
![]() |
الثراء الأسلوبي في( ارهاب خاص جدا) |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
علوان السلمان
(ان وظيفة الشعر الكبرى هي أن يجعلنا نستعيد مواقف أحلامنا) على حد تعبير غاستون باشلار1884ـ 1912..
... لقد أعطت نظرية التلقي التي أرسى دعائمها "هانز روبرت ياوس 1921ـ 1997" و"فولفجانج إيزر1926ـ 2007"، دوراً للمستهلك (المتلقي) في تأويل العمل الفني وتحليل أبعاده. والنتاج الادبي بكل تشكلاته.. هوعمل ابداعي يكشف عن قدرة في التعبير والتصوير وانتاج عوالم تتناغم فيها الرؤى.. وباستحضار النص الشعري(ارهاب خاص جدا).. الذي تميز بالثراء الأسلوبي المتكىء على الفاظ مشحونة بشحنات دلالية مركبة تكشف عن إمكانية اللغة التعبيرية التي يعتمدها المنتج(الشاعر).. اضافة الى اقترانه بلوحة تجريدية حققت عوالمها ريشة الفنان ( أ.د. مصدق الحبيب).التي شكلت نصا موازيا كاشفا عن المتن النصي الذي انتجت عوالمه ذهنية متوهجة الالفاظ ونسجته انامل منتجه الشاعر يحيى السماوي..
أيـن الـهـروبُ ؟ جـمـيـعُ أبـوابِ الـنـجـاةِ مـن انـفـجـاري مُـقْـفـلـةْ * فـخَّـخْـتُ بـالـقـبـلاتِ ثـغـري.:. وارتـديـتُ حِـزامَ شـوقـي يـا الـتـي أضـحـتْ لـبـسـتـانـي الـربـيـعَ الـسـومـريَّ وجـدولَـهْ
فالنص تقوم صوره المتساءلة على افق جمالي يحققه منتج واع لفعله الفني الذي يتناول الواقع باقتناص لحظاته ونقلها الى المخيلة الفكرية من اجل تحقيق المنفعة والمتعة الجمالية الناتجة من توظيف اللفظة البعيدة عن التقعر والضبابية..الخالقة لجملها الصورية التي تسعى لتجاوز المألوف بتعدد الرؤى والوعي الفكري المقترن بالوعي الفني.. من خلال توظيفه تقنيات اسلوبية تمثلت في النداء لاشراك المستهلك (المتلقي) في التجربته الشعرية وجعله يشعر بالانتماء الى النص.. اضافة الى تقنية التنقيط التي تستدعيه لملء فراغاته.. لـيـلـي يـتـيـمٌ قـبـلَ بـدرِكِ والـمـرايـا قـبـلَ شـمـسِـكِ أرمـلـةْ * تـخـشـيـن مـن طـمَـعـي بـغـابـتـكِ الـخـرافـةِ ؟ لا تـخـافـي ... سـوف أقـنـعُ بـالـقـلـيـلِ كـأنْ أفـوزَ بـقـبـلـةٍ مُـسـتَـعـجَـلـةْ
فالنص يتميز باتساع افقه الفضائي الذي احتضن الامكنة والازمنة.. مع تنوع تقنيات السرد الشعري المهيمن الاسلوبي الذي يحيل الى حوارية منولوجية مركبة تنحصر في(الانا) المحاورة لنفسها..لتقدم مشهدا صوريا يستدعي المستهلك (المتلقي) لاستنطاق عوالمه والكشف عما خلف الفاظه وتراكيبه المازجة ما بين الوجداني والحسي لخلق لوحة مشهدية مكتظة بالخيال الخصب الخالق لعوالمه الشعرية المنسوجة من الفاظ متشظية على اوتار انامله الغارقة في الشعرية المعبرة عن ذات مسكونة بمناجاة الآخر.. فضلا عن تخطي المنتج المشاعر الى وصف الانفعالات والكشف عن الباطني (المسكوت عنه) .. باعتماد الحوار الداخلي (حوار الذات) الذي( لايقتصر على عكس الحالة النفسية للذات الشاعرة بل يتجاوزها الى ابعد من ذلك)... وبـرشــفـةٍ مـن نـهـركِ الـضـوئـيِّ أقـنـعُ مـن حـدائـقـكِ الـمـقـدَّسـةِ الـزهـورِ ولـو بـِـشَـمِّ قـرنـفـلـةْ
فالنص يقوم على طاقات حسية وعقلية وصوتية عبر بناء يفجر طاقة اللغة باستثمار خصائصها بوصفها مادة بنائية لصور ايحائية ..فضلا عن انه يترجم يترجم احاسيس وانفعالات المنتج (الشاعر) الداخلية ابداعا رؤيويا عميق بتوظيف تقانات فنية منها التنقيط (النص الصامت) الذي يستدعي المستهلك كي يسهم في بناء النص بملء فراغاته..اضافة الى الرمز الذي يستفز الذاكرة لتعلن عن مكنونها المعرفي.... وبـرحـلـةٍ مـن قـبـلِ نـسـجـي لـلـشـراعِ مُـؤجَّـلـةْ هـل تـعـبـرُ الـسـفـنُ الـبـحـارَ بـغـيـرِ هَـدي الـبـوصَـلـةْ ؟
فالمنتج(الشاعر) يعتمد رؤية محدودة بمنطق فكري من خلال المشهد والارتقاء به بلغة موحية جاذبة مع ابتعاد عن التكلف وخلق حالة من التآلف ومنطق الحياة بمهارات تخييلية في تركيب بنائي يتكىء على ميكانيكية حركية غائرة في عمق الحدث الذي يجسد عنصر الفكرة السابح في زمكانية محققة لتناغم العناصر الابداعية مع الفكرة بوحدة عضوية متماسكة..محكمة البناء.. بـعـضُ الـقـلـيـلِ يـكـونُ بـابـاً لـلـكـثـيـرِ الـمُـرتـجـى فـالـبـدرُ أوَّلـهُ هِـلالٌ والـبـيـادرُ سـنـبـلـةْ * سُــوَرُ الـكـتـابِ جـمـيـعـهـا بُـدِئـتْ بـسـطـرِ الـبـسـمـلـةْ (الا براء الفاضحة للمهزلة)
فالنص مكتظ بشحنات من القلق النفسي المحرك لخزانة متلقيه الفكرية ..كونه ينطلق من الخارج الى الداخل بحكم رؤى منتجه المثقلة بالامل المستقبلي..لذا كان يلامس الذات الجمعي باضاءاته الفنية والجمالية التي تنطوي على دلالات تجسدها مكنونات وخوالج الذات الشاعرة..عبر قوة خياله في عملية الخلق الشعري التي تتأتى من مجازات الصورة الشعرية المستمدة من المعاناة الانسانية العامة ثم التدرج الى نقل ذلك الى واقع الاشياء الموضوعي ..اضافة الى كثافة العبارة وانسجام مفرداتها..واستفادتها من تقنيات السرد الشعري التي تمنح النص امكانية التواصل والآخر.. وبذلك قدم المنتج(الشاعر) نصا يهدف الى تحقيق الذات في تكوين موضوعي متدفق بانسياب عضوي عبر وعي شعري يكشف عن الانحياز للحياة وهو يتسم ببنيته المترابطة التي تمسك بتلافيف الصور المؤسِسة لبنية القصيدة والمحرِكة لايقاعها النفسي والدلالي على المستويات الكاشفة عن شعرية البناء الفني وحركة القصيدة تناغمًا، وتقاطعًا، وتفاعلًا..فضلا عن توظيفه اسلوب السرد الشعري الذي يحيل الى حوارية منولوجية مركبة تنحصر في(الانا) المحاورة لنفسها..لتقدم مشهدا صوريا يستدعي المستهلك(المتلقي) لاستنطاق عوالمه والكشف عما خلف الفاظه وتراكيب جمله التي تمازج ما بين الوجداني والحسي لخلق لوحة مشهدية مكتظة بالخيال الخصب الخالق للنص الشعري المنسوج من الفاظ متشظية على اوتار انامله الغارقة في الشعرية المعبرة عن ذات مسكونة بمناجاة الآخر..عبر صور مكثفة تتمحور حول الصورة المفصلية: ( أيـن الـهـروبُ ؟ جـمـيـعُ أبـوابِ الـنـجـاةِ مـن انـفـجـاري مُـقْـفـلـةْ) فهذه الصورة ترتكز عليها صور القصيدة كافة على اختلاف مؤثراتها البلاغية ومثيراتها الدلالية.
|
المشـاهدات 135 تاريخ الإضافـة 08/04/2025 رقم المحتوى 61378 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |