السبت 2025/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
نيوز بار
الكاتبة والأديبة منى الصراف : لا أحد يستطيع الحديث عن الموت بأمانة سوى الموتى أنفسهم.. هكذا تتحدث روايتي ((بتوقيت بغداد))
الكاتبة والأديبة منى الصراف : لا أحد يستطيع الحديث عن الموت بأمانة سوى الموتى أنفسهم.. هكذا تتحدث روايتي ((بتوقيت بغداد))
الأخيرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

بغداد ـ الدستور

أكدت الكاتبة والأديبة العراقية منى الصراف، إن الثقافة العراقية اليوم غدت بكل معطياتها كسولة، وتشهد حالة من التدهور والتدني لا سيما في العقدين الأخيرين، وبتنا بحاجة إلى وجود عصر تنويري جديد لينهض بالجميع.وقالت / لقد تراجع دور المثقف العراقي بشكل لآفت، والحديث عن الثقافة أصبح ضرباً من العبث العقلي بالعصر الراهن، فالإنسان الحالي أصبح لا رغبة له في التأمل والتفكير ولا وقت له، وأننا رغم امتلاكنا لأقلام نسائية مبدعة في مجال الكتابة، إلا إنها تشعر بالإحباط والملل وكأنها تقرع برؤوس فارغة، لا ترضى الخروج من صومعتها.واوضحت انها قدمت عدة أعمال بين الشعر والقصة والرواية، منها مجموعة شعرية بعنوان (سفر خارج خارطتي)، ومجموعة (لا تخبروا الورد)، ومجموعة (قلب يتعرق)، بالإضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان (للخوف ظلّ طويل)، ورواية بعنوان (للعشق جناحان من نار) وآخرها رواية (بتوقيت بغداد) .وأضافت :كتبت الشعر والومضة والقصة القصيرة والرواية والمقالات التنويرية المجتمعية، وكلها تتحدث عن غربة الروح وتشظي الأحلام، فأنا لم أمسك القلم إلا لهدف ما ولم أكتب القصيدة إلا ليكون لها معنى وهدف واضح وخط سير بلغة عذبة وموسيقى ساحرة تصل للجميع وتحقق أهدافها، لتأخذ القارئ إلى عالمه الخاص، بعيدا عن معطيات الشاعر وخياله.وتحدثت الكاتبة والأديبة منى الصراف، عن أحداث روايتها (بتوقيت بغداد) قائلة: تطرح الرواية الكثير من المشكلات والحلول، يصعب تمييز مكان عقدتها تحديداً ففي كل فصل من فصول الرواية تجد العقدة والحل، وتلتقي بعقدة جوهرية تتمثل باستلاب الوعي، الذي تنجم عنه كل مشكلات الحياة في البلد والمجتمع الذي كتبت عنه، وتتمثل العقدة بغربة الوطن والروح، حتى تنتهي أحداث الرواية بمصير مجهول الوجهة والهدف، ويستوعب كل الاحتمالات والفرضيات المألوفة واللآمألوفة للذهن البشري، ثم تنتهي الرواية مثلما بدأت لتبدو الحياة دائرة للبحث عن المعنى، ويبدو من خلالها الموت ليس نهاية للأشياء، بل البوصلة التي تعيد تصويب المسار ليعيد الكائنات إلى مسار أبديتها غير المألوف، لكل فرضيات الذهن البشري مهما بلغت عظمة افتراضاته، ومهما بلغ من التمنطق والغرور، ويتمثل الحل بتسلح المرء بالحرية فما لم يتسلح الإنسان بالحرية، سوف يكون مستعبداً للأوهام والخرافات، ويعلق بفخ كل ما غير حقيقي، وما لم يتصل الإنسان بالحقيقة سيذبل وعيه ويجف، ويعقم عن مواكبة لحظة الولادة للمعنى الذي يمضي أيامه لآهثاً عنه في شيء ما.وتابعت : ثم تتشعب الأحداث لتتفرع لأحداثاً رئيسية وثانوية، فالأولى تشمل الإقصاء الناجم عن إختلاف فكري وعقائدي بين الصديقين (أحمد وعلي)، والنظام السياسي الحاكم في بلدهما إبان تلك الحقبة من التأريخ، مما اضطرهما للبحث عن ملجأ للنجاة من سطوة سلطة البطش، وكانت الغربة الخيار الأسهل والوحيد لهما، والإغتراب عن الوطن يعد الحدث الرئيسي الأول، بينما العودة لأحضان الوطن الحدث الرئيسي الثاني، وبين الحدثين تسرد أحداثاً وموضوعات متنوعة، تتعلق بالوجود والنفس والجسد والمفاهيم ووجهات النظر المتنوعة.وقالت : ما بعد العودة للوطن، يجد الجميع أنفسهم في هجرة قهرية لم يكونوا مدركين لها، فيكتشفون أنهم لم يصلوا بعد إلى منزلهم ومحطتهم التي تنتظرهم، وبالفعل لن يصلوا لأي محطة لأن الانطلاق في مسار الأبدية سيكون مثلها أبدياً بلا نهاية، والأبدية لا تنتهي ومن يسير بمساراتها لن يبلغ النهاية، وسيبقى أمل وهم الوصول إلى المستقر ليبقى الخيال الخادم المطيع للمحرومين، ويستعين آخرون بالوهم بإعتباره فسحة كبيرة، وبابا غير موصود بوجه أحد أعيته حيرة الأسئلة، وأضنته اختناقات النفس والجسد وأثقلته الرغبات والتطلعات للأفضل، وأبلغ معنى وأكثر انسجاما مع منطق الإذهان لا الحياة، لأن الحياة لا منطق لها ولا ترتيب، ونصيب كل فرد منها مقدار ما يعيه من سعاداتها وتعاساتها، حتى الموتى في نهاية الأحداث لم يكونوا يعلمون بموتهم، فقط أولئك الذين ماتوا لأكثر من مرة وفهموا ما هية الموت، لتتكون فكرة لدى القارئ بأن كل ما نعرفه عن الموت الآن هو مجرد أوهام، ولن يستطيع أحداً أن يحدثنا عنه بأمانة ودقة متناهية سوى الموتى، وحدهم الموتى يمتلكون حق الحديث عن الموت، لأنهم عاشوا فيه وخبروه، أما تمشدق الأحياء بالحديث عن الموت، فهو مجرد ثرثرة.

المشـاهدات 33   تاريخ الإضافـة 17/04/2025   رقم المحتوى 61719
أضف تقييـم