الإثنين 2025/5/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
نيوز بار
الأساطير والحكايات المعاصرة
الأساطير والحكايات المعاصرة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

رجاء فرج /بغداد

 

الأساطير الشعبية كانت ولا تزال جزءاً أساسيا من الثقافة الإنسانية تحمل في طياتها حكايات وقيم تتجاوز حدود الزمن والمكان إعادة سرد هذه الأساطير بأسلوب حديث يعزز ارتباطها بالأجيال الجديدة ويمنحها حياة جديدة تناسب العصر الحالي هكذا يمكن للسردية الاسطورية ان تحقق مجالا حيويا في التواصل البشري نحو افق السلام والسعادة كما يمكن أن تُقدم هذه القصص بطرق مبتكرة مثل التركيز على الجوانب المغمورة في الحكاية وإعادة تشكيل الشخصيات لتكون أقرب إلى الواقع المعاصر كذلك يمكن استخدام الأدوات الرقمية الحديثة لتحويل هذه الحكايات إلى أعمال فنية مثل الرسوم المتحركة أو ألعاب الفيديو مما يتيح لجيل الشباب فرصة اكتشافها بأسلوب جذاب ومعاصر إضافة إلى ذلك يمكن المزج بين عناصر ثقافية مختلفة لإثراء السياق وتقديم الحكايات برؤية شاملة وبهذا يمكن للأساطير أن تظل نابضة بالحياة ومصدرا لا ينضب للإلهام الإبداعي في الأدب والفنون التشكيلية وربط الماضي بالحاضر بشكل مستدام.

الإبداع الفني والأدبي في تحويل الأساطير إلى قصص وأفلام حديثة يمثل عملية غنية بالتفاصيل والابتكار، اذ يتم استلهام العناصر الأساسية من الأساطير وإعادة صياغتها لتتناسب مع العصر الحديث. هذه العملية لا تقتصر على مجرد إعادة سرد الحكايات، بل تتضمن إعادة تفسير القيم والمفاهيم التي تحملها الأساطير لتتناسب مع التحديات والقضايا المعاصرة.

تحويل الأساطير إلى قصص وأفلام حديثة يمثل جسراً ثقافياً يربط الماضي بالحاضر، حيث يعيد إحياء الحكايات القديمة لتتوافق مع تطلعات الجمهور العصري وتوجهاته. العملية ليست مجرد إعادة تقديم للحكاية بل تتطلب صياغة جديدة تعكس المفاهيم الإنسانية والقيم التي تنطوي عليها الأساطير، وتجعلها صالحة للعرض في سياقات معاصرة.

من بين الأمثلة الشهيرة نجد قصة ((علاء الدين ))التي تحتفي بالمغامرة والذكاء، اذ أُعيدت صياغتها في فيلم ديزني لتشمل عناصر حديثة تسلط الضوء على التمكين الفردي ودور الشخصيات النسائية بطريقة متوازنة وجذابة. كذلك أسطورة ((هرقل)) الإغريقية التي تُمثل القوة والإقدام، أُعيد تقديمها بأسلوب مرح وكوميدي في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم، مما جعلها أقرب إلى الجمهور الحديث وأكثر انسجاماً مع روح العصر.

في الأدب، ساهمت رواية ((جلجامش))، المستوحاة من الملحمة العراقية القديمة، في إبراز قضايا إنسانية تتجاوز الزمن مثل السعي للخلود ومعاني الصداقة، مما أضفى عليها طابعاً حديثاً يتماشى مع القراءات المعاصرة. اذ تمثل حكاية في الوجدان الانساني تسرد البطولة والصداقة المتينة التي يمكن تعزيزها لدى الاجيال المعاصرة

 هذا التوجه نجده أيضاً في التفسيرات الفنية للأساطير، كما هو الحال في أعمال الفنانة المصرية(( إنجي حسن أفلاطون (1924 - 1989) هي فنانة مصرية تنتمي إلى رواد الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي ))، التي استلهمت من التراث المصري في إبداع لوحات تنبض برؤية معاصرة وتجدد التعبير الأسطوري.

عند إعادة تقديم الأساطير الشعبية، يمكن إدخال عناصر ثقافية من مناطق مختلفة، مما يضفي طابعاً عالمياً على القصة. على سبيل المثال، يمكن دمج تقاليد موسيقية أو بصرية من ثقافات متعددة لإثراء العمل الفني وجعله أكثر شمولية.

لعبت التكنولوجيا من جهة أخرى دوراً حيوياً في إعادة سرد الأساطير بأسلوب جديد، اذ قدمت ألعاب الفيديو((Gad ((of war التي تعتمد على عناصر

  حديثة من الأساطير الإغريقية والإسكندنافية، مما يُتيح التفاعل المباشر مع هذه الحكايات ويربطها بجمهور شاب منفتح على التجارب الرقمية.

عادة سرد الأساطير بأسلوب حديث تعد وسيلة فعالة لجعل هذه الحكايات أكثر قرباً من الجمهور المعاصر. هذه العملية تتطلب تحديث القيم والرموز لتتناسب مع القضايا الحالية، مثل المساواة بين الجنسين أو التغير المناخي.

الرمزية الثقافية في الأساطير تمثل جوهراً عميقاً يعكس هوية المجتمعات وقيمها الأساسية. الأساطير ليست مجرد حكايات خيالية، بل هي وسيلة تعبير عن القيم الإنسانية المشتركة مثل الشجاعة، المغامرة، التضحية، والحب.

من خلال هذه الأمثلة، تتجلى أهمية تحويل الأساطير إلى أعمال حديثة في قدرتها على الحفاظ على روح التراث الثقافي وجعله جزءاً من الحوارات الحالية، اذ تُستخدم كأدوات للتواصل الثقافي والإبداع الفني، مما يضمن لها الاستمرارية والتأثير عبر الأجيال. هذا النهج لا يكتفي بتكريم الماضي، بل يعيد تعريفه ليكون مصدراً للإلهام في الحاضر والمستقبل.

أدى إعادة سرد الأساطير بأسلوب حديث إلى إثراء الأدب المعاصر. فقد ظهرت روايات وقصائد تستوحي أفكارها من التراث الشعبي، لكنها تُقدَّم بلغة وأساليب تتماشى مع القارئ العصري. هذا المزج بين القديم والجديد يخلق جسراً بين الأجيال ويحافظ على استمرارية الإرث الثقافي.

المشـاهدات 21   تاريخ الإضافـة 05/05/2025   رقم المحتوى 62523
أضف تقييـم