الإثنين 2025/4/7 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 32.27 مئويـة
نيوز بار
عندما كان اللصوص أصحاب مبادئ وأخلاق!!
عندما كان اللصوص أصحاب مبادئ وأخلاق!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م.د. صدام العبيدي
النـص :

 

 

تنقل لنا كتب الأخبار قصص حقيقية عن اللصوص في بغداد في عصر الدولة العباسية، حيث كان يحكم عملهم في السرقة ميثاق وعهد شرف يلتزمون به ولا يخرجون عليه، فكانوا إذا اكلوا من طعام أحد أو شربوا من شرابه لا يحق لهم أن يؤذوه أبدا ويمتعون عن سرقته وأخذ ماله، وإذا سلموا على أحد فرد عليهم السلام لا يسرقوه!! ومن أشهر هؤلاء اللصوص أبو عثمان الخياط القائل: "ما سرقت جاراً وإن كان عدواً لي، ولا سرقت كريماً ولا امرأةً ولا بيتاً ليس فيه رجل، ولا قابلت غادراً بغدره". وعند وفاة أدهم بن عسقلة شيخ اللصوص وأشهرهم في العصر العباسي وكان له الكثير من الأتباع من اللصوص الذين يأتمرون بأمره، ويسمعون كلامه، ولا يخرجون عن رأيه كتب وصيته لهم وهو على فراش الموت يبين لهم المنهج في السرقة قائلاً فيها: "أيها الأحبة لا تسرقوا جاراً ولا امرأة ولا نبيلاً ولا فقيراً، وإذا سرقتم بيت أحدهم فاسرقوا نصفه واتركوا له النصف الآخر ليعتاش عليه مع أهله، ولا تكونا قتلة ولا ظلمة ولا انذالاً اللهم قد بلغت اللهم فاشهد"!! فصارت وصية أدهم بن عسقلة هذه قانوناً للصوص يتمسكون به ولا يخرجون عليه، فحتى اللصوص قديماً كانوا أصحاب مبادئ لا يسرقون إلا من الغني المكتنز للأموال، ومن البخيل الممتنع عن أداء الزكاة، كانوا يعرفون للجار حقه، وللمرأة مكانتها، وللكريم قدره، كانوا يراعون العيش والملح، ولا يخونون الأمانة، هذه كانت مبادئ وأخلاقيات لصوص بغداد في العصر العباسي، أما لصوص اليوم فلا يسلم من سرقتهم أحد كائنا من كان، سرقوا أموال شعب بأكمله، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، سرقوا حق الأرملة وأم الايتام، سرقوا مستقبل هذا الجيل والأجيال القادمة، سراق لا يبقون ولا يذرون شيئاً يأكلون الأخضر واليابس ليس في أفواههم شيء مر ، سرقوا أموال الشعب ونهبوا خيارته، استخدموا المناصب والنفوذ في سرقة المال العام واختلاسه، شرعنوا الفساد، حتى أصبح أو كاد يصبح هذا الفساد ممنهجاً، لم يسلم من سرقاتهم أي قطاع من قطاعات البلد، فالفساد عم وطم كل القطاعات بدون استثناء. كان لصوص الماضي أصحاب مبادئ يلتزمون بها، ومواثيق يعملون بها. فليتنا نجد من لصوص اليوم ومن كبار سراق المال العام من يقتدي بأدهم بن عسقلة ويضع ميثاقاً يسير عليه أتباعه من اللصوص عسى ولعل أن يتركوا للشعب قليلاً من الأخضر واليابس، ولعلهم يطبقوا المثل العراقي القائل: الياكل ويا العميان ياكل بأنصاف!!

المشـاهدات 44   تاريخ الإضافـة 05/04/2025   رقم المحتوى 61219
أضف تقييـم