
![]() |
نافذة من المهجر المهندس الفقيد بشير خالد ضحيّة الاستهتار بنفوذ السلطة |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
من أصعب المحن التي يواجهها المواطن في أيّ بلد في العالم , فقدان العدالة الاجتماعيّة وعدم شعوره بالأمان على الرغم من أنه بطبيعته يتجنّب الاشتباك مع أيّ حالة قد تؤدي إلى تعرّضه لمساءلة من أيّ نوع ما ... هذا الشعور حين ينتاب الفرد , حتى وإن كان مسالماً ينأى بنفسه عن أيّ شبهة , هو شعور يولّد الإحباط والانكسار وأيضاً فقدان الثقة بأيّة جهة من المفترض أن تكون ساندة له محافظة على أبسط حقوقه كمواطن ... أسوق هذه المقدّمة التي تبدو على قدر من الانفعال والحزن , وأنا أتابع ما حصل للفقيد المظلوم المهندس الشاب بشير خالد , الذي يعيش آمناً يعمل بوظيفته المحترمة التي حقق فيها شيئاً من طموحاته كشابّ , لكنّه تعرّض لما لم يحسب له حساب حين ارتطم بجدار قاسٍ اسمه النفوذ والقوّة الغاشمة التي سيطرت على مقدّرات الآخرين بالمال والسلاح والنفوذ غير المشروع , وكما أعلم أن ذنب الضحيّة المغدور بشير هو مطالبته بحقّه من شخص يحمل رتبة لواء , فما كان من هذا إلا استخدام عضلات نفوذه وهيمنة رتبته مع الاستعانة بأولاده للإساءة بالضرب لهذا الشاب المفترى عليه , ثم يقتادونه بكل ما في الظلم من معنى إلى السجن بتلفيق تهمة باطلة عليه وفي السجن عرّضوه لمشادّات مفتعلة أدّت إلى تعرّضه لضرب شديد من قبل مجموعة من السجناء المأجورين , ثم اللجوء إلى تعذيبه بوسائل تعذيب وحشيّة تذكّرنا بممارسات النظام السابق بحق عدد من الأبرياء تحت ذرائع شتّى , هذه الممارسات اللا إنسانيّة استدعت إلى إحساس أحد أفراد الشرطة بالضيم والحيف الذي وقع على هذا الشاب المهندس المظلوم , فقام هذا الشرطي بدور نبيل وهو الاتصال بأحد أعضاء مجلس النوّاب الذي تأثّر بالأمر وتحمّس وبدأ اتصالاته بجهات عليا مختلفة ثم اتصل برئيس الوزراء من أجل تدارك الموقف وتخليص هذا الشاب من براثن الوحوش الذين أحاطوا به , وفعلاً تمّ التحرّك ولكن بعد فوات الأوان لأن الشاب المظلوم المفترى عليه كان قد لاقى حتفه ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد فصول التعذيب القذرة التي تعرّض إليها .... وهكذا نهشت أنياب الباطل , جسد الحقّ , وحدثت الجريمة الموجعة التي هزّت مشاعر الرأي العام , وتابع الناس فصولها وهم يعيشون هواجس خوف لا مفرّ منها , فالبريء الذي لا يملك قوّة ردع من يحاول الإساءة إليه من أصحاب النفوذ , هو شخص ضعيف , لذلك لا يأمن الإنسان على حياته في بلد تهيمن فيه القوى المتنفذة التي تمتلك السلطة والمال والقدرة على تحويل كل الظروف لصالحهم , وعليه يجب أن نرفع أيدينا جميعاً محتجّين على هذا المنطق الوحشي , منطق الغابة وغياب العدالة وسحق الفقير المظلوم الذي لا حول له ولا قوّة ... لا نريد من السيد رئيس الوزراء أن يكتفي بتشكيل لجان تحقيق , ربّما هي الأخرى تخضع لضغوط القوى المتنفذة الوقحة , بل نريد معالجة قاطعة وحلولاً حقيقيّة تضمن لكلّ مواطن حقّه المكفول دستوريّاً , والعمل بقوّة القانون دون الخضوع لمؤثرات تغمط حقّ البريء وتزيد من عدد الضحايا المظلومين أمثال الشاب المهندس بشير خالد رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جنّاته ... كما ندعو عضو البرلمان الذي تدخّل في الأمر أن لا يفتر حماسه وأن يتعاون مع جميع زملائه لوضع حدّ لهذا الاستهتار والاستهانة بمصائر الناس وقتلهم في وضح النهار دون أيّ رادع لا أخلاقي ولا قانوني ولا إنساني ... إن الجريمة التي ارتكبت بحقّ شاب سعى للمطالبة بحقّه لا أكثر , هي جريمة بشعة بكلّ تفاصيلها التي رصدت مقاطع فيديو انتشرت هناك بعض فصولها , هي جريمة ستتكرر حتماً , لأن هؤلاء المغرورين بنفوذهم ورتبهم يزدادون بشاعة إذا لم تؤخذ بحقّهم الإجراءات الرادعة , وسيبقى البلد نهباً للأقوياء وكأننا في عصر وحشيّ لا بلد كتبت على أرضه أوّل مفردات القانون في التاريخ ... أيّها المعنيّون في بلدي العزيز , اضربوا بيد من حديد كلّ من يستهين بالأبرياء مستغلين نفوذهم ووقاحتهم , وإلا سيعيش أبناء وطني الحبيب في غابة يسيطر فيها القويّ ويضيع الفقير ...والله المعين |
المشـاهدات 38 تاريخ الإضافـة 12/04/2025 رقم المحتوى 61478 |