الإثنين 2025/3/31 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 17.95 مئويـة
نيوز بار
خطوة جديدة في تيسير أبحاث سلسلة التوريد؛ تصميم “خريطة ذهنية شاملة” غير مسبوقة
خطوة جديدة في تيسير أبحاث سلسلة التوريد؛ تصميم “خريطة ذهنية شاملة” غير مسبوقة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

علی نوریان

تمكن فريق من طلاب الدراسات العليا المتميزين في قسم الهندسة الصناعية بجامعة أصفهان، تحت إشراف الدكتور عليرضا گولي، وبعد عام كامل من العمل المتواصل، من تصميم وتطوير أول “خريطة ذهنية شاملة لسلسلة التوريد” على المستوى العالمي.

ومع تزايد تعقيدات سلاسل التوريد العالمية، أصبحت الحاجة إلى فهم شامل ومتكامل لهذا المجال أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وفي هذا السياق، يُعد مشروع تصميم وتطوير “الخريطة الذهنية الشاملة لسلسلة التوريد” المبتكر والقيّم، بقيادة الدكتور عليرضا گولي، عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الصناعية والدراسات المستقبلية بجامعة أصفهان، خطوة مهمة في تسهيل مسار الباحثين في هذا المجال.

يتمتع الدكتور عليرضا گلي بخبرة تزيد عن عشر سنوات في مجال إدارة سلسلة التوريد، وقد حصل على مكانة ضمن أفضل اثنين بالمائة من العلماء على مستوى العالم وفقاً لتقرير جامعة ستانفورد، وكان دائماً رائداً في تطوير وتطبيق المجالات الحديثة لإدارة سلسلة التوريد. ومع فهمه العميق للتحديات المتزايدة في هذا المجال، بما في ذلك التعقيدات الناجمة عن ظهور تقنيات جديدة مثل البلوكتشين وإنترنت الأشياء (IOT)، والقضايا البيئية وغيرها من التحديات، أتم هذا المشروع الاستراتيجي بالتعاون مع فريق متخصص.

قام فريق البحث لهذا المشروع، المكون من طلاب متميزين في مرحلة الماجستير في الهندسة الصناعية بجامعة أصفهان، وهم أمير محمد حاجي هاشمي، وهستي زنجيراني، وعرفان كاج آبادي، وبهار بندي، وهادي براتي، بإنجاز عمل استثنائي على المستوى العالمي من خلال جهودهم المستمرة والهادفة. استطاع هذا الفريق، بالاستفادة من معرفتهم المتخصصة في مجال سلسلة التوريد واللوجستيات، صياغة مجموعة شاملة وعملية.

تُعدّ هذه الخريطة الذهنية الشاملة، التي هي نتاج عام كامل من البحث والدراسة الدقيقة، بمثابة خارطة طريق للباحثين في مجال سلسلة التوريد، كما أنها تشكل جسراً للتواصل بين مختلف التخصصات العلمية. تستطيع هذه الأداة القيّمة، من خلال تغطيتها الواسعة للموضوعات المعاصرة، بدءاً من التقنيات الحديثة وصولاً إلى قضايا إدارة الأزمات، تسهيل مسار البحث والتطوير في هذا المجال بشكل ملحوظ.

تتجلى السمة المميزة لهذا المشروع، بالإضافة إلى شموليته ودقته العلمية العالية، في قدرته على إنشاء روابط بين مختلف المجالات التخصصية. تتيح هذه الخريطة الذهنية، بنهجها المبتكر، فهماً أفضل للعلاقات بين المجالات المختلفة، ويمكن أن تُستخدم كنموذج لتطوير أدوات مماثلة في تخصصات علمية أخرى من قِبل الطلاب والأساتذة والباحثين.

“الخريطة الذهنية الشاملة”: أداة لحل تعقيدات إدارة سلسلة التوريد

صرّح الدكتور عليرضا گلي، عضو هيئة التدريس في قسم هندسة الصناعات والدراسات المستقبلية بجامعة أصفهان، في حوار مع الموقع الإخباري للجامعة حول “الخريطة الذهنية الشاملة” والهدف من تصميمها قائلاً: “في نوفمبر 2023، بدأنا مشروعاً يهدف إلى تصميم وتطوير ‘خريطة ذهنية شاملة’ في مجال سلسلة التوريد”.

وأضاف: “كان الدافع الرئيسي لبدء هذا المشروع هو ملاحظة مشكلة أساسية في مجال سلسلة التوريد؛ إذ لاحظنا أن هذا المجال يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وهذا التعقيد المتزايد لم يؤدِ فقط إلى فقدان الشفافية، بل حوّل أيضاً السيطرة على هذا المجال إلى تحدٍّ جسيم”.

وأوضح عضو هيئة التدريس في قسم هندسة الصناعات والدراسات المستقبلية بجامعة أصفهان أن هذه الملاحظات قادتهم نحو هدف محدد وتصميم أداة يمكنها عرض جميع جوانب سلسلة التوريد بشكل متكامل وشامل. وأكد قائلاً: “لم يكن تصميم مثل هذه الأداة مساراً سهلاً بالنسبة لنا. فأحد أكبر العوائق التي واجهناها كان غياب تصنيف معياري وكامل في هذا المجال. في الواقع، معظم المقالات والأبحاث المتاحة في مجال سلسلة التوريد تناولت فقط جزءاً صغيراً من هذا المجال الواسع، ولم يكن هناك إطار شامل يغطي جميع المفاهيم في مكان واحد. ومع ذلك، كنا مصممين على ملء هذه الفجوة وتقديم بنية متماسكة وشاملة للمرة الأولى يمكنها تصوير جميع جوانب سلسلة التوريد في نظرة واحدة”.

وفيما يتعلق بالاستخدامات العملية “للخريطة الذهنية الشاملة لسلسلة التوريد”، قال: في مجال التعليم، تعمل هذه الخريطة الذهنية كإطار منظم ومرئي فعّال للغاية لكل من تعلّم وتدريس مفاهيم سلسلة التوريد. يمكن للطلاب استيعاب المواد بسرعة أكبر، كما يستفيد المدرسون منها كأداة تعليمية فعّالة.

واصل گلي قائل: من المنظور البحثي، يستطيع الباحثون بسهولة تحديد الفجوات البحثية وتحديد مسار بحثهم. والنقطة الجديرة بالملاحظة هي أنه لم تعد هناك حاجة لقضاء وقت طويل في البحث ومراجعة المقالات المتفرقة، لأن جميع المعلومات تم جمعها بشكل متكامل في هذه الأداة.

وأشار عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة الصناعية واستشراف المستقبل بجامعة أصفهان إلى أنه في قطاع الصناعة، يمكن للمديرين والعاملين في هذا المجال استخدام هذه الخريطة الذهنية لتحديد موقعهم ومواقع القطاعات الأخرى في سلسلة التوريد بشكل جيد. كما تساعدهم هذه الأداة على تحليل العمليات بشكل أفضل واتخاذ قرارات أكثر دقة في مختلف مجالات سلسلة التوريد.

وقال عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الصناعية ودراسات المستقبل بجامعة أصفهان: إن ردود الفعل الواردة من الخبراء المحليين والدوليين أظهرت دهشتهم من شمولية واتساع هذا العمل. على سبيل المثال، اعترف أحد الخبراء غير الإيرانيين في مجال الخرائط الذهنية بأنه لم يشاهد خريطة ذهنية بهذه الشمولية والكمال طوال حياته المهنية. كما دعونا أساتذة الهندسة الصناعية من جامعات مختلفة لفحص هذه الخريطة الذهنية.

حتى أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي تطوراً لم تستطع تقديم هيكل شامل ومتماسك

في الأوساط الأكاديمية ووسائل التواصل الاجتماعي، انتشر اعتقاد خاطئ مفاده أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون بديلاً كاملاً عن الأنشطة البحثية وأن يقوم بجميع مراحل كتابة الرسائل والأطروحات من البداية إلى النهاية. ولكن تجربتنا العملية تُظهر أن هذا التصور غير صحيح. فعلى سبيل المثال، في مشروع الخريطة الذهنية لدينا، حتى أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي تطوراً لم تستطع تقديم هيكل شامل ومتماسك. وفي أفضل الأحوال، كان عدد محدود فقط من اقتراحاتها قابلاً للاستخدام، بينما كانت البقية غير ذات صلة وغير عملية.

وأضاف عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الصناعية والدراسات المستقبلية بجامعة أصفهان: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لتصحيح الأخطاء أو استكمال الموضوعات، ولكنه لا يمكن أن يحل محل المنظور الإنساني والحكمة الجماعية. فقدرة التفكير البشري والقدرة على الفهم الشامل للموضوع لا تزال تتجاوز إمكانيات الذكاء الاصطناعي.

وفي الختام، أكد أن النقطة المهمة هي أن الاعتماد المطلق على أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث يمكن أن يكون مضللاً. والنهج الصحيح هو استخدام خبراتنا ودراساتنا ومعرفتنا الشخصية كأساس، واستخدام الذكاء الاصطناعي لإكمالها وتعزيزها. فالاعتماد المفرط على هذه الأدوات يمكن أن يؤدي إلى إضعاف قدرتنا على التفكير والإبداع، وبدون هذه القدرات الأساسية، لن يكون لدينا في الواقع شيء قيّم لنقدمه.

المشـاهدات 53   تاريخ الإضافـة 22/03/2025   رقم المحتوى 60796
أضف تقييـم