الأربعاء 2025/4/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نيوز بار
ابيض / اسود طبول حرب لا تسمع!!
ابيض / اسود طبول حرب لا تسمع!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مازن صاحب
النـص :

 

 

 تحمل الاخبار الكثير من وقائع طبول الحرب التي تقرع في الشرق الأوسط الذي تريد إسرائيل ان يكون جديدا تحت قيادة صهيونية بعنوان الاتفاقات الابراهيمية وتوظيف وجود رئيس امريكي لا يتعرف بالكثير من ثوابت السياسة الدولية ويتعامل مع الواقع بعقلية مقاول وليس رجل دولة وشتان بين الحالتين.

 السؤال غير المصرح بإجاباته عراقيا، كل هذه الطبول التي تقرع، وليس ثمة إجابات عراقية عنه، بعد ان سقطت اغلب القوى سواء تلك التي تتصدى لمفاسد المحاصصة في تحالف إدارة الدولة او تلك التي تحاول العمل على اصلاح العملية السياسية من داخلها بمختلف الوسائل، ناهيك عن تلك الثالثة التي تنتظر الدبابات الأمريكية لتغيير العملية السياسية كما فعلت في 2003!!

لذلك فضلت الكثير من القوى في تحالف إدارة الدولة الاستعداد للانتخابات المقبلة من خلال توظيف تعديلات مرتقبة لقانون الانتخابات  ومن عده تشكيل تحالفاتها لخوض انتخابات اقل ما يمكن ان يقال عنها انها لا تمثل اكثر من 20% من أصوات من يحق لهم الاقتراع، مقابل اقلية سياسية تهيمن على مقاليد السلطة وتهمش 80% من أصوات الشعب ،المثير للجدل ان هذه القوى تتنافس فيما بينها تحت عناوين " الجهاد المقدس" ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وهي تعلم علم اليقين القاطع، ان عراق اليوم اذا حاولت أي فصائل حزبية مسلحة المشاركة في الحرب على الولايات المتحدة تدخل مثل الثور الهائج في المنطقة، انما يعني خروجها من مقاليد سلطة مفاسد المحاصصة  وتلك مفسدة كبرى  يمكن التعامل معها بتقية سياسية تمسك العصا من الطرف او الوسط  فقط  لمحاكاة  البقاء في السلطة تحت أي عنوان .

  كل ذلك يظهر الاختلافات ما بين قوة دولة تتفاوض مع الولايات المتحدة مثل تصريحات المرشد الإيراني الأعلى في رده على رسالة الرئيس الأمريكي، وبين فجاجة المواقف لقيادات الفصائل الحزبية المسلحة وهي تبيع الوهم وتضحك على ذقون جماهيرها بعناوين مقدسة لحماية المذهب والدين فيما لا تحمي غير وجودها في سلطة مفاسد المحاصصة وتلك الأموال المهدورة والمنهوبة من المال العراقي العام في تلك المفاسد المقيتة.

كل ذلك يتطلب وعيا شعبيا نوعيا ، ليس في فهم الاضاليل والاباطيل التي ينطق بها قادة الفصائل الحزبية المسلحة بعناوين طائفية مقيتة ، بل في فهم حقائق أصوات طبول الحرب الصهيونية بأداة أمريكية وهي تقرع أبواب العراق وهذه القيادات لا تمتلك المشروعية الحقيقية في التصدي لهذه الحرب المقبلة ، وهذا يحتاج  ظهور قيادات شعبية عراقية واعية، تفهم حقائق ومعطيات متغيرات المنطقة، وفي ذات الوقت تمتلك منطق التفكير بحلول عراقية في وطن واحد  لجميع العراقيين  قادر على التعامل  مع المرحلة الامريكية الجديدة في الشرق الأوسط ، وتستجيب لها في فرضيات الحرب قبل السلم ، ومن خلال هذا الاجماع الوطني في منهج التفكير والتصميم  على التعامل  مع أي متغيرات بعقلية وطنية عراقية واحدة، يمكن فقط ان تفهم واشنطن انها تتعامل مع نوع جديد من القيادات الشعبية غير تلك التي جمعتها في مؤتمر لندن لأحزاب المعارضة ومن ثم في مجلس الحكم وسلمت لها مقاليد سلطة مفاسد المحاصصة التي نهبت الثروة الوطنية للعراق وتركته تحت عناوين  التخلف الحضاري .

الأكيد ان مثل هذه المهمة الوطنية تكليفا مجتمعيا ودينيا تشخص فيه عيون العراقيين نحو المرجعية الدينية العليا وتنتظر موقفها المنشود  في قيادة بيضة الإسلام نحو طريق الصواب في عراق واحد وطن الجميع ، منها الى بقية القوى المجتمعية، في ادراك شخوص عشائرية  واقتصادية ، تنهج هذا المنهج الواحد في عراق كريم عزيز ، يمتلك القدرة على مواجهة تحديات أي حرب مقبلة ، من دون تظافر جهود الجميع في التصدي لما يمكن ان يكون وسماع أصوات طبول الحرب تقرع على أبواب العراق ، فان دخول الدبابات الامريكية مرة أخرى يبقى الخيار الوحيد، عندها ستكون الكلمة مرة أخرى لسلطة الاحتلال، ويحصل ذات التدوير لأنماط من الإدارة العسكرية في تشكيل مجلس حكم جديد، ومن يدري ما سيكون بعدها من وقائع واحداث... فما سيكون موقف قادة الفصائل الحزبية المسلحة وهم يتباهون يوميا بتلك المصطلحات في طائفية سياسية  تنهب ثروات العراق، ام انهم بانتظار ما سيكون في موقف المرشد الإيراني الأعلى على طاولة مفاوضاته مع الامريكان وضياع العراق ما بين فكي كماشة النيران معادية وصديقة ،الخاسر الوحيد فيها مستقبل اجيالنا المقبلة  ويبقى من القول لله في خلقه شؤون !!

المشـاهدات 347   تاريخ الإضافـة 22/03/2025   رقم المحتوى 60797
أضف تقييـم