عَقَّب مصدر في امانة بغداد على ما طرح في هذه الزاوية قبل أيام ، تحت عنوان ( وهذا بعض ما نعانيه ) وكنا قد تناولنا فيه محنة المواطنين مع المياه الملوثة الناجمة عن قدم شبكات المياه في عدد من الأحياء السكنية وعدم صلاحيتها للشرب ، قائلاً : ( ان أبرز اسباب تلوث المياه ناجمة عن تخسف فى مسار الأنابيب القديمة ونضوحها اضافة الى كثرة استخدام المضخات الكهربائية من قبل المواطنين التي تسنتزف المياه الشحيحة في تلك الأنابيب التالفة ) وألمح إلى قيام دائرة الإسالة في امانة بغداد بملاحقة الأنابيب النازفة واستبدالها بأخرى جديدة ..

وقد تزامنت هذه الحالات الطارئة مع شحة الكهرباء وانقطاع التيار المتكرر و عدم استتباب الأمن في بعض المناطق ، وانعكاس كل هذه المنغصات على مشاريع الإسالة ، مما أدى الى توقفها في معظم الأوقات وعدم قدرتها على ضخ المياه بالشكل السليم ، وسرعان ما تقوم ( الإسالة ) باستبدال الانابيب المتهرئة والمعطوبة التي لم تعد قادرة على ضخ المياه بأمان ..

و بالتأكيد فإنَّ ما أشار اليه ( المصدر ) لا يتجاوز حدود التبريرات الإعلامية المألوفة والمعالجات ( الترقيعية ) التي لا تقضي على هذه المحنة التي تتجاوز حدود امكانيات دائرة الإسالة وكوادر الصيانة العاجزة ، وهذا ما تعاني منه معظم المدن والقصبات العائدة الى المحافظات الأخرى من جراء شحة مياه الرافدين وروافدهما التي ما برحت تشكو الظمأ وارتفاع نسبة الملوحة واختلاطها بالمياه الجوفية ومخلفات شبكات المجاري المسلطة على محرمات الأنهار والروافد المتفرعة عنها ..

وعُموماً ، فإن ظاهرة تلوث مياه الإسالة في معظم الشبكات القديمة التي تعاني من كثرة الكسورات وتسرب المياه الثقيلة والجوفية الى أحشائها واختلاطها مع مياه الإسالة لا يمكن علاجها وقطع دابرها

الا بإنجاز شبكات انابيب حديثة ، واجتثاث التجاوزات الناجمة عن شطر العديد من الدور السكنية الى اكثر من مشتمل واستنزافها للانابيب الناقلة بشكل تجاوز كل الحدود بعيداً عن انظار الرقيب ..