الثلاثاء 2025/4/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 19.95 مئويـة
نيوز بار
على ورق الورد دقة الدراما في رصد التاريخ
على ورق الورد دقة الدراما في رصد التاريخ
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منذر عبد الحر
النـص :

 

 

 

 

         كتبت ُ مرة موضوعا حمل عنوان "العراق في السينما المصرية" تناولت فيه ضيق الأفق والقصدية المريضة في تناول العراق في السينما المصرية , وكذلك أشرت ُ حينها إلى النظرة الفوقية من قبل العاملين في السينما المصرية للعراق وأبناء شعبه , وأؤكد هنا أن قضية العراق وتناوله , ليس في السينما المصرية حسب وإنما في كل الأعمال الفنية والثقافية التي تصدر عن مصر , ولعل مسلسل " فرقة ناجي عطا الله " أنموذج حيّ وحاضر على الرؤية القاصرة والابتعاد عن الحقيقة والاستخفاف بالعراق وقدرات أبنائه وكيفية تعاملهم مع واقعهم سواء كان سياسيا أم اجتماعيا أم ثقافيا .

 

         وقد أطلت  علينا الدراما المصريّة بعمل جديد , يتناول قضية عراقية بحتة , لا أدري كيف تعامل مع مفردات أسرارها , والمسلسل هو " منزل صدام" , وقد عرضت الحلقات الأولى منه , وسيقدّم هذا المسلسل الفرد العراقي , بصورة لا تناسب وضعه الطبيعيّ الذي عاشه أبان النظام السابق , الذي شهد قسوة ومعاناة , وكذلك لم يخفت فيه الابداع , وصدرت أعمال فنية وثقافية مهمة , أدانت الوضع السائد ونظرت إلى الواقع بمنظار متقدم ,.ز فاق كلّ الفن المصري , الذي تسبقه هالات الدعاية والاعلام وبالونات التضخيم والتطبيل , ولعل خير شاهد على ذلك الأعمال المسرحية التي قدمت وأبرزها "الذي ظل في هذيانه يقظا" و"الناس والحجارة" و" الباب" و"ليلة موت شاعر" وعشرات الأعمال المتقدمة في الرؤية والمعالجة , لا أظن مسرحية مصرية تقف أزاء أيّ من هذه المسرحيات , وهذا الأمر لا مزايدة فيه , ولا تجنيا على أحد , لكنها الحقيقة الساطعة الواضحة وضوح الشمس , ولا أريد هنا التطرّق إلى الابداعات الثقافية بمجملها , وبضمنها الفن التشكيلي والآداب والفكر , فلهذا الأمر حديث آخر , لكنني هنا أتطرّق للتناول الساذج للعراق من قبل الدراما المصرية , مبتعدين بذلك عن أزماتهم وقضاياهم التي يعانيها المجتمع المصري , وأخوتنا الأشقاء المصريّون , وهي قضايا كثيرة وحساسة ومهمة ومباشرة , لا تتطلب من الفنانين المصريين البحث والتنقيب والاستعانة بنشرات أخبار تبثّها فضائيات مسمومة مريضة تشوّه فيها معالم المجتمع العراقي , وتسفّه دور الفرد العراقي ضمن نسيج الأحداث .

 

         لا أريد هنا التقليل من شأن وفاعلية الدرما المصريّة , فهي المهيمنة الاعلامية الأولى في واقعنا العربي , رغم منافسة الدراما السورية والتركية لها في السنوات  الأخيرة , إلا أنها تظل الدراما الرائدة والمؤثرة التي تشكّل معها وعينا في الادراك الفني والانتباه لمعالم السينما والمسرح والتلفزيون من خلالها , حد أنها شكّلت أو نسجت لنا الصور الذهنية والصور النمطية لعدد من الشخصيات والمعالم التاريخية , ولكنها في توجهها لتناول القضية العراقية أخطأت في التقدير , وأساءت للفرد العراقي بقصد أو بدونه .

 

         لست ُ هنا داعيّا للتخصص الثقافي والفني في تناول القضايا العامّة , لكنني مع الدقة في التشخيص والتعامل مع الفرد والمجتمع كمفردات لصناعة العمل الفني , ومحاولة البحث والتنقيب الجدي عن طبيعة الحادثة أو الواقعة التي يسعى العاملون في المجال الفني لتناولها , كي لا تغيّب الحقائق ولا تشوّه المعالم , ولا يستهان بالعراق الأصيل العريق صاحب أول كلمة خطّتها البشريّة ورائد الحضارات ومثال القيّم النبيلة , وباني الثقافة الأصيلة , وصاحب أرقى الشيم والصفات الانسانية على مرّ تأريخه .

 

         فمن الغريب أن يبدو الفرد العراقي – في الأعمال الدرامية المصرية – فردا قلقا ضعيف الشخصية , ساذج التفكير سطحي في وعيه , بل هو على العكس من ذلك , وعلى الذي يريد تناوله , أن يبحث جيدا في الواقع ويتعرّف على حقيقة العراق وشعبه وقضاياه  الحساسة .

المشـاهدات 60   تاريخ الإضافـة 13/04/2025   رقم المحتوى 61598
أضف تقييـم