الأحد 2025/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
نيوز بار
قصيدة جديدة للشاعر الكبير كاظم اللايذ في أربعينية الصديق الراحل: عبد العزيز عسير
قصيدة جديدة للشاعر الكبير كاظم اللايذ في أربعينية الصديق الراحل: عبد العزيز عسير
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

سَفْسَطة على سرير المرض

 

على مرمى محارةٍ

من شاطيء ( دجلةَ العوراء )* ....

فتيانٌ من ( البراضعية ) بالدشاديش .

عيونُهم في العراجين

 شاخصةً  في الأعالي ،

                 لا ينوشُها إلاّ الطير .  

.....

غير أنّ الفتى الأشهلَ العينين

يُصرُّ على أنْ يكسبَ الرّهان :

يركبُ النخلةَ العيطاء

ويأتي بأولِ الرطب .

              ***

في المدرسة الثانوية التي تُشبهُ الكاتدرائيةِ

وسطَ ( العشّار ) .

يسند الأشهلُ العينين دراجتَهُ على الحائط  ..

 وبسمتِ الكهنة

يرتقي الدرجات

قاطعاً الرواق الطويل

ليأخذ مكانَه في ( الرحلة ) الأولى ...

قربَ بيت الطباشير ... .

المدرّسونَ لا يُعدّونه طالباً ..

ويحسبونَ لحفائرهِ في القواميس ألفَ حساب.

                **

في الجامعة التي كنّا نعبر إليها النهرَ بالزوارقِ

 إذا ما فاتَنا (المعبَر) ...   

نسألُ بعضَنا :

مَنْ هذهِ التي تجلسُ في صدر القاعة ؟

أهي الكاهنةُ (انخيدوانا) شاعرةُ  ( أكَد) ؟

أم نازكُ الملائكة : عاشقةُ الليل ...؟

مزاجُ ( الملائكة ) البرتقالي الفــوّار .

لم يردعِ الأشهلَ العينين

عن التباري معها في دومينو (العَروض )..

كأنّ الخليلَ الفراهيدي

قد أودعَه  كمنجتَه  ، قبل أنْ يموت

                **

بعد سبعٍ وسبعين (باحورةً )

بعد سبعٍ وسبعينَ  ( بردَ عجوز ) ...

الكائنُ الأرضيّ الذي يمشي على اثنتين

 يجنحُ إلى الاختصار

سكنةُ وادي ( شنعار ) * ما عادوا يصدّقون الكهنة

ذهبَ زمنُ الثرثرة ،

وجاء زمنُ القنوت في حضرةِ  (النقّال ) ..

النقّالُ : غرسةُ الشيطان .( مالئُ الدنيا وشاغلُ الناس) ..

....

الأشهلُ العينينِ مسجّى في السرير

حشدٌ من الأدوية على الطاولة

الغيومُ تعبرُ في النافذة

الغرابُ الذي طالما رآهُ في البراضعية ، على حائط البستان

يظهرُ بغتةً في النافذة

حاملاً  " رسالةً غامضة " ...

مثلَ تلك التي حملها  طارقُ  الليل

إلى محمود البريكان ...

.....

المسجّى على السرير لا يتذكّرُ مَن أخبرَه :

إنّ سفراءَ الموتِ يفزعون من الكتب

مثلما تفزع الحيّةُ من رائحة ِ (البطنج) ،

يسحبُ  كتابَه العائدَ من المطبعةِ توّاً

ويهشّ به على الغراب .

                  **             

 آنَ للبيزنطيّ 

أن يكفّ عن الهذيان

وآن ( للدهريّ  ( أنْ يصدح بأحدوثته : " لا يهلكُنا إلاّ الدهر" ..

عندما كنّا  معاً نكرعُ نبيذَ الحياة

كنت تكررُ على أسماعنا دائماً :

لكي تتعادل َكفّـة ُالميزان ولا تختنق الأرضُ بالبشر

لا بدّ أن نفسح المجالَ لغيرنا ،  و نغادر .

                           **

شجرُ الأثل عند بوابة الزبير

يلبسُ عليك ثياب الحداد

و الطلبة المنصرفون من الإعدادية الى بيوتهم

وقفوا على الارصفة

 يصلّون عليكَ  صلاة الغائب .

        ....................................                                               

*دجلة العوراء : التسمية القديمة لشط العرب

*سهل شنعار : تسمية توراتية للعراق القديم

 * الدهري : الدهريون تيار فلسفي مادي ظهر في العصر العباسي من أقوالهم : ما يهلكنا الا الدهر.

المشـاهدات 22   تاريخ الإضافـة 26/04/2025   رقم المحتوى 62145
أضف تقييـم