
![]() |
عيون المدينة يا لبؤس هذا الزمن الكئيب .. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
اضطر معظم العاطلين ومنتسبو الدوائر المنحلة والنازحون من الريف وخريجو الجامعات والمعاهد الرسمية والأهلية التى تضاعفت أعدادها بشكل عشوائي ولم يعينوا ، إلى ابتكار الوسائل التي تتيح لهم الحصول على مورد متواضع يسد رمقهم وعيالهم ، برغم مخالفة معظم هذه الوسائل للنظام والقانون .. وهناك من وقع فريسة بين أنياب الوحوش من أفراد العصابات والمافيات والمنحرفين لتنفيذ مآربهم الشريرة ..
وآخرون راحوا يمارسون :عملية احتكار بعض المواد والسلع وبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة وامتهن آخرون بيع الوقود وقناني الغاز والأدوية المهربة من المؤسسات الصحية او ذات الصلاحية المنتهية ، وغيرها من المواد الشحيحة ، على أرصفة الشوارع التجارية و محرمات الأسواق ..
ولجأ البعض الآخر وعياله وأطفاله الى ( الاستجداء ) في مرائب النقل وتقاطعات الشوارع المختنقة بالمركبات وقرب نقاط السيطرة والمراقد المقدسة والمساجد والحسينيات دون أن تنتشلهم الجهات ذات العلاقة وتأويهم في دور الرعاية الخاصة بمثل هذه الشرائح والأعمار ..
أمّا الشريحة الأوسع والاكثر بؤساً فهم ( اللقاطة ) الذين يجوبون الأحياء السكنية منذ بزوغ الفجر لينبشوا أكياس القمامة وأكوام النفايات في مواقع الطمر والساحات الشاغرة التي تحولت الى محطات لرمي الأزبال ، بحثاً عن العلب المعدنية والمخلفات النحاسية والبلاستيكية وغيرها من المواد التي يعاد تصنيعها بعيداً عن الرقابة البيئية والصحية والنوعية ..
إنّها محنة هذا الشعب الذي يعيش في وطن يطفو على بحر من البترول والخيرات الطبيعية ، التي راح يستنزفها الفاسدون وتمتصها شفاه الأخطبوط الوافد على متون القوات المحتلة وحملة الجنسيات المزدوجة ، والمقنعون بجلباب الزهد والتقوى وحاشياتهم ، ويحرمون الفقراء وذوي الدخل المحدود والمتعففين والمتقاعدين من حقوقهم المشروعة .. فيا لبؤس هذا الزمن الكئيب ..
|
المشـاهدات 78 تاريخ الإضافـة 09/04/2025 رقم المحتوى 61418 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |