الإثنين 2025/3/31 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 17.95 مئويـة
نيوز بار
قراءة وتحليل في كتاب غطاء الرأس ..
قراءة وتحليل في كتاب غطاء الرأس ..
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

مؤيد عليوي

كتاب " غطاء الرأس في الثقافة العراقية في العصر الحديث ( الانساق ، الفضاء ، التحولات)  تأليف أ.د عبد العظيم السلطاني ، طبعة دار الشؤون  الثقافية العامة، سنة ٢٠٢٤، يتكون الكتاب من ١٢٥ صفحة من القطع الوسط ، مع المصادر وملحق مصور لغطاء الرأس للرجال والنساء في العراق من شماله الى جنوبه وبكل ماتعني كلمة التنوع من الشمال الى الجنوب لغطاء الرأس واتصاله بالثقافات اليومية التي بقي منها وما انزاح بفعل عوامل اجتماعية وثقافية وسياسية سلطوية من مثل انزياح الطربوش بعد انتهاء الحكم العثماني في العراق ، ففي الكتاب متعة ثقافية عراقية ونبرة تتصل بالأرض أكثر من غيرها خاصة أن الاهداء قد جاء (( الى روحيّ أبي وأميّ ...مخلِصَيْن للعقال والعصابة حتى الرمق الأخير)) فالعقال واضح للرجال، أما العصابة فهي غطاء رأس للمرأة الريفية في الريف العراقي للمناطق العربية بمعنى ليست مناطق كردية أو تركمانية فكلمة مناطق هنا تأخذ منحى جغرافية غطاء الرأس   وما يتصل به من ثقافة - وهذا التوضيح لمَن يقرأ وليس له علاقة بالمفردة العراقية الريفية - ، ثم إن الاهداء يعبر عن انتماء الى الاصل الاب والام وثقافتهما من خلال غطاء الرأس ، وهي قيم إنسانية عامة لكنها تظهر عندما يكمن هناك احساس بأن هذه الثقافة مهدده بخطر الزوال، بفعل المتغيرات القوية من ظهور نزعة الميل الى الملابس الغربية الممزقة في ملابس الشباب في الشارع العراقي و(الشوس ميديا)، كذلك يرافق هذه الماركة الميوعة عند بعض الشباب ،وكذلك من جهة ثانية ارتداء الفتيات ملابس الشبان، ومعها ارتداء غطاء الراس المناسب تلك الملابس، وظهور مفاهيم غريبة بين الشبان والشابات غريبة على المجتمع العراقي، لذا نرى تقديم الأب الذكوري في الإهداء على الأم المؤنثة ، فكلمة الاب تعني سلطة وفحولة وقوة في الاسرة لأنها تتصل بالنظام الأبوي للبشرية، فيما كلمة والد لا تعني نظاما أبويا كما اللفظ والمعنى واضحين ، كانت هذه السطور تحليلا لسبب تأليف الكتاب في نسق ثقافي  اجتماعي يومي من تاريخ العراق الحديث المتصل بالأرض واهلها كما هناك أسباب كثيرة دعت المؤلف للكتابة كما يرى التحليل، منها السياسي ودخول موجة تلك (الموديلات) مع الاحتلال الامريكي والاممي للعراق، ومعها غطاء الرأس الذي يمثل جزءا من الثقافة ، يأتي التأليف في هذا الوقت حفظا وحفاظا على قيم أصيلة في العراق من حيث ان أغلب أرض العراق زراعية ومجتمعها يريفي عشائري كذلك عشائري في الاهوار والجبال ، أما المدن فقد كانت مدينة مثقفة واعية والواعدة من الممكن أن تحقق بثقافتها ووعيها تطوير الريف اقتصاديا قبل الحروب، فالاقتصاد أحد أهم م العوامل المؤثرة في غطاء الرأس والثقافة، و اقصد  كنتُ أتوقع أن أجد عنوانا خاصا بها وعلاقتها بالثقافة وغطاء الرأس، الا أن الكتاب ذكر أثر البيئة الريفية وهي زراعية في اغلبها من وجهة نظر اقتصادية وأثرها في غطاء الرأس دون عنوان خاص ، المهم بقيت المدينة صامتة مقموعة  بفعل السلطة وحروبها الى وقت قبل الحصار، ثم تم تريف المدينة بما يخدم بقاء السلطة، ثم جاء الاحتلال الامريكي و المتنوع الأممي بثقافته وغطاء الرأس منه فأضاف الى المدينة  والريف ثقافة غطاء الرأس من مثل غطاء الرأس للجندي الامريكي وحلاقة الشعر(الحفر) للجنود المارينز، وقد أثرت بصورة مباشرة أو غير مباشرة فارتداء الشباب العراقي المدني غطاء لرأسهم ،قبعة الكابوي الامريكي التي يرتديها بعض الجنود الامريكان في العراق،كما اثرت حلاقة الشعر دون وعي من الشباب وزاده (الشوس ميديا) تفاعلا ، والقراءة في الثقافة العراقية لغطاء الرأس تخضع كما قدّم الكتاب، لعدة مناحي مهمة وممتعة في عناوينه البارزة : الاقتضاء الهوية ، غطاء الرأس والسلطة ،غطاء الرأس وفاعلية الخطاب، الداخل والخارج ، التحول وتعدد الدوافع، انتصار العلامة لذاتها،

وهنا لا يمكن اختصار هذه العناوين فالقضية متشعبة تتناول في مفصل منها غطاء الرأس للشباب والرجال والفتيات والنساء والعرب والكرد والتركمان والمسلمين (سنة وشيعة) والمسيح وووو. في كل عنوان منه كما تتناول هذه العناوين ماذا يعني أن يكون غطاء الرأس مائلا فوق الرأس أو غير ذلك ..، نعود الى الاهداء الذي يكشف عن نزعة نفسية للمؤلف في عبارة (.. حتى الرمق الاخير ) تشير ان الأمر لا يخلو من تحدٍ لمواجهة المتغيرات المفروضة كلها وليشكل الاهداء أحد أهم أسباب أتباع منهجية النقد الثقافي في تأليف الكتاب اذ يرى عبد الله الغذامي أن النقد الثقافي طريقا للأقلية لتعبر عن رأيها ، ولكن الواقع العراقي من شماله وإلى جنوبه اليوم ،اغلبه عشائريا وغطاء الرأس مستقرا بقوة على الرأس، إذن اين الاقلية ؟،.. كنت اقصد الاقلية المعرفية التي تملك رؤية فتدعو الشعب العراقي باختلاف غطاء الرأس  فيه الى التمسك بوطنه أرضه من خلال كتاب غطاء الرأس فهذه هي الاقلية المعرفية.

أما ما فات الكتاب اقصد لم يذكره ففي ص ٣١ – ٣٤ ، عملية التخلي عن غطاء الرأس، أو حسر الرأس لأسباب كثيرة في تاريخ العراق الحديث في المناسبات اجتماعية ودينية وغيرها، إلا أنه نسي الكتابُ أن أهم مظاهر الحزن عند العراقيين في الفرات الاوسط والجنوب يوم عاشوراء نزع العقال وابقاء الشماغ لأنه الحسين ع أمامهم وقد قتل مظلوماً ، في تلك الذكرى الحزينة يخلع الرجال عقالهم حزنا واحساسا بالضيم والهزيمة، بوصف العقال عنصرا من عناصر مظاهر العز والقوة لديهم، ومنهم مَن يترك العقال والشماغ نهائيا لمدة يومين أو ثلاثة ايام (يفرع)، وهذا وذاك يشكل علامة سيميائية في النسق الاجتماعي العراقي منذ زمان بعيد في تأريخ العراق الحديث الى الآن .

وفي جاء في صفحة ٢٠ أن الشماغ العراقي الابيض والاسود أو الشماغ الفراتي  صار عنوانا لمقاومة الفساد في تظاهرات ٢٠١٩ وصار اللثام شباب والشابات حاميا من الفاسدين ، لكنه اقصد الكتاب لا يعلم أن المتظاهرين الواعيين في محافظة النجف الأشرف في مدة ما من تلك السنة، بسبب ضبابية الموقف وتداخل الخنادق في معركة الفساد رفعوا شعارا : ( ذب لثامك .الساحة تريد وجوه) وقد نُشر ذلك في (صفحات الفيس بوك )، فصاروا يواجهون الفساد دون غطاء مكشوفين الوجه كأنهم رجل واحد له وجوه واحد هو مواجهة الفساد الذي  يقر به اغلب قادة البلاد ؟!!!  ويمكن الرجوع الى تسجيلاتهم في( الشوس ميديا) ، التي تقر بوجود الفساد في مؤسسات الدولة وخارجها ،اذن ؟!!! ( ذب لثامك ..الساحة تريد وجوه) لمحاربة الفساد واصلاح حال البلاد بوجه عراقي واضح لا غير .

 

المشـاهدات 43   تاريخ الإضافـة 25/03/2025   رقم المحتوى 60965
أضف تقييـم