
![]() |
بغداد مدينة للسياحة الصور التزويقية والواقع الحقيقي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
مع اختيار بغداد مدينةللسياحة لعام 2025 من قبل المجلس الوزاري العربي يكون قد مرت خمسة شهور على ذلك فما الذي تحقق من الاهداف التي التي من شأنها تعزيز السياحة العربية البينية وإبراز الخصوصية الثقافية لبغداد ؟وكيف تعود الأنظار إلى عاصمة طالما كانت ملتقى للحضارات وموطنًا للفكر والفن والمعرفة إنها لحظة تاريخية، وفرصة لا تُعوض لتقديم الصورة الحقيقية للعراق، ذاك العراق الذي عرفته الإنسانية عبر العصور منارة للإبداع وموئلًا للعلم والثقافة. بغداد ليست مجرد مدينة إنها رمز لبلاد قدّمت أولى الشرائع، وسجّلت أولى الكتابات، وكانت حاضنة لعلماء ومفكرين ومبدعين ساهموا في تشكيل وعي البشرية. من بغداد انطلقت الترجمة، وتطورت الفلسفة، وازدهرت الفنون. وهذا ما يجب أن يعرفه العالم عن العراق… لا ما تسوّقه بعض الصور المشوهة المرتبطة بالعنف والطائفية والصراعات والتي تقف وراءها اجندات عدائية متنوعة. لا تريد الخير والسلام لهذا البلد العريق إن السياحة اليوم ليست مجرد ترف أو تنقّل بين الأماكن، بل هي جسر حضاري، ونافذة للتعارف، وفرصة لتبادل الثقافات. واختيار بغداد لهذا اللقب ليس تكريمًا رمزيًا فقط بل دعوة مفتوحة للعالم كي يرى الوجه الحقيقي للعراق بشعبه المبدع وتاريخه العريق ومجتمعه الحي الذي ما زال يؤمن بالقيم، ويقاوم التحديات، ويبني رغم كل شيء. لكن هذه الفرصة لن تؤتي ثمارها إلا إذا أحسنّا استثمارها. فالصورة التي نرغب في إيصالها تحتاج إلى جهد جماعي يبدأمن الدولة، ومن الإعلام ومن الفنانين والمبدعين، ومن المواطن نفسه. نحتاج إلى خطاب وطني موحد يُبرز الجمال، ويحتفي بالإرث، ويؤكد أن العراق لا يُختزل في جراحه، بل يُستعاد من خلال طاقاته. الإبداع هو لغتنا التي يفهمها العالم وهو جواز مرورنا نحو المستقبل.وهذا لن يتم إلا بإدارة واعية قبل الجهات المعنية التي يجب ان تُقدّر دور الثقافة ومفهوم السياحة الحقيقية، وتدعم المبادرات المميزة التي تضع الإنسان المبدع في قلب التخطيط التنموي.بغداد ما تزال تستقبل العالم، فهل كنا على قدر التحدي، في استثمار هذه المناسبة لتصبح بوابة لنهضة جديدة… نروي فيها للعالم قصتنا نحن لا ما يُروى عنا نحن لا نريد لبغداد او غيرها من مدن العراق ان تزوق. وتبهرج منها بعض الأماكن لفترة زمنية محدودة بل نريد ان تكون صروحا للفكر والجمال ومؤئلا دائما للعطاء الراقي والفعاليات الابداعية المستمرة بما يجعل الحياة فيها اكثر عذوبة وبهاءا وجمالا وتلك هي الصورة الواقعية التي نريد وليس تزويقا ظاهريا لا يدوم ، بل كل ما يسهم في تعزيز مكانة العراق على الخارطة السياحية الإقليمية والدولية. |
المشـاهدات 38 تاريخ الإضافـة 09/05/2025 رقم المحتوى 62664 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |