
![]() |
اليأس والقنوط في الشعر العربي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : سامي ندا جاسم الدوري اليأس: هو القطع على أنّ المطلوبَ لا يتحَصّلُ، وقيل: اليأْس نقيض الرجاء أو قطع الأمل، يئس من الشيء ييأس وييئس؛ والمصدر اليأْس . والقنوط: هو شدة اليأس من الخير. اليأس والقنوط: سَـدّ لباب التفاؤل والأمل، وتوَقعٌ للخيبة والفشل، واستبعادٌ للفرَج بعد الشدة، واليُسْر بعد العُسْر . واليأس في الأصطلاح : هو انقطاع الطمع من الشيء. وقيل أيضًا: اليأْس هو القطع على أنَّ المطلوب لا يُتَحَصَّل لتحقيق فواته . والقنوط في الأصطلاح هو الإياس من الرَّحمة، وقيل: القنوط شدة اليأس من الخير . قال أبو حاتم السجستاني / إذا اشتملتْ على اليأْسِ القلوبُ وضاق لما به الصدرُ الرحيبُ وأوطأتِ المكارهُ واطمأنتْ وأرستْ في أماكنِها الخطوبُ ولم ترَ لانكشافِ الضرِّ وجهًا ولا أغنى بحيلتِه الأريبُ أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ فموصولٌ بها الفرجُ القريبُ اليأس والقنوط تسدّ باب الأمل، وتستبعد حصولَ الفرَج داءٌ من ابتلي به عاش في دنياه في قلق وحيْرَة واضطراب، وفوّتَ على نفسه ما به تكون النجاة ويكون الفوز والفلاح في الدار الآخرة ذلكم هو داء اليأس والقنوط. آفة كبرى، وبلية عظمى، تطفئ سراج الأمل، فيترك العبد العمل، ويَخلد إلى الكسل . قال ابن القيِّم / باللهِ أبلغُ ما أسعَى وأدركُه لا بي ولا بشفيعٍ لي مِن الناسِ إذا أيستُ وكاد اليأْسُ يقطعُني جاء الرجا مسرعًا مِن جانبِ اليأْسِ واليأس والقنوط داء ابتلي به كثير من الناس، لأسباب كثيرة، ودواعي عديدة ، فمن الناس من أصيب باليأس والقنوط، نتيجة جهله بالله تعالى، وعدم معرفته بسَعَة رحمة الله وعظيم فضله وكرمه وإحسانه . ومن الناس من أصيب باليأس والقنوط، بسبب غلوّه وإفراطِه في الخوف من الله تعالى، حتى وقع في اليأس من رَوْحه، والقنوطِ من رحمته ، فحَدّ الخوْفِ ما حَجزك عن المعاصي . قال القحطاني: / ولأحسمنَّ عن الأنامِ مطامعي بحسامِ يأسٍ لم تشبْهُ بناني ومن الناس من أصيب باليأس والقنوط، نتيجة مصاحبته لليائسين والقانطين فإنّ مصاحبة هؤلاء والإنصاتَ لهم، والاستسلامَ لكلامهم، والركونَ إلى أقوالهم باعِثٌ قوي على القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى . ومن الناس من أصيب باليأس والقنوط، بسبب قلة صبره وتحمّله واستعجاله للنتائج فإنّ ضَعْفَ النفوس عن تحمّل البلاء والصبر عليه، واستعجالَ حصول الخير، باعث على اليأس والقنوط، لاسيما مع طول الزمن واشتداد البلاء على الإنسان ، ومن الناس من أصيب باليأس والقنوط، نتيجة شدةِ تعلقِهِ بالدنيا والركونِ إليها والفرَحِ بأخذها فهو يحزن ويتأسف على ما فاته منها من جاه وسلطان وأولاد ومال وعافية ، قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه/ إِذا اِشتَمَلَت عَلى اليَأسِ القُلوبُ وَضاقَ لِما بِهِ الصَدرُ الرَحيبُ وَأَوطَنَتِ المَكارِهُ وَاِطمَأَنَّت وَأَرسَت في أَماكِنِها الخُطوبُ وَلَم تَرَ لِاِنكِشافِ الضُرِّ وَجهاً وَلا أَغنى بِحيلَتِهِ الأَريبُ أَتاكَ عَلى قُنوطٍ مِنكَ غَوثٌ يَمُنُّ بِهِ اللَطيفُ المُستَجيبُ وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت فَمَوصولٌ بِها فَرَجٌ قَريبُ لطالما شكَّل اليأس عقبة من أشرس عقبات الحياة، فما أن يعرف قلب العاشق اليأس حتَّى يفقد العِشقُ ألقه، ولو عرفت البنادق اليأس لضاعت الأوطان ، وبإمكان الشعر أن يصف كل وأي شيء، من مشاعر أو معاني سواء كانت سلبية أو إيجابية ، قال الشاعر / ما أقربَ اليَأسَ مِنْ رَجائي وأبعَدَ الصَّبرَ مِنْ بُكائي يا مُذكيَ النَّار في فُؤادِي أنتَ دَوائي وأنتَ دَائي مَنْ لي بمُخلِفةٍ في وَعدِها تَخْلُطُ لِي اليَأسَ بالرَّجاءِ سَألتُها حَاجَةً فَلمْ تَفُهْ فيها بِنَعْمٍ ولا بِلاءِ اليأس لا يليق بكبار النفوس. عندما نفقد كل أمل علينا ألا نيأس . اليأس طريق سهل لا يسلكه إلا العاجزون .قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، وقال جميل صدقي الزهاوي ما طالَ عهدُ اليأسِ في قلبِ امرئٍ إِلا استبانَ على الجبينِ خطوطُ مهما طما بحرٌ به هو سابحٌ فلهُ على الجنباتِ منه شطوطُ إِنا بعصرٍ لاحياةَ بأرضهِ إِلا لمن هو في الحياةِ نشيطُ وإِذا تقدمتِ الشعوبُ حضارةً تزدادُ فيها للحياةِ شروطُ اثار اليأس والقنوط خلق من مساوئ الأخلاق، وخصلة من قبيح الخصال، داءٍ يجعل النفوس ترضى بكل منكر، وتنأى عن كل خير، وتسدّ باب الأمل، وتستبعد حصولَ الفرَج، داءٌ من ابتلي به عاش في دنياه في قلق وحيْرَة واضطراب، وفوّتَ على نفسه ما به تكون النجاة ويكون الفوز والفلاح في الدار الآخرة، ذلكم هو داء اليأس والقنوط، آفة كبرى، وبلية عظمى، تطفئ سراج الأمل، فيترك العبد العمل، ويَخلد إلى الكسل . قال ابراهيم عبد القادر المازني / لا اليأس مجد ولا الآمال نافعة أخبث بعيش على الحالين مذموم يا درة غصت في لج الحياة لها أنفض اليوم منها كف محروم مالي على الحب مسؤوماً ألا رحموا دون الضلوع وجيبا غير مسئوم ما لي كأني أعمى لا دليل له إلّا عصاه وسمع غير معصوم نفسي تأبى لكم إلّا طواعيةً وأنت تأبى سوى ظلم وتجذيم اليأس والقنوط سَـدّ لباب التفاؤل والأمل، وتوَقعٌ للخيبة والفشل، واستبعادٌ للفرَج بعد الشدة، واليُسْر بعد العُسْر، وتغييبٌ للرّجاء في رَحمة الله وعفوه وغفرانه. واليائسُ القنوط من ضاقت نفسُه من كثرة الذنوب، وتوالي الهموم، فلا يتوقعُ الخيرَ ولا يرجو الفرَج. قال أبو العتاهية فيرى أنَّ الآمال وساوس وأنَّ الأمل الحقيقي في الله سبحانه / إنْ استَتمَّ مِنَ الدُّنيَا لَكَ اليَأسُ فلَنْ يَغُمَّكَ لا مَوتٌ ولا نَاسُ اللهُ أصْدقُ والآمالُ كاذِبةٌ وكلُّ هَذِي المُنَى في القَلبِ وَسوَاسُ والخيرُ أجمَعُ إنْ صَحَّ المُرَادُ لَهُ ما يَصنَعُ الله لا مَا يَصنَعُ النَّاسُ ونقول ان اليأْس والقنوط من صفات الكافر والضال، واليأْس والقنوط ليس من صفات المؤمنين، واليأْس والقنوط فيه تكذيب لله ولرسوله، واليأْس فيه سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى، واليأْس سبب في الوقوع في الكفر والهلاك والضلال، والفتور والكسل عن فعل الطاعات والغفلة عن ذكر الله، والاستمرار في الذنوب والمعاصي، وسبب في الحرمان من رحمة الله ومغفرته وسبب لفساد القلب، وذهاب سكينته والشعور الدائم بالحرمان والحزن والهم ، وقال النابغة في اليأس المفرح / واليأْسُ مما فات يُعقِبُ راحةً ولربَّ مطمعةٍ تكون ذباحَا |
المشـاهدات 73 تاريخ الإضافـة 25/03/2025 رقم المحتوى 60968 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |