
![]() |
(عندما يكون للغائب عذرٌ ) قراءة في مجموعة (موجز الغياب ) للشاعر سالم محسن |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
ماجد قاسم
عندما نقرأ شعر الهايكو ، علينا ان نعرف شيئاً عنه ،حيث ان بدايات هذا النمط من الشعر تنحصر في اليابان، الا انه تعدّى موطنه الأصلي عابراً الى أمريكا والدول الغربية، وحاز على اعجاب وتقدير في جميع انحاء العالم ، وأخذ بالتطوّر منذ نشاته في القرن السابع عشر الى يومنا هذا عبر سلسلة من المراحل الى ان وصلنا بشكله اليوم ، وهو عبارة عن بيت شعري مكون من (17) مقطعا صوتيا باليابانية ،يكتب عادة بثلاثة اسطر واحياناً يتجاوز ذلك الى خمسة اسطر تمثل المقدمة ، الوسط (الحشو) ، والخاتمة ( الإضاءة ) ، شعر ابداعي غير مقفّى وبلغة بسيطة تحمل مفردات مكثفة ذات إحساس ومشاعر عميقة لتحقق عنصر المفاجأة ، في مستهلّ كتابه ( موجز الغياب ) يقول الشاعر ( سالم محسن ) :- كلُ بدايةٍ صوتٌ * تبدأُ قبلَ ارتفاعِ الاشجارِ * اختار شاعرنا الصورة البلاغية بحل اللغز في السطر الثالث وان كان يحمل الغموض، بمعنى ان شاعر الهايكو يقول شيئا لمتلقي او القاريْ ليفهم ويفسر شيئاً اخر وهو احد اسراره، كما نلاحظ في النصوص التالية :- الاشياءُ صامتةٌ الخطوط تتقاطع على جدرانِ الفنجان * الصورةُ التي تحترقُ ستغدو رماداً وتختفي كل الملامحِ * شيء اخر لا يشبه السابق ولا يأتي بمثله * ابتعد الشاعر سالم محسن في النصوص السابقة عن التحدث بالأنا او فعل المتكلم وعدم استعمال أدوات الربط مثل ( كما ، ام ... الخ) ، كانت نصوصه بسيطة بالشكل وبنفس الوقت فيها عمق داخلي، كما انه استخدم زمن المضارع البسيط في كتابة النص، حمّل اضاءة نصوصه في السطر الثالث. هذه كانت ملاحظات يتقيد بها الشاعر كي لا يخرج عن نص الهايكو ، ولنضمن عدم خروجنا عن النص نقوم بهذه التجربة التالية التي تقع في تقنية الهايكو التحليلية :- الصورة التي تحترق ... ( اين ) ستغدو رماداً ... ( ماذا ) وتختفي كل الملامح ... (متى ) شعر الهايكو دخل البلاد العربية في القرن العشرين عن طريق ترجمة نصوصه الى اللغة العربية، لهذا يبقى محصوراً في موضوع الطبيعة كجزء من مفهوم الوطن وبالتالي جزء من الكون، فالعلاقة مع الطبيعة تقع على شكل الوطن يعني ذلك التفاعل مع ديالكتيك الطبيعة – الوطن -الانسان ، الهايكو شعر ابداعي يستحق تداوله بين الشباب لرفد تجاربنا الشبابية بالجديد لامتلاكه جوانب فلسفية،المقارنة هناك امتزاج بين شعر الهايكو والومضة القصيدة المختزلة او كما تسمى بقصيدة الصورة ذات الإشعاع القوي النافذ فالومضة اللحظة ، او الموقف ، او مشهد ، او احساس ، تذهب مخيلة او ( ذهن ) الشاعر ، المخرجات تكون ألفاظ معبرة قصيرة مكثفة يقراها المتلقي اما الهايكو فهي عبارة عن مفردات بسيطة + احساس عميق + ( محاكاة ) الطبيعة ، تكون لدى المتلقى عنصر المفاجاة شكراً شاعرنا الجميل سالم محسن لقد أوضحت لنا موجز غيابك . |
المشـاهدات 72 تاريخ الإضافـة 25/03/2025 رقم المحتوى 60969 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |