الإثنين 2025/4/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
نيوز بار
الجيش البريطاني يتعلم لهجة البصرة
الجيش البريطاني يتعلم لهجة البصرة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علاء الخطيب
النـص :

 

 

 

 

كتيب صغير بعنوان  الكلمات والعبارات في لهجة البصرة  حوته مكتبة الباحث نديم العبدالله  رئيس مركز الدراسات الانگلوعراقية  في لندن مع مجموعة كتب  ومجلات قديمة يعود تاريخها الى مطلع القرن الماضي  ، كتبها ضباط وجنود او موظفون بريطانيون جاؤوا بمعية الجيش الذي دخل العراق عام 1914 ، هذا الكتيب  يرشدك الى طريقة التفكير لدى الإنجليز .

 

لعل ما يتبادر  الى الذهن العنوان  ((لهجة البصرة))  ، فلماذا البصرة ؟  لانها اول مدينة احتلها البريطانيون وكانوا يعتقدون ان مكوثهم في البصرة سيطول وعليهم تعلم لهجة السكان المحليين، وبالفعل لم يدخولوا بغداد الا بعد ثلاث سنوات  اي في العام 1917م .

 

يستعرض الكتيب  المفردات باللهجة الشعبية وهذه نقطة اخرى جديرة بالاهتمام ، وهي تدلنا على تواصل الجيش مع السكان المحليين لكي يكونوا قريبين ومحببين عندهم ، فمن الطبيعي ان يستأنس الإنسان حينما يرى  اجنبي يتحدث بلغته وبمفرداته الشعبية، كما انها بوابة لمعرفة طبيعة المجتمع وتقاليده .

 

ومن الملاحظات المهمة في الكتيب هو استعداد الجيش  البريطاني وتدريب جنوده على طبيعة الحياة في العراق وكيفية التعامل مع العراقيين في مواقف كثيرة .

 

سنأخذ مثال على ذلك :

 

في الصفحة 11 من الكتيب  يترجم كلمة small الى زغير وليس صغير بالفصيح

 

وكذلك كلمة sweet الى حلاوة وليس حلوى

 

وكلمة thick  الى كلمة ثخين وهي كلمة عراقية أصيلة

 

وكلمة rich الى زنگين. ....  وليس غني وهكذا

 

وقد لفت نظري ترجمة كلمة bad  الى موزين  وكلمة perhaps الى بلكي وليس ربما  .

 

والظريف ان بعضهم تعلم العربية بشكل جيد وكتب بها ، والبعض الآخر  سجل مذكراته في العراق متحدثاً عن الأكلات الشعبية  كالباچة،  والكباب، والتكة ، والدوامة ، والأمثال الدارجة ، وقد حدثني بعض ممن  التقيت   به من الإنكليز عن آبائهم الذين كانوا في العراق وأنهم لإزالوا يحتفظون  بمذاكراتهم وبعض المقتنيات العراقية .

 

وربما يكون هناك كتيبات اخرى لم نعثر عليها بلهجات المدن الأخرى كبغداد والموصل. والأنبار وغيرها .

 

الجميل في هذا الدرس الذي تعلمته ان الشعوب الحية  تحافظ على كل شيء ولو كان بسيطاً  ويجعلون له قيمة ويبقى تراثاً للأجيال ويحفظ في المكتبات  والمتاحف .

 

فهذه الاشياء تعتبر جزء من الذاكرة الوطنية ، وهي ملك الوطن  والأجيال.

 

والكتيب وثيقة مهمة  للدارسين ، فهناك الكثير من الشباب في الجامعات البريطانية كجامعة سواس وهي كلية الدراسات الشرقية والأفريقية الذين يهتمون بالعراق كمجتمع وكوطن ، فقد جمعتني بهم كثير من المناسبات وهم شغوفين بتعلم اللهجة العراقية  ومفرداتها، وقد زاروا العراق وعملوا بحوث عن المجتمع العراقي وعاداته وتقاليده، واعتقد  أن اللهجة واحد من المفاتيح المهمة  للتعرف على الثقافة الشعبية من  خلال مفرداتها . 

 

ما وجدته كتيب صغير موغل بالقدم لكنه يعتبر وثيقة مهمة لفترة زمنية من تاريخ وطننا  الحبيب  يحكي قصة الاحتلال البريطاني وقصص الجنود الذين مروا في ارض الرافدين .

المشـاهدات 38   تاريخ الإضافـة 27/04/2025   رقم المحتوى 62195
أضف تقييـم