الساعة الضخمة التي صنعها الحاج عبد الرزاق الاعظمي عام 1929 والتي مازالت تعمل لحد نرجع لقصة ساعة الأعظمية الى عام 1337هـ-1919م ..

يوم أهديت ساعة الحضرة الكيلانية ذات الوجهين الى جامع الأمام الأعظم لتصليحها ونصبها فيه.غير ان الساعة كانت قديمة وقد تلف الكثير من أجزائها أثناء نقلها.وقد حاولت داىرة الأوقاف في حينها تصليحها الا ان المحاولات باءت بالفشل..مما اضطرها،الى الطلب في الصحف المحلية(العراق 17شباط1921) من المتعهدين وذوي الاختصاص في موضوع تصليح الساعة مراجعتها.فلم يلب أحد.وفي 19آذار 1921 تقدم الحاج عبد الرزاق محسوب الأعظمي يتعهد بتصليحها ،وبعد ان فحصها وجدها غير صالحة،فاقترح على الأوقاف قيامه بصنع ساعة مثلها وتعهد إنشاء جديدة،وقد وافقت مديرية الأوقاف على الطلب وكتبت له بتاريخ 24آذار 1921 بموافقتها على القيام بصنع ساعة جديدة..

وفي 25آذار1925 بدأ المشروع ينفذ في معمل(بيت)عبد الرزاق في محلة الشيوخ بعدما رسم في ذهنه خطوطها الرئيسية ووضع تصميما لصنع ساعة كبيرة مع هيكلها الخاص ذات أربعة أوجه بدلا من تلك الساعة ذات الوجهين .

وبعد عمل مضن دؤوب دام 8 سنوات ونصف بمساعدة أولاده محمد رشيد وعبد الهادي وبعد ان انفق كثيرا من المال اتمها في 28/12/1929 ،فطلب من إدارة الأوقاف تسلمها هبة منه لوجه الله، وطلب القيام ببناء البرج المناسب لها..إلا أن عقليات الأوقاف حينها شككت في صنعها فماطلت بذلك، ورفضت تسلمها،،فأقام لها برجا جديدا في بيته,,وكانت تسمع بانتظام ويسمع صوتها من بعيد ..وكل أجزائها عراقية غير مستوردة

وقد اغتنم الحاج عبد الرزاق فرصة إقامة معرض ببغداد 1932 وعرض الساعة التي حازت على الجائزة الأولى..وبقيت تعمل في حدائق المعرض حتى أواخر شباط 1933 وأعيدت إلى المعرض بالاعظمية..ووافقت الأوقاف على تسلمها ولم تضعها في جامع الأمام الأعظم بحجة بناء البرج وبقيت هكذا لمدة 26سنة..وبعد 14تموز1958 تم بناء برج اسطواني بارتفاع 25م وكسي بالفسيفساء الأزرق والأبيض

وسنة 1961 نصبت الساعة وبقيت تعمل بانتظام..وعام 1973 قامت الاوقاف باكساء البرج بصفائح من معدن الألمنيوم المضلع باللون الذهبي.

وبقيت الساعة منتظمة العمل حتى عام 2003م حينما غزا الأميركان بلدنا واحتلوا بغداد ودمروا بندول الساعة يوم 10نيسان 2003م ..

وقد قام ديوان الوقف وعدد من الشركات بإعادة ترميم البرج ..فيما قام ثلاثة من عائلة محسوب هم (د.صالح عبد الرزاق ,فؤاد رشيد عبد الرزاق,وحذيفة سالم عبد الهادي عبد الرزاق ) وعلى مدى أشهر عدة بإعادة ترميم وتشغيل ماكنة الساعة وتصليح أجزائها المتضررة...وتم نصبها من جديد عام 2005م...