سامي ندا جاسم الدوري

 يوم الجمعة هو من أفضل الأيام عند المسلمين فيقرّبهم من بعضهم بتأدية صلاة الجمعة جماعة في المسجد، كما يغتنمون هذا اليوم الفضيل بقراءة القرآن، والإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم لفضله وبركته . ويوم الجمعة هو أفضل الأيام بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم, وفيه أدخل الجنة, وفيه أخرج منها, ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ) . ويوم الجمعة جعله الله يوماً مميزاً من فوق سبع سموات، فاجعله مميزاً لك ولمن حولك، إنّه يوم الجمعة تجتمع فيه الخيرات والدعوات ويوم الجمعة يوم له خصوصية وتميز في حياة المسلمين، فيؤدي به المسلمون صلاة الجمعة جماعة في المسجد ويستمعون إلى خطبة صلاة الجمعة التي فيها العبرة والفائدة والنصيحة لحياة المسلمين . قال الشاعر /

الغسل والطيب والكهف وتلاوتها

 ومسابق صفوف من الصبح مجتمعه

حاجات أربع آلا فزت بحلاوتها

تغسل ذنوبك من الجمعه ليا الجمعه

يوم الجمعة الفضيل أكرم الله به خلقه المسلمين وهي فرصة عظيمة للتقرّب من الله تعالى وسؤال الله تعالى المغفرة والرحمة الواسعة، ويتغنّى الكثير من الشعراء بفضل يوم الجمعة وبركته، يوم الجمعة فرصةٌ عظيمة يغتنمها كلّ حكيم وذكيّ في التقرّب من الله تعالى والاستغفار والتسبيح والدعاء لله تعالى وحده لا شريك له. ولقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الحرص على اتباع سننه في يوم الجمعة فهو خير يوم طلعت فيه الشمس فمن تقرب إلى الله بالعبادة والأعمال الصالحة يزيد الله أجره ويغفر ذنوبه لذلك لابد من اكثار الصلاة على النبي والقيام بالأعمال الصالحة التي تقرب المسلم من ربه، ومن أفضل تلك الأعمال ، الصلاة على النبي.والذكر والأوراد.وقراءة سورة الكهف.والتسوك والتعطر.والتطيبوالاغتسال ولبس أحسن الثياب.والتبكير والمشي لصلاة الجمعة.والدعاء ساعة الاستجابة.وصلة الرحم . قال ابراهيم ناجي /

أصبحتُ يوم الجمعَهْ

ذا غربة ما أضيعهْ

منفردًا لا خلَّ لي

وأينَ مَنْ قلبي معهْ؟

ضاقت بيَ الأرضُ فما

في فُسحة الكون سَعَهْ

أقطع يومي مُبْطئًا

كأنني لن أقطعَهْ

إني امرؤٌ يُفضي إلى

أزمانه المرقَّعَهْ

أن الجمعة هي مؤتمر أسبوعي يجتمع فيه المسلمون كل أسبوع ليقيموا شعيرة من شعائر الله عز وجل وإنما سميت الجمعة  (جمعة ) لأنها مشتقة من الجمع، فإن أهل الإسلام يجتمعون فيها في كل أسبوع مَرَّةً بالمساجد الكبار، في يوم كَمُل فيه جميع الخلائق فإنه اليوم السادس من الستة الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض، وفيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيها ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه، أن منبر الجمعة منبر إعلامي لا يضاهيه منبر إعلامي آخر لأنه يجتمع إليه ملايين من البشر للاستماع لما يوجه من هذا المكان من كلام. وأن خطبة الجمعة من وسائل تبصير الخلق بدينهم، فمنها يتعلم الجاهل، ويذكر الغافل، ويتربى الجيل الصاعد على أمور الدين . ولهذا فإن المتصدرين لهذا المكان عليهم مسؤولية كبيرة في تعليم الناس وتبصرتهم، فعلى الخطيب أن ينوع أساليب إلقاء الخطبة في المنبر، فلا يسير بالخطبة على وتيرة واحدة لأن هذا مما يبعث على الملل عند السامع، بل على الخطيب أن ينوع من أساليبه في الإلقاء، وأن يجدد ليبعث في النفوس حب الإصغاء ، ويزيل عنها الملل الحاصل في النفوس، ومن ذلك أن يدخل القصة المؤثرة ، والشعر الهادف، والنقاش المثمر المؤيد بالدليل ، قال الشاعر /

مرّ السّبوع وهذا هو عيدنا عاد

هلل وكبر وافرح اليوم جمعة

وانهض وسبح للذي ماله أنداد

سبحانه الخلاق يا بديع صنعه

الجمعة هو يوم المحبة واليوم الذي يجتمع فيه الناس في صف واحد ، يصلون جميعًا إلى الله ، رب العالمين ، ويذكرونه ويعبدونه حق العبادة. اللهم وحد قلوبنا في هذا اليوم وفي كل يوم

حيث أن القلوب لتمتلئ  بمشاعر خاصة يوم الجمعة  لأن لهذا اليوم حالة خاصة في روح الإنسان. نسأل الله رب العالمين أن يجعل هذا اليوم مليئًا بالحب والسعادة لنا ولكل المسلمين .