تداولت بعض مواقع الاخبار والتواصل الاجتماعي  فرص ترشيح الكاردينال لويس ساكو في اختيار بابا الفاتيكان الجديد.

لا أدري حقيقة وجود هذه الفرصة في سياقات عمل الفاتيكان.. ولكني اقدر مجرد الحدث عن إمكانية ظهور اسمه الكريم ضمن المرشحين... فقط لانه يستحق وصف (ابن العراق البار).

مرد هذا القول... معرفتي بشخصه العزيز منذ عقد ونيف في أول لقاء معه نيافته في احد كنائس كركوك بصحبة احد الصحفيين الإيطاليين خلال الانتخابات البرلمانية ما بعد ولاية المالكي الثانية.. نوع الاستقبال ومنهج التعرض لواقع عراقي يؤصل ما اكرره دائما عن عراق واحد وطن الجميع.. ربما يتجسد في تصريحات الرجل ومواقفه.

وتواصلت اللقاءات في ترتيب أعمال مؤتمر المنبر الديني الذي نظمته هيئة النراهة في بغداد والبصرة والنجف الاشرف. وكان دوره مخلصا لابعاد الديانات السماوية عن اثام مفاسد المحاصصة الدنيوية قولا وفعلا..

وتابعت مواقفه في الدفاع عن ذاته وكنيسته في مواجهة قرار سحب صلاحياته للإشراف على الاوقاف الكنسية.. ورغم كهولة العمر الا ان حنكة الخبرة والإيمان المطلق انتهت الخصومة المفتلعة لصالحه باصرار صريح على أن الحق يعلو ولا يعلى عليه.

ولعل الابرز في جهوده تنظيم زيارة البابا الراحل إلى العراق.. هذا المسار للرسول البابوي كان مطروحا من تسعينات القرن الماضي.. وتكررت المطالبة به لمواجهة تهديدات وجود المسيحية في عراق ما بعد ٢٠٠٣.. وتككلت جهود الكاردينال ساكو بتنظيم الزيارة البابوية لأرض اور وايضا في ذلك اللقاء مع سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني.. وما يمكن أن تتطافر الجهود مابعد تسمية البابا الجديد بشخصه العزيز او اي شخص اخر.. لديمومة ذلك التواصل بما يؤكد حقيقة مطلقة عن مدنية الدولة العراقية.. وتلاقح وتلاحم مصير مواطنيها من مختلف الاديان بحقوق المواطنة التي تحافظ على منهج عراق واحد وطن الجميع.

الأمر الآخر.. ما الذي يمكن أن نفعله.. دولة ونخب عراقية لدعم ابن العراق البار الكاردينال ساكو في ترشيحات البابوية؟؟

اعتقد النخب والكفاءات العراقية لا تمتلك الا التحشيد والمناصرة في الإعلام وربما بات مطلوبا انتقال هذا التحشيد وتلك المناصرة إلى مقالات مكتوبة باللغات الأجنبية وتلك مهمات ينهض بها الكثير من الكتاب المثقفين في دول المهجر سواء في دول الاتحاد الأوروبي او الولايات المتحدة الأمريكية.. فضلا عن الكنائس والجمعيات الدينية الإسلامية في هذه الدول بإصدار بيانات المناصرة لذلك الترشيح المنشود للكاردينال ساكو لمنصب البابوية المقبل.

ولا ادري هل سيكون للدبلوماسية الرسمية سواء في وزارة الخارجية او لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية ادوار منتظرة في خطة عمل مقترحة لدعم ومناصرة هذا الترشيح المنشود ام لا... حتى الآن لم يصدر اي موقف من هذه الأطراف.!!!

كل ذلك يؤكد ان في العراق رجالا يؤمنون بعمق حضارته.. متصالحين مع أنفسهم في التعامل مع شعب واحد بثقافات متعددة.. متلاحمة متراحمة.. لهم مواقع معروفة في البناء الحضاري الإنساني وهم يستلهمون حضارة بابل وانطلاق اول حرف مكتوب منها.. كما يستنهضون عمق هذه الحضارة في صلوات جماعية.. تعيد التركيز على امجادها في العصر الحديث.

كل ذلك يتمثل في شخص ابن العراق البار الكاردينال لويس ساكو. والنصيحة ان تعمل كل الأطراف كلما تستطيع أن تفعله لمناصرة ترشيحه للمنصب البابوي.. ذلك استحقاق... إنساني. حضاري.. يرسخ حقيقة عراق واحد وطن الجميع.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!