
![]() |
الشاعرة والناقدة نادية عوض الكتابة تعني لي انصهار الروح الشفافة مع الحروف والحرب والظلم يخيفني |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
حوار - محمد رشيد الدفاعي من فلسطين الحبيبة ، عملت في مجال التعليم وتحديدا معلمة في مادة الرياضيات ، عاشقة للغة العربية ساعدها في ذلك اتجاهها للمجال الأدبي ، كتبت القصيدة والمقال والكثير من الدراسات النقدية ، تجد المتعة والشغف والحب في الكتابة ، عضو للكثير من المؤسسات أذكر منها : مؤسسة الإبداع الفلسطيني الأدبي والثقافي العالمية ، عضو في المنتدى العالمي للغة العربية ، عضو لجنة الأدب العربي ، الشاعرة والناقدة الفلسطينية نادية عوض ، هي ضيفتي ونسائم مقدسية حلقت معي من القدس الى بغداد عبر هذا الحوار : كيف تقدمين نفسك للقارئ؟ انسانة تحب الناس وتحب الحياة ، أحب الجمال وأن الله جميل ويحب الجمال أعمل معلمة أحببت طلابي وبنيت معهم علاقة ود وإحترام حتى حظيت بحبهم وإحترامهم الامر الذي أزال رهبة موضوع مادة الرياضيات التي أدرسها لهم، أؤمن بأن التسامح قوة وإن الحب أينما يوجد توجد الحياة وتزدهر ، وهذا أجمل ما في الوجود . اتقبل الإنسان المختلف وأحترم الآخر ، وكلما تمسك الإنسان بالقيم الاخلاقية يسمو ويعلو الى درجات الرقي والإنسانية ، عندما اكتب أشعر أن قلبي ينبض بالصدق والشفافية واكتشف ذاتي حين اقرأ واكتب ، اثمن غاليا من يجعل طفلا باكيا يبتسم. أين تجدين نفسك في القصيدة أم المقالة أم النقد؟ اجد نفسي اينما اكتب وأعبر تماما ما يجول بخاطري بصدق وشفافية ، في القصيدة اعبر عن مشاعر حقيقية تضج في صدري ، كما في قصائد الوطن الجريح : صرخات في زمن اصم وطني على جبين نصوصي شمس وطن لا تغيب ونبض وطن ، احب الشعر اولا فكلماته تعانق الوجدان وتلامس القلب والعقل فهو مرآة الروح، الكاتب يطبع ذاته فرحه وحزنه الشفيف على الورق ، اجد نفسي في شعر كلماته مزامير عازف وأغاريد ساجع تنقلنا على أغصان طيور الحب المحلقة في السماء تعانق السحاب المزن. درست مادة الرياضيات وإتجهت الى المجال الأدبي ماسر هذا التغيير ؟ السر يكمن في عشقي للغة العربية ، فهي هويتي وجذوري ، اللغة العربية هي نهر خالص من الجمال وهنيئا لمن استطاع الغوص في اسبارها ، اجد متعة عندما أقرأ اعيش مع الكلمات لما تحوي من بيان وبلاغة ومجاز واستعارات جميلة ودلالات ، شكلت اللغة العربية بهذه الميزات متنا حضاريا محتفظا بجماله ، اللغة العربية هي لغة غنية بالتراكيب الأدبية والبلاغة، تجمع بين سحر الكلمات ورونق المعاني ، تتميز اللغة العربية بجمال صوتها وتنوع لهجاتها، مما يجعلها وسيلة تعبير قوية قادرة على نقل الأحاسيس والمشاعر بصدق ، من جماليات اللغة العربية أن لكل كلمة فيها لوناً خاصاً ومعنى عميقاً يجعلها تنبض بالحياة في كل محفل ثقافي، تعتبر اللغة العربية إداة فنية مذهلة تتيح للمتحدثين بها لرسم صور لفظية غاية في الجمال والوضوح ، اللغة العربية تحتفظ بكنوزها من الأدب والشعر والتاريخ مما يجعلها حية نابضة في قلوب محبيها عبر العصور ، وها انا استشعر هذا الجمال الذي تتفرد به اللغة العربية. ماذا تعني لك الكتابة بكل انواعها ؟ هي انصهار الروح الشفافة مع الحروف ، جسر جميل تزينه المشاعر الوردية على جانبيه وعذبة حين تعزف سيمفونية معطرة بالإنسانية ، نكتب حين يرتعش الصوت ويصمت ، ونعجز عن الكلام ، نكتب مشاعرنا ، وكلما كانت شفافة كلما أضافت جمالية للنص، هي الأنفاس التي نتفسها حين تضيق الحياة ، شدو وتغريد الطيور في الصباح المشرق هديل الحمام في لحظة عشق ومناجاة. هل هناك تحضير لكتاب مطبوع بإسمك ؟ نعم احضر حاليا لإصدار كتابا بعنوان "شذرات نقدية وفلسفية" يضم مقالات نقدية عديدة لروايات واشعار لكتاب مبدعين ، اعتبره منجزا وحصيلة لمسيرة ومثابرة وإصرار على الإتقان في الأداء ، اتوق الى لحظات السعادة تلك التي اقوم بها بتوقيعه. هل يعتبر الكتاب المطبوع منجز برأيك أم هو حصيلة لمسيرة ؟ بلاشك أعتبره منجزا وحصيلة لمسيرة خلال ماكتبت من سنوات طويلة جمعتها بين الحر والبرد ، بين الحزن والألم بين مآسي بلدي الجريح . حدثيني عن مشاركاتك داخل وخارج فلسطين ؟ شاركت بمؤتمرات كثيرة بكافة المواضيع الأدبية والعلمية ، وفي جلسات نقاشية أدبية منها الوجاهية وأخرى على "الزوم" هنا في الوطن ، كذلك شاركت في مؤتمرات عالمية آخرها مؤتمر العلوم الإنسانية في دبي . هناك مقولة تخطر في بالي دائما ونصها " المثقف يبدع في قلمه لكن عندما يرحل يموت فقيرا ويعاني من العوز المادي " رأيك ؟ حقا ان هذا أمر مؤسف للغاية ومحبط للأجيال المثقفة الصاعدة ، وإن اقل ما نقدمه لهؤلاء المبدعين هو العيش الكريم في إطار مجتمعي هادف و مدروس، نحفظ لهم السبل كي يعيشوا بكرامة مثل منهج الضمان الاجتماعي على سبيل المثال لا الحصر . هل وثقت وجع فلسطين في كتاباتك ؟ وثقت في كتابي " شذرات نقدية وفلسفية" وجع فلسطين المتمثل في قراءة نقدية للاديب الفلسطيني الأسير " باسم خندقجي" في روايته "قناع بلون السماء" . منح على اثرها بالجائزة العالمية للرواية العربية. ماذا تقولين عن تبادل المجاملات بين النقاد بالنقد سواء في القصيدة أو الديوان الشعري وتحت صيغة " امدحني وأمدحك" ؟ أرى أن العلاقة الطيبة محافظة بين الزملاء واشقاء الحرف ، أما ان أمدحه ويمدحني من اجل المجاملة فقط ، فهذا امر لا اجده منطقيا ولا عادلا ولا موضوعيا، الأمر الذي على النقاد ان يحافظوا على مصداقيته . من هي الشخصية الثقافية التي تأثرت بها ؟ تأثرت بشخصيات عديدة من أدباء وشعراء مبدعين مثل شخصية الأديب العراقي الراحل أحمد خلف الذي اتسم بالإبداع السردي المتفرد واللغة الأنيقة والسلسة في رواياته ، حيث كتبت خمسة مقالات نقدية عن خمس من رواياته ، وتأثرت ايضا بالشاعر الفلسطيني محمود درويش حيث كنا نجلس أرضا في الجامعة وننشد قصائده الوطنية. ما الذي يزعجك ؟ تزعجني تلك الحروب الدامية التي تدور في هذا العالم الذي يفتقد للعدالة وإحقاق الحق ، تزهق أرواح الأطفال والأبرياء دون هوادة. واتوق الى أن يعم السلام على جميع الشعوب . ما الذي يخيفك ؟ يخيفني الحرب والظلم و انعدام العدالة وأقلق على مستقبلنا ومستقبل أولادنا جميعا من هذا الوضع . حنونة عاطفية عصبية أين أنت من هذه الصفات ؟ انا حنونة جدا يا صديقي وضعيفة جدا أمام المظلومين و الفقراء والذين يعانون في هذه الحياة ، أحب العدالة وأكره الظلم والحروب لأنها تهين النفس البشرية ، وأنتصر للإنسان والأخلاق والقيم وانتصر للحياة. ماهي طموحاتك المستقبلية ؟ ان أصدر رواية احكي بها سيرتي الذاتية سيما ان الكاتب يكتب نفسه ، اوثق بها ما يزعجني ويثقل على صدري ، سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد المجتمعي. ماذا تقولين في نهاية الحوار ؟ أود أن اقدم لك خالص امتناني على المبادرة الطيبة في حوارك هذا وعلى الفكر النير والأسئلة العميقة التي وضعتني أمامها ،دمت ودام الابداع لك كل الشكر والتحيات. |
المشـاهدات 82 تاريخ الإضافـة 08/04/2025 رقم المحتوى 61380 |