الأربعاء 2025/3/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 17.95 مئويـة
نيوز بار
الإسلاموفوبيا في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الاسلام
الإسلاموفوبيا في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الاسلام
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. علي موسى الموسوي
النـص :

تناول سؤال الإسلاموفوبيا، يقتضي فهما دقيقا للوضع العام بأوروبا، خاصة في ما يتعلق بعلاقة الأنا بالآخر، أيضا مشكل التعايش، الجذور التاريخية لشيوع التمثلات الخاطئة عن الإسلام، وغيرها.- نعرف كلنا أن التوتر بين الإسلام والآخر الغرب بشقيه -المسيحي واليهودي- هو توتر قديم، لكن يمكننا الجزم أن أحداث ١١ سبتمبر، أحدثت انقلابا أيديولوجيا سيعمق الفجوة أكثر بين الأنا المسلمة والغرب، وإلا ما دلالة تأثير هذه الأحداث والتي ندينها أخلاقيا، على المسلمين خاصة، بالرغم من كل هذا العنف الذي يشهده العالم.

 

-أسباب هذه الظاهرة متعددة:

 

ذاتية: تتعلق بالمسلم نفسه، الذي فشل في إعطاء الصورة الحقيقية للإسلام، كمنظومة قيمية وأخلاقية كونية تؤمن بالآخر وباختلافه وبحقوقه.في المقابل اختزل الإسلام في بعده الطقوسي: لباس، لحية، بناء مساجد، ونسي أن الإسلام منظومة حياة، وقبلها منظومة أخلاق (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، لهذا فالصورة النمطية السيئة التي أسست لها وسائل الإعلام الغربية، والأفلام السينمائية، والرسوم الساخرة، هي نتاج سلوكيات بعض المسلمين الذين عجزوا عن بلوغ كنه الرسالة المحمدية السمحة، بل لدينا أيضا المسلم بالانتماء فقط مع جهل تام للشريعة الإسلامية.-أسباب سياسية تهم الآخر: إذ يتم استغلال التوتر القائم لأجل مآرب سياسية، فيروج مثلا إلى أن هذا المسلم مستغل وحاقد على حضارة مسيطرة ومتفوقة، وهو التسويق السياسي الذي ينشط أثناء خوض غمار الانتخابات، وقد نتج عنه في عديد المرات مظاهرات ضد ما سمي بـ "أسلمة أوروبا".الأمر ذاته سيحصل بالولايات المتحدة الأمريكية، عندما استغل دونالد ترمب أحداث ١١سبتمبر لاسيما في حقبة إدارته الاولى ليحفز اليمين المحافظ الذي نادى بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية.- أسباب اقتصادية: ما تجنيه شركات الإنتاج من الأفلام المعادية للإسلام والمسلمين؛-الخطير عندما يشارك المفكر في هذه الحملة الشرسة التي تعمق فجوة الصراع، وتهدد السلم والأمن الدوليين، وقد لامسنا حجم الإنتاجات الفكرية المعادية للإسلام والمسلمين، بل هناك من اعتبر أن ظاهرة الإسلامفوبيا، صناعة إسلامية لترهيب المخالفين وللسيطرة على أوروبا مثل الروائي الفرنسي باسكل بروكنر. ولأننا أمام منظومة غربية تؤمن بثقافة حقوق الإنسان أيضا، فقد تعالت الأصوات لأجل تجاوز خطابات الكراهية، والدفاع عن القيم الإنسانية التي ميزت الغرب: قيم التسامح والتعددية وقبول الآخر.-من جهتنا علينا أن نستوعب أن هذه الظاهرة بتداعياتها المختلفة التي تسكن لا وعي الغرب، وتحييها وتغذيها سلوكيات بعض المسلمين المتطرفين والمتعصبين، وهذا النموذج هو الذي تستغله وسائل الإعلام وغيرها لإنتاج صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين.-إذن التحدي، أن نعمل على إنتاج صورة إيجابية عن الإسلام، وإنتاج خطاب قيمي أخلاقي يظهر الصورة الحقيقية للإسلام.نحتاج أن نكرس ثقافة الاختلاف؛ لكي ننظر إلى الآخر داخل كينونته الإنسانية؛ لا العقدية، لأجل إنسانية متعايشة متسامحة.نحتاج للاندماج الإيجابي والفعال، ونحتاج لجهود مضاعفة لأجل استثمار الديموقراطية والحرية الغربية استثمارا إيجابيا، عوض فسح المجال أمام قوى الظلام التي استغلت فضاءات الحرية ونشطت لتعبئة الشباب، وشحنهم بأفكار التطرف والتعصب ونبذ الاختلاف.

المشـاهدات 28   تاريخ الإضافـة 18/03/2025   رقم المحتوى 60688
أضف تقييـم