أعتقد جازما إن سياسيي اليوم يعرفون جيدا إن العراقيين يتمتعون بأعلى نسبة ذكاء على مستوى الوطن العربي فهم الاول عربيا  وبالمرتبة 60 عالميا وبنسبة ذكاء بلغت 89 بالمائة فشعب بهذا الذكاء لا أعتقد  تنطلي عليه كل الاعيب السياسيين  وخاصة في موسم وبازار الانتخابات وعمليات التسقيط وما يتخللها من عمليات تأجيج الفتنة الطائفية في تصور سادج ومكشوف لكل الناس حتى البسطاء منهم الذين مروا بتجربة مريرة ومؤلمة في العامين 2005 و2006 حيث الفتنة الطائفية التي أججها السياسيون ودفع ثمنها الشعب  أرواحا زكية ودماءا طاهرة وتهجيرا ونهبا للممتلكات جعلت كل الشعب يقظا وواعيا لهذه الاساليب والمبتكرات الخبيثة والتي تنطلق من نفوس مريضة وعقول جامدة تعاني من عقد النقص في التربية الاخلاقية والدينية والانتماء الوطني.

فالى أين يريد هؤلاء أن يصلوا بالشعب مع بداية الاستعداد للانتخابات المقبلة والتي مزمع أجراءها في 11 تشرين الثاني المقبل  فهل يأتي كسب أصوات الناخبين من خلال  التخندق الطائفي مثلا؟

وهل يجدي نفعلا بعد كل الذي عاشه العراقيون من فشل الحكومات المتعاقبة في توفير الحدود الدنيا من الخدمات وغياب الشفافية  وتفشي المخدرات   وتغول  منظومة الفساد  أن يأتي السياسيون ليعيدوا  مجددا أستخدام أدوات إثارة الفتنة الطائفية  وأسطوانتها المشروخة من أجل الكراسي حتى لو كانت نتيجة هذه الفتنة مزيدا من الكوارث التي حلت على العراقيين خلال المرحلة السابقة من العملية السياسية.؟

إن العزف على وتر الطائفية في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها العراق هي واحدة من غايتين الاولى  التغطية على قضايا الفساد الكبرى التي بات يعرفها القاصي والداني  والثانية لتحويل نظار الشعب عن الاتفاقية (المذلة ) كما وصفها مجلس النواب وأقصد بها إتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله العراقي والتي ترى غالبية أبناء الشعب إنها إتفاقية تمس السيادة  الوطنية  للتنازل عن حق عراقي أصيل دون وجه حق للكويت وفي الحالتين تكون صيغة إعادة إستخدام  الطائفية للتأثير على الواقع الاجتماعي من قبل  من في قلبه مرض وهي في  النهاية دعاية انتخابية مريضة رخيصة ومسمومة. فالحذر  الحذر من فحيح الافاعي ونعيق الغربان.