
![]() |
صناعة الخداع واقعنا بين زيف الشعارات ومواجهة التحديات |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : منذ عقود، اعتدنا سماع الخطابات الرنّانة والمقالات المكرورة والأشعار التعبويةوالأناشيد الحماسيّة والأهازيج الشعبية سنحرر الأرض ، سنصلي في القدس ، الكرامة فوق كل شيء ،المقاومة خيارنا ،الثقافة سلاحنا ،والإيمان دربنا ، المواطن هدفنا وتتكرر هذه العبارات على ألسنة السياسيين والكثير من الاعلاميين والمثقفين والدعاة المنبريين، وصناع المحتوى من فيسبوكيين ، يتيوبريين ، انستغراميين ، وتوكتوكيين لكن اغلب هذه الخطابات غالبًا ما تفتقر إلى التطبيق الفعلي، أو المصداقية التي تحوّل الأقوال إلى أفعال. وبين ما يُقال وما هو منجز ووسط هذا الواقع المغلف بالأماني والخداع ضاعت الشعوب، وتبدّدت الثقة، وساد الشك في كل من يتحدث باسم “القضية والانتصار والتنمية والتطور والتغيير والمشاريع التي تخدم عموم الشعب انها تناقضات صارخة باتت تغلف مشهدنا الحياتي فمن المؤلم أن نسمع من يطالب بالمقاومة وهو لم يقاوم إلا خصومه السياسيين، أو من يرفع راية الوعي الثقافي وهو غارق في اجترار الماضي دون تجديد، ومن يدعو إلى الإيمان والعمل الصالح بينما هو غارق في الاستغلال والنفاق. هذا الانفصام بين القول والعمل جعل من واقعنا ساحة تزدحم بالشعارات، وتفتقر إلى الإنجازات. العالم يشهد تحولات كبرى… ولكن أين نحن منها؟ العالم يتغير بسرعة مذهلة ثورات تكنولوجية، تحولات فكرية، تصدّعات سياسية، أزمات اقتصادية، وانفتاحات اجتماعية غير مسبوقة. أما نحن، فما زلنا نكرر خطابات ستينات وسبعينات القرن الماضي، وكأن الزمن لم يتغير، وكأن الاخر في حالة جمود لا يطوّر أدواته ولا يغيّر خططه.إننا أمام معضلة لا يمكن تجاوزها إلا بإعادة النظر في كل ما نحن عليه. لا يكفي أن نلوم الخارج، فالمشكلة الأكبر تكمن في الداخل في أنظمتنا، في نخبنا، في إعلامنا، في مناهجنا، وحتى في ثقافتنا الشعبية التي اعتادت التبرير والتأجيل والانتظار. لكن السؤال الجوهري اليوم ليس فيمن يحكم بل في الشعب الذي ينبغي ان يصنع القرار ويعرف كيف ومن يختار وكيف يمكنه أن يخرج من هذا التيه ويعبر صوب غد اجمل ومستقبل افضل بتصور ورؤى نابعة من ارض الوطن التغيير لا يبدأ من الحكومات وحدها، بل من كل فرد بالمجتمع ، نحن بحاجة إلى وعي جديد، لا يكتفي بالنقد بل يبادر بالفعل، لا يكتفي بالتشكيك بل يبني الثقة، لا يكتفي بالبكاء على الأطلال بل يصنع الحاضر ويخطط بوعي للمستقبل. نحن بحاجة إلى قادة ونواب ومسؤولين مختلفين، يفكرون بطريقة جديدة، ويتحدثون بصدق، ويعيشون مع الناس لا فوقهم. بحاجة إلى مثقفين لا يبيعون الوهم، بل ينيرون الطريق، وإلى إعلام يعكس الواقع لا يزيّفه، وإلى مجتمع يربي أبناءه على الصدق لا الخوف، وعلى المبادرة لا الانتظار. ربما صبرنا طويلاوالآن آن الأوان ، لنتأمل، لنراجع أنفسنا. آن نعيد حساباتنا أن نكفّ عن تصديق كل من يرفع شعارًا دون فعل، وأن نحاسب لا من يخطئ فقط، بل من يكذب ويدعي ويزيف الحقائق ويتستر على الخطأ والفساد .لقد صبرنا طويلا واضعنا الكثير من الوقت ولم يعد أمامنا سوى ان نمضي ونواكب ونتحدى فالعالم لن ينتظرنا، والمستقبل لا يُصنع بالنيات الحسنة، بل بالإرادة، والوعي، والعمل الحقيقي والإنجاز الإبداعي الذي نفخر به ونباهي الدنيا
|
المشـاهدات 28 تاريخ الإضافـة 12/04/2025 رقم المحتوى 61474 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |