى الثقافي: مقاربات في شخصيات هنريك إبسن النسائية |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
علي رفيق
أقام المقهى الثقافي العراقي في لندن أمسيته الشهرية ، وكان الكاتب والصحفي والمترجم رضا الظاهر محاضرا فيها وعنوانها: (مقاربات في شخصيات هنريك إبسن النسائية)، قدم لها وأدار الحوار الشاعر والفنان فلاح هاشم.استهل الفنان فلاح هاشم تقديمه قائلا "إننا اليوم أمام عنوان جميل لهذه الأمسية" وابتدأ بالتعريف بالكاتب المسرحي محور الحديث، هنريك إبسن، الذي كان برنارد شو معجبا به واستشهد بقوله عنه:" هذا المخبول أعظم من شكسبير"، وأضاف هاشم أن إبسن يعتبر الشخص الثاني في المسرح العالمي إذ يرد أسمه بعد شكسبير فهو يعتبر مجددا وأبا للمسرح الواقعي، وقد جاء مسرحه ردا على المسرح الرومانسي الذي كان مغرقا بالأخيلة، مهتما بالعاطفة، لا يلتفت إلى الواقع ومشاكله ولا يهتم بها. وأكد فلاح في مداخلته: "جاء الواقع ليعقلن الحركة المسرحية، ولكي يجد، أيضا، شكلا تكنيكيا جديدا، وأن يغرق في مشكلات الواقع، والبحث عن العدالة والحرية". ثم قارن بين إبسن وكاتب آخر طرح في أعماله أسلوب المسرح الطبيعي وهو غرهارت هاوبتمان الذي ألف مسرحية (النساجون). وهذا ولد بعد أربعين عاما من ولادة إبسن وتوفي بعده بأربعين عاما، وهذا يعني أنه عاصره عقودا ثم خلفه، متأثرا به، لكنه التزم بأسلوب المسرح الطبيعي، مقتفيا خطى داروين، إذ يعزي كل شيء للطبيعة. وأضاف فلاح: "إن أبسن كمثقف تنويري أهتم بالموضوعات الاجتماعية والثورية، فتأثر بها الكثير من الكتاب منذئذ إلى يومنا هذا".وواصل الفنان هاشم، معرّفا بمنجز إبسن، فذكر أنه خلًف 26 عملا مسرحيا من أشهرها، والتي يجري عرضها لحد زمننا هذا على جميع خشبات مسارح العالم، مسرحيتا (بيت الدمية) و(البطة البرية). وأشار إلى أنه في هذين العملين طرح قضية المرأة الأوروبية في زمنه حيث لم تكن حرة، وحتى أنها كانت محرومة من حقها في الانتخاب، ولم تحصل على هذا الحق إلا بعد عقود من ذاك التاريخ. وكانت تعيش في مجتمع ذكوري يستعبدها في الحياة العامة وفي البيت أيضا. ونوه فلاح إلى أن مسرحيات إبسن كانت: "تعج بهذه النماذج مثل بطلة مسرحية (بيت الدمية) التي تمردت على كل هذا الواقع، وصفقت الباب خلفها وهي تخرج من بيت الزوجية، وكانت هذه الصفقة قد أحدثت ضجة في ذلك المجتمع وانتشرت في أوربا". وعقب قائلا:" نحن نتحدث عن مجتمع فيه الكثير من السلبيات ولا ننظر اليه كمجتمع أوروبي متقدم، كما هو اليوم".أشار الفنان هاشم إلى أنه ما من معهد يدرس الدراما إلا ويكون إبسن في منهجه، وذكر عن تجربته الشخصية فقال: "نحن كطلاب مسرح في معهد الفنون الجميلة ببغداد كنا نختار مشاهد من مسرحياته او نلخصها ونقوم بأداء شخوصها في الصف أو على المسرح، يجري نفس الشيء في كل معاهد العالم".كان فلاح هاشم يحمل بين يديه كتابا لضيف الأمسية الأستاذ رضا الظاهر وقال وهو يلوح به للحضور إن عنوانه (إبسن.. الحداثة.. الجماليات.. الشخصيات النسائية)، ثم قرأ ما كتبه الظاهر في الغلاف الأخير لكتابه:"هذا الكتاب يسعى إلى إضاءة أسئلة إبسن وموقعه كرائد للحداثة في المسرح، ومنهجه الجمالي، وواقعيته، ومواقفه في سياق تحليل البنية الاجتماعية، ونظرته إلى الحرية، وكشفه لاضطهاد النساء، وندائه لتحريرهن".وتساءل فلاح لماذا يذكّره إبسن بالشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي الذي كان ينادي بتحرير المرأة في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرينفي حين أن إبسن خاض نفس معركته في القرن التاسع عشر وتوفي عام 1906.ثم تناول بعد ذلك نبذة تعريفية بضيف الأمسية، قائلا إن: "رضا الظاهر، كاتب وصحفي ومترجم.. ميدان بحثه الأساسي هو جماليات الأدب، وله عدة كتب في هذا المجال، بينها:*غرفة فرجينيا وولف – دراسة في كتابة النساء.*الأمير المطرود – شخصية المرأة في روايات أميركية.*أمير آخر مطرود – شخصية المرأة في روايات بريطانية.فضلا عن كتب أخرى في هذا المجال المعرفي.. وله في الفكر السياسي والاجتماعي كتب عدة من بينها:* ماركس.. هل كان على حق؟* اضطهاد النساء – مقاربة نقدية.* آخر كتاب له صدر العام الماضي (إبسن.. الحداثة.. الجماليات.. الشخصيات النسائية).* كتابه المعد للطبع (شكسبير.. مقاربة ماركسية جمالية).الشاعر والفنان فلاح هاشم مدير الأمسية دعا للمنصة الكاتب رضا الظاهر، ضيف هذه الأمسية، مرحبا به وليتحدث عن انجازاته في ميدان الجماليات، لكنه بادره بسؤال: "لماذا أتيت إلى باحة الأدب، وأنت منهمك بالعمل السياسي وفي الصحافة أيضا.. فما الذي آتى بك إلى هذه (الورطة)"!قابل الأستاذ رضا هذا السؤال بابتسامة قائلا إنه سيحاول أن يجيب على هذا السؤال، لاحقا، في ثنايا الحديث، رغم إشكاليته.. وباشر بإلقاء محاضرته قائلا:"يعتبر رائد الحداثة في المسرح، رائد المسرح الحديث، باعتراف جمهرة كبيرة من النقاد والباحثين في قضايا المسرح، وهذا الكاتب النرويجي، بل العالمي، ما يزال حتى يومنا هذا يواصل تنويره الفكري والجمالي. فمسرحياته تواصل تأثيرها العميق منذ القرن التاسع عشر. وقد شهد المسرح العراقي والعربي على مدى عقود من الزمن عروضا لمسرحياته". وهنا أشار الظاهر إلى أنه نفسه تعرف على مسرحه في بغداد عندما كان يدرس الأدب الانجليزي في جامعة بغداد، وكان بعض أصدقائه من أبناء مدينته يدرسون في أكاديمية الفنون الجميلة ويدعونه لحضور المسرحيات التي يعرضونها، وكانت مسرحيات إبسن من بين عروض لشكسبير وموليير وتشيخوف وآخرين. وأكد أن هذا الاهتمام من مسرحيي العالم بإبسن، كما أشار فلاح، بأنه يأتي بعد شكسبير، وإذا عرفنا أن المسرحية الأولى من حيث التقديم والإخراج في تاريخ المسرح هي مسرحية (هاملت) لشكسبير، فالمسرحية الثانية هي (بيت الدمية).. وأكد أن إبسن هو مؤسس المنهج الواقعي في المسرح وتعتبر مسرحياته: (بيت الدمية)، "الأشباح"، "هيدا غابلر"، التي تدور أحداثها في الجو الخانق في البيت (في الغرفة)، مثالا على ذلك. وأشار المحاضر إلى أن هذه المسرحيات، وسواها من إبداعات إبسن، ماتزال تواصل جاذبيتها حتى يومنا هذا، ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين.. وأكد على أن هذا يعود، من بين أمور أخرى، إلى أن إبسن هو مؤسس الواقعية كأسلوب وكموقف فلسفي، إذ أننا نجد أن الواقعية فاعلة في حوارات إبسن وفي مشاهد مسرحياته وخلقه لشخصياتها، علاوة على أن من أبرز سمات أعماله نقدها للواقع الاجتماعي وتعرضها العميق للمثل والقيم البرجوازية. وحرص المحاضر على الإشارة إلى أن العشرات من كتاب المسرح واصلوا ما بدأه إبسن في هذا المضمار والنهج. وقال إنه تهمه الإشارة إلى المسرحي الألماني المعروف برتولد بريخت. ويلاحظ الظاهر أنه على الرغم من أن أجواء المسرحيات والأحداث التي يعالجها إبسن تجري في النرويج، فان هذا لم يمنع كثيرا من المهتمين بالمسرح من أن يطلقوا عليه اسم "إبسننا"، وبينهم، على سبيل المثال، إدموند غوس وإليانور ماركس وبرنارد شو، هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم (إبسنيين)، حتى أن شو كتب مقالا بعنوان (جوهر الإبسنية)، عُدَّ وثيقة في معرفة إبسن ومسرحه.ثم تحدث ضيف الأمسية الأستاذ رضا الظاهر عن كيف كان إبسن مهتما بالنسوية وقضية المرأة؟ ولماذا كان هذا الاهتمام ؟، فقال: "سواء أشار المرء إلى النسوية كأيديولوجيا أو أشار إلى الأفكار النسوية في مطلع القرن العشرين، فان سؤال النسوية يظل مثيرا للجدل، فالرأي الذي يدعم إبسن كنصير للاتجاهات النسوية يمكن أن ينظر اليه متجليا على امتداد طيف واسع من مواقف إبسن كاشتراكي بمعنى ما في طرف، وكإنساني في طرف آخر".وخلص المحاضر إلى رأيه في أن "مأثرة إبسن العظمى تتمثل في أنه عبر عن غضب النساء عبر الأجيال، ولعل الكاتب الآخر الذي أبدع في هذا التعبير هو بريخت. فهما، إبسن وبريخت، يظهران مآسي الرأسمالية عبر إضاءة الاضطهاد الذي تمارسه ضد النساء. وأضاف إنه "ماتزال النقاشات محتدمة حول دور النساء في المجتمعات المتغيرة. صحيح أن الواقع الاجتماعي تغير، غير أن القضايا التي ناقشتها (بيت الدمية) ماتزال راهنة، وما كان صادما في زمن إبسن بشأن فعل نورا ما يزال صادما في زماننا، وأن قضية حرية المرأة التي طرحتها المسرحية ماتزال مطروحة في زماننا".وإذا ما تناولنا مسرحية (عدو الشعب)، لرأينا أن القضية الأساسية فيها هي الفساد، الذي مازال منتشرا، وأحسن مثال هو بلادنا، العراق، وأينما ذهبنا، الفساد موجود". وأكد الظاهر على أنه من كل هذا نستنتج أن إبسن مازال راهناً، شأنه شأن شكسبير، وإذا اعتبرنا أن شكسبير معاصرنا فان إبسن، هو الآخر، معاصرنا.ثم قرأ رضا الظاهر نصا مقتبسا من خطاب لإبسن في تجمع للعمال في تروندهايم يوم 14 حزيران 1885 يربط فيه قضية النساء بالقضية الاجتماعية حيث قال: "ان تحويل الظروف الاجتماعية، الذي يجري الآن في مختلف أنحاء أوروبا، مرتبط إلى حد كبير بالوضع المستقبلي للعمال والنساء، وذلك ما آمله وأنتظره، وسأسعى اليه بكل ما أوتيت من طاقة". ويرى الظاهر أن هذا النص يلقي الضوء على حقيقة أن الاشتراكية والنسوية في القرن التاسع عشر كانا حليفين مألوفين.وأتى المحاضر على ذكر ملاحظات كتبها إبسن عن مسرحيته (بيت الدمية) عام 1878 وفيها قال إن "المرأة لا يمكن أن تكون نفسها في مجتمع معاصر، ذلك أنه في مجتمع رجالي، على وجه الحصر، فإن القوانين يصوغها الرجال، حيث المحامون والقضاة يحكمون على السلوك الأنثوي من وجهة نظر رجالية".وأشار الظاهر إلى جوانب من علاقة إبسن بالنسوية قائلا إنه: "يتمثل العنصر الحاسم لعلاقة إبسن بالنسوية في الدور الذي لعبته النسويات الحقيقيات في حياته وعمله. فقد بدأ تأثيرهن في إطار عائلته، مع زوجته سوزانا توريسين، وزوجة ابيها ماغدالين توريسبن، الكاتبة والروائية والمسرحية، ومترجمة مسرحيات فرنسية أخرجها إبسن الشاب، فضلا عن الروائية والناقدة كاميلا كوليت، التي تعتبر أول وأهم نسوية في النرويج، والتي كانت ذات تأثير كبير على مواقف إبسن تجاه النساء".وأضاف أن (بيت الدمية) كانت موضع حماس وترحيب حار من جانب الناشطات النسويات في النرويج وفي أوروبا.. فـ (نورا هيلمر)، بإغلاقها باب البيت بوجه زوجها، فتحت الطريق أمام حركة النساء في منعطف القرن.وأشار المحاضر إلى تلقي إبسن الثناء والإطراء من الكثير من النقاد والكتاب، خص من بينهم الكاتب الشهير جيمس جويس الذي قال بالنص:" معرفة إبسن بالإنسانية ليست أكثر وضوحا مما هي عليه في تصويره للنساء. إنه يدهش المرء باستبطانه الموجع، ويبدو أنه يعرف النساء على نحو أفضل مما يعرفن أنفسهن".ثم تناول ضيف الأمسية أبرز ما تتميز به نساء إبسن، مشيرا إلى رفضهن للتقسيم الصارم بين السلوك الذكوري والأنثوي ويقصد السلوك التقليدي، وتحررهن من الرياء الذي هو غالبا ما يصاحب الإبقاء على الوضع القائم أو تأبيد السلطة الراهنة، لكنه استدرك قائلا، إنه ليس كل الشخصيات عند إبسن هن متحررات، لكن بينهن المتطلعات إلى الحرية. وذكر أن ذلك ينعكس عند تلك الشخصيات: "في المظهر واللغة وفي السلوك وفي نمط التفكير.. والسمة الدالة الأخرى على تحرر، او تطلع هذه الشخصيات النسائية إلى الحرية، هو المستوى التعليمي العالي الذي يتميزن به والثقافة الرفيعة التي كانت تسم هؤلاء النساء" وعقب:" وهذه الخصائص تشترك مع ما اصطلح على تسميته "المرأة الجديدة"، وهو النموذج الذي اشتهر في الرواية الفيكتورية في القرن التاسع عشر."ثم تحدث عن عدد من شخصيات ابسن النسائية، وبإيجاز، بسبب ضيق الوقت. ففي مسرحية (أعمدة المجتمع) تجسيد للشخصيات النسائية الجريء، فبطلتها (لونا هيسل) تتمتع بالتفكير المستقل والروح التقدمية في مواقفها الاجتماعية والسياسية. وفي مسرحية (الأشباح) نجد فيها شخصية (هيلين ألفينغ) المثيرة للجدل لكشفها العلاقات الزائفة في الحياة العائلية. اما في مسرحية (عدو الشعب) هناك شخصية الأم كاترين ستوكمان التي تمثل المرأة التقليدية حامية العائلة وراعية بيتها، وابنتها بيترا التي تمثل الحداثة. وقدم إبسن في مسرحية (روزمرشولم) دراسة سايكولوجية للمرأة. فالشخصية الرئيسية فيها (ريبيكا ويست) هي أيضا تمثل "المرأة الجديدة"، لكنها تنتهي إلى الانتحار بدلا من أن تحقق إنجازها الذاتي بخلاف شخصيات أخرى في اعمال ابسن.. أما شخصية (إليدا فانغل) في مسرحية (حورية البحر) فترفض العيش كعبدة في نظام العسف الاجتماعي وتبحث عن هويتها. وبطلة هذه المسرحية تقترب، بقوتها، من شخصيتي نورا في (بيت الدمية) وهيدا غابلر بطلة المسرحية التي تحمل اسمها.وأكد الظاهر على أن إبسن "خلق بطلات شهيرات اخترن المغادرة في المشهد الأخير" كما حدث مع نورا هيلمر وهيدا غابلر، غير أن إليدا فانغل اختارت أن تبقى لا أن تغادر، وأسهب في المقارنة بين هذه الشخصيات. واختتم محاضرته بالحديث عن سمات شخصية نورا هيلمر بطلة مسرحية (بيت الدمية)، وبتأكيد إبسن في رسالة كتبها في 1881عن وضع نورا هيملر، حيث قال:" اللحظة التي تغادر فيها بيتها هي اللحظة التي تبدأ فيها حياتها، في هذه المسرحية هناك نورا، الطفلة الكبيرة الراشدة، التي يتعين عليها أن تخرج إلى الحياة لتكتشف نفسها".عقب الفنان فلاح هاشم قائلا:" شكرا لقد أثريتنا بهذا البحث والاستقراء لإبسن وشخصياته وخاصة النسائية". وكان لديه بعض الإشارات جاء على ذكرها وهي أن من فضائل إبسن ومن تبعه أنهم حولوا المسرح من تناول الشخصيات من علية القوم نزولا إلى الواقع.. فمنذ المسرح الاغريقي إلى إبسن كانت الشخصيات دائما الملوك والأمراء والتجار الكبار والقادة: هاملت الامير، ماكبث النبيل، عطيل القائد، الملك لير.. الخ، بينما المسرح الواقعي نزل إلى الشغيلة والناس العاديين. وقدم إبسن ما يسمى اسطاطيقا القبح. المسألة الثانية ذكر الأستاذ الظاهر تشابه إبسن وبريخت، يرى فلاح أن هذا صحيح من حيث المضمون لكنه قدم عناصر الاختلاف التقني في التمثيل والأسلوب بينهما، اذ أن هناك مدرستين، مدرسة ستانسلافسكي صاحب كتاب (إعداد الممثل) وهي تعنى بالعواطف ويندمج الممثل بالشخصية التي يمثلها ومعمار المسرح في هذه المدرسة كان يسمى "مسرح العلبة" فتحته المواجهة للجمهور هي الجدار الوهمي (الرابع)، بينما بريخت نقيض هذا، فهو كسر هذا الإيهام وحطم الجدار الرابع ودعا الممثل ليخرج إلى الجمهور قائلا: أنا الممثل فلان سأقوم بتمثيل الشخصية الفلانية وعند أدائه واقترابه من الاندماج يكسر ذلك.ثم دعا مدير الأمسية فلاح هاشم الفنان علي رفيق ليقدم مداخلة عن ابسن والمسرح العراقي. تحدث علي رفيق (كاتب هذه السطور) قائلا:" إن المسرح العراقي عرف أبسن مع أول بادرة لإقامة موسم مسرحي عراقي تحت اشراف رسمي حين دعت وزارة الثقافة والإرشاد بعد ثورة 14تموز 1958 الفرق المسرحية فتنادت ثلاث فرق في 1962فقدمت ثلاث مسرحيات: (الخال فانيا) لتشيخوف (فرقة المسرح الحديث)، و(سقط المتاع) لأوجين بريو (المسرح الجمهوري) والمسرحية الثالثة (بيت الدمية) لهنريك إبسن (الفرقة الشعبية)، أخرجها ومثل شخصية الزوج الرائد جعفر السعدي، أما شخصية نورا فمثلتها الفنانة هناء عبد القادر. وكان ظهور (نورا العراقية) بمثابة احتفاء بالمنجز الذي حققته ثورة 14تموز للمرأة العراقية بسنها للقانون 188لسنة1959 والذي أقر حقوق المرأة ونظم حياة الأسرة العراقية، واعتبر من أحسن القوانين في بلدان المنطقة العربية والشرق الأوسط، ومن سخرية القدر أن يأتي برلمان العراق، في القرن الحادي والعشرين، ويعدل هذا القانون بمواد تتراجع عن المكتسبات التي تحققت للمرأة في ذلك القانون".وواصل رفيق ذكر مسرحيات إبسن التي قدمت على المسرح العراقي، مشيرا إلى أنه عمل خلف كواليس مسرحية (الأشباح) عندما كان طالب مسرح في المرحلة الأولى والتي عرضت عام 1962 وأخرجها أستاذه بهنام ميخائيل، ومثّلها فوزية الشندي وساهرة أحمد وقاسم صبحي وحسن حسين وإبراهيم خليل. وذكر أن الرائد بدري حسون فريد أخرج عام 1967 لطلبة المعهد مسرحية (عدو الشعب). وكانت لبدري تجربة سابقة مع هذه المسرحية عام 1955 إبان العهد الملكي لكنها سميت، لضرورات رقابية، (المورد المسموم).حظيت هذه الأمسية بمداخلات وأسئلة من حضور القاعة، من بين المساهمين فيها د. نجم الدين غلام والأستاذة مريم شرارة ود. سلمى السداوي ود. سعدي الشذر وآخرون، ودار حوار جاد بينهم والمحاضر رضا الظاهر الذي تطرق في أجوبته إلى فضاءات أخرى في الإبسنية والنسوية وجماليات مسرح إبسن وواقعيته.
|
المشـاهدات 80 تاريخ الإضافـة 18/03/2025 رقم المحتوى 60613 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |