لا تزال الدول المتشاطئة مع العراق مصرة على عدم منحه الحصة المائية الكافية التي يستحقها ، وقطعت عدداً من الروافد المغذية الشهرية (دجلة والفرات) متذرعة بعدم وجود سدود كافية وخزانات وبحيرات للأفادة من المياه وحفظها وعدم هدرها وتسريبها الى البحر بدون أن تحتفظ بها لمواجهة شحة الامطار ومعالجة التصحر والجفاف .. ومن المؤسف أن يقف المعنيون في الدولة منذ سقوط النظام السابق وحتى الان موقف المتفرج واللامبالاة وعدم تنفيذ اي مشروع اروائي ومخزني جديد للحفاظ على كمية المياه الواردة عبر الرافدين برغم توفر الامكانات والتخصيصات المجزية خلال الأعوام التي أعقبت السقوط وقبل أن يمتصها ويستنزفها الفاسدون .. في وقت استطاعت فيه الدول المشاطئة ان تنجز خلال هذه الفترة بالذات العديد من السدود والبحيرات الاصطناعية والحفاظ بالمياه على مدى فصول السنة ، وتوسع رقعتها الزراعية .. ولا ندري ، لماذا لم يشهد العراق طيلة العقدين الماضيين اي تطور في مجال مشاريع الأزواء والسدود، في وقت اصبحت فيه السدود القديمة هرمة ومنهكة وبحاجة ماسة الى التطوير والتأهيل ؟!

محمد مهدي الربيعي