الإثنين 2025/3/31 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 17.95 مئويـة
نيوز بار
أثر البيئة في تجربة الشاعر (غسان حسن محمد) ديوان "بأيِّ صيفٍ ستلمين المطر؟
أثر البيئة في تجربة الشاعر (غسان حسن محمد) ديوان "بأيِّ صيفٍ ستلمين المطر؟
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب نضال ماهود محمد
النـص :

 

                           

في مدينة ميسان ولد الشاعر.، ترعرع في أزقتها وتنفس هواءها وتعلم في مدارسها. البيئة هي المحيط المادي والمعنوي الذي أكتنف الشاعر ..وأمده بعنصر البقاء وانماء الذات.

ميسان هي المأوى والمعيش وسكن الشاعر الذي تمتد اليه ذاته الساعية الى اثمار زهرات الابداع عبر مخيلة شعرية تلقى وحيها عبر الكلمات وتشكلاتها للمعنى المؤنس والماتع والمفيد لآنسان الرؤى والخيالات في لوحة الكون المبدعة الخلاقة.

ذات ملأى بالمشاعر والأحاسيس في اللاوعي الناشط في خلق الأفكار من العناصر المهمة في بناء شخصية الشاعر على المستوى الإبداعي والإنساني لأنها تمثل النتاجات والنصوص التي سيكتبها الشاعر في مدونته تعبيراً عن الذات وعوالمها في عالم الواقع وما وراءه.

من مخرجات مفهوم البيئة ما اصطلح عليه مجموع التفاعلات البيئية والشعرية التي يعاضد احدها الآخر بمعادلات تأثيرية وتأثرية تُظهر مدلولاتها في الشعرية التي تُعد جزءً لا يتجزأ من البيئة، بل هي من عناصرها المهمة في المعنى العام، اذ تشكل مفردة ضمن النسيج البيئي بما تحوزه من خصوصية إبداعية ذات منحى وجودي قار في سلسلة الفكر الأنساني.

يصف الشاعر بيئته حيث مدينته القابعة في جنوب العراق..حيث نهر دجلة يتهادى عبر جغرافيتها موزعاً أذرعه على عديد المدائن وقصباتها محيياً أشجار النخيل والمساحات الخضراء لتهدينا أرطابها وأثمارها وأزهارها..يُشاركها النعم "هور" يضم الطيور والاسماك والنباتات متعددة الاشكال والأثمار..نمت فيها أعرق الحضارات(سومر) حيث الكتابات المسمارية واللقى والحكايات الأسطورية والشعبية التي تناقلها الناس عبر حضارة امتدت لأكثر من (7000) عام.

البيئة وعوالمها تظافرت على بناء مخيلة الشاعر.. واطلاق كنوزه التخييلية في انتاج الصورة الشعرية وإمتداد رؤيته الى مساحات تجتاز الأفق الواقعي نحو عوالم جمالية تنضوي على خصوصية الشاعر وتفرده بأطلاق الأفكار والمعاني ضمن صفحات الكتابة الشعرية. فالبيئة ببعدها الوجودي نشطت لدى الشاعر كعنصر من عناصر التغذية البصرية . فكانت بمثابة الخطوط والألوان على لوحة النفس.

أسست لمناخات وجدانية يعتمل فيها الشعور والاحساس والوعي بما يتآصر مع الحواس وخلجاتها والمدارك ومفاعيلها في بناء الذات الواعية الخلاقة لفنون الحس والجمال.

في قصيدة" الى أمي العمارة" يذكر الشاعر:

يا أمُّ حدّثني الغيابُ

عنك حضوراً في الإشارةْ

آتيكِ ضمآناً لعلّي

منكِ أستافُ

البشارهْ

فيضمني صدرٌ حنونٌ

وجداً يشفُّ في  قرارهْ

فيكِ أشتفت روحي..

فجدتِ بلاغةً اثرى العبارة.

يا أنتِ يا أحلى (عماره)

يا أنتِ يا أحلى (عماره).

الشاعر ينظر الى مدينته العمارة كشاخص وجودي يعبق بتأريخ حضارات عريق..وينبئ بشاعر غذته انعامها وأسبغت على مخياله الصور الشعرية والمباني اللغوية ذات الأثر الفاعل في صقل موهبته والاخذ بيده نحو مصاف الابداع.

وللبيئة الأدبية اثر فاعل في تجربة الشاعر غسان حسن محمد فهي مرآة للواقع تعكس التحولات والتحديات التي تمر بها المجتمعات، تأثر الشعراء بالبيئة الأدبية يجعل من شعرهم تعبيراً فنياً وثقافياً عن زمانهم ومكانهم، ويساهم في اثراء الأدب وتوثيق التاريخ الثقافي والاجتماعي.

يقول الشاعر في قصيدته " جسور"

من قصم ظهر الجسر؟

الحرب ...الحرب!

مابالهُ هذا الوليدُ لم يفتر ثغره

عن ابتسام..؟

لم يَعُد أباه باللُعبِ..,

لم يُكمل حكايات الموت..,

عادَ بنعشٍ..

يحلم بوطنٍ ..

لا يمر في أفقه الرصاص..

حُلم أُجهض في منتصف المسافة

بين ليلٍ ونهار،

ذلك أن لا مواقيت للحرب..

فسنتها الدمار..،

وعطرها البارود يعبق في الأجواء.،

الحربُ لو كانَ لها عينٌ تدمع.،

لأكتملت أبتسامة الوليد!

هكذا يشتبك الشاعر مع واقع مرير هي الحرب التي تحصد الأبناء وتعيث دمار بالناس..تكتوي روحه بلوعات الإنسانية ويشخب شعوره عن قصائد متفجرة بالحب والإنسانية.

المشـاهدات 45   تاريخ الإضافـة 24/03/2025   رقم المحتوى 60842
أضف تقييـم