الجمعة 2025/5/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 38.95 مئويـة
نيوز بار
قراءة نقدية في مجموعة وحدها تغني للشاعرة اية منصور
قراءة نقدية في مجموعة وحدها تغني للشاعرة اية منصور
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

عدي العبادي

 

 

يعتبر جاك دريدا ان اهم شيء بالنص الشعري الصورة ولكن

يذهب بعض النقاد الى ان النص مجموعة علاقات خارجية وداخلية، بالإضافة إلى الموروث... فالنص عبارة عن تشكيلة إيقاعية تتكون من المفردة والصورة الشعرية المختلف في قوتها وضعفها، ورؤيتها، حيث يعود هذا إلى الذات عند الشاعر، الذي ينتج النص ويطرحه في الساحة الادبية. وتختلف تجارب  الشعراء حيث هناك من يعتمد على الصورة الشعرية او فكرة العمل وبنية النص وجماليات الطرح وهذا ما نجده في مجموعة وحدها تغني للشاعرة والاعلامي اية منصور حيث اعتمدت على بناء نصوص قصيرة مختزل بصورة شعرية

تقول في احدها

جميعنا مجرد نمل

تسير في مطبخ الحياة

تصادفنا مياه الايام الاسنة

ونفايات الحروب

نحن منهكين في البحث عن فتات الفرح

لنخبنه في مملكات اعمارنا السرية

ولكن كلما شعر

احمدهم

بحاجة الى العبور

 

تداخلات تبتكرها الشاعرة اية منصور حيث تصور لنا الحياة من خلال استعارتها النمل وتشبيها بنا فالنمل يرمز لكثر العمل وجدت الشاعرة ان حياة الانسان كالنمل وشبهت العالم بالمطبخ تثير هذه الدلالات الرمزية

الى فلسفة الوجود ويسكب المعيشة من خلال رؤية فنية وكثير ما يطرح الشعراء فلسفة وافكار ناضجة يقول ميخائيل باختين هو فيلسوف ولغوي ومنظر أدبي روسي ان الاثر الادبي لا يحمل طابع جمالي فقط بل جاني معرفي قد تظهر الصور الشعرية في الجملة او البيت كونها تعريف عام اي منفتحة على باقي الاجناس في النص وقد تكون حتى بالفكرة التي تطرح بنوعية المنتج الادبي شاملة في احتوائه على كل الجوانب ونلحظ ان فكرة العمل المطروح يحتوي معاني ذو طابع جمالي فالشاعرة تقول

نحن منهكين في البحث عن فتات الفرح

تظهر روعة التصور بإفتات الفرح حيث ان الحزن يسيطر على عالمنا 

 

هو منهك وخائف

عند حضن الليل

يغمض اليوم عينه

حالما يستيقظ

يكشف ان الحرب

قد احترقت وجه

ليبدو  في النها التالي 

 يوما جديدا

اكثر بشاعة

تثير هذه المقطوعة الشعرية مواضيع مهمة عدة ففي بداية الخطاب تتحدث منصور عن شخصية لم توضح من تكون تصفه بالخائف والمتضرر من الحرب وكان توظيف جيد وانطلاقة ابداعية بوصفها لدمار الحرب

تحتاج أي صورة ابداعية لقدرة عالية من الاحساس والذكاء والموهبة وكل هذه الصفات لا يمكن ان تجمع بغير المبدع الذي يكون متمكن من ادواته لغة وافكار واحساس وهذا يكون عند الشاعر فهو الاكثر ابداعا وقد اعتقد الاغريق ان الاله تدخل في اجساد الشعراء وتقول على لسانهم الشعر لان الاغريق قالوا لا يمكن للانسان العادية ان ينطق ابداع شعري انه كلام الاله وذهب سقراط فيلسوف وحكيم يوناني كلاسيكي. يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية الى ان الشاعر كائن خرافي كما اعتقد العرب ان للشعراء شياطين فتعلمهم الشعر

في عقلي

سلال من البؤس

وكيس لضحكات مشاهد معفنة

وجدتها في سوق الادوات

المستخدمة

لكنها

قد تفي بالغرض

عند زيارتي لفرح

عابر 

هناك روحية فنية في دقة الوصف وترجمة لمشاعر حساسة فالشاعرة تحلينا الى حزنها الخالي مع موجود امل لفرحة عابرة حيث نجد في النص

استعارات ، و بوح عن مكنونها الداخلية لم تتضح أي سبب للحزن

ان الشعراء وحدهم يستطيعون البوح عن مشاعرهم شعرا ليضعوا لنا منجز نتعامل مع جمالياته ولكل شاعر تجربة خاصة  يختلف فيها عن غيره كما لكل شاعر منجزه الإبداعي الخاص به وتصوره لما يشعر به فهو يترجم لنا أحاسيسه وانفعالاته بطريقة يجدها اقرب لنفسه ويصل بها الى كل الناس فتكون بصمة خاصة به ولهذا يعتبر ان الشعراء لا يقبلون الواقع المرير ويضعون عالم خاص بهم يحققون كل ما يريدون أنهم حق مختلفين عن الناس العاديين تميزهم موهبتهم وطريقة التعامل مع العالم الخارجي

المشـاهدات 81   تاريخ الإضافـة 22/04/2025   رقم المحتوى 61983
أضف تقييـم