يمتلك الفلاح العراقي وأصحاب البساتين في وسط العراق وجنوبه الخبرة في مجال زراعة النخيل ونوعيته والمناخ الملائم وحجم المياه المطلوب والظروف البيئية الملائمة للإنتاج ..

وهناك اكثر من ستمائة صنف من التمور ، وأجودها ( تمور البرحي والحلاوي ، والخضراوي ) وغيرها ..

وتتميز كل منطقة من مناطق العراق بأصنافها الخاصة والمعروفة لدى المواطنين ..

ولا يخفى ، أن الحروب المتعاقبة منذ الثمانينيات ، وظروف الحصار وتوغل الدواعش عقب الاحتلال وتغيير النظام ، وما رافقها من جفاف وتصحر وغياب الدعم الحكومي ، وزحف مشاريع الاستثمار والمجمعات السكنية العمودية الى أعماق البساتين والمناطق الخضراء قد أدى الى ( اغتيال ) الاف الأشجار النادرة .. هذا الوضع العشوائي والانفلات ( الفوضوي ) المدعوم من بعض المتحاصصين والمتنفذين قد دفع معظم العاملين في زراعة النخيل واصحاب البساتين الى البحث عن مصادر أخرى توفر لهم لقمة العيش ..

وإن ترك أصحاب البساتين وفلاحيهم هذه المهنة المتوارثه عن الآباء والأجداد ، والتوجه نحو المدن المحيطة بهم ، ومحاصرة الأحياء النظامية بعشوائياتهم وأكشاكهم وتجاوزاتهم قد انعكس سلباً على مشاريع البنى التحتية والتصاميم الأساسية والحضرية للأحياء ، وعلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي العام في البلاد ..

والأمل معقود على مجلس الوزراء أن يضع ضمن منهاجه اليومي حداً لهذا الزحف المدمر ، وإصدار التعليمات والأوامر الحازمة للمحافظين ومجالس المُحافظات لتوفير الحماية والرعاية والدعم لأصحاب البساتين ، ومُعالجة شحة المياه وإلزام فرق المُكافحة المعنية بمواصلة عمليات الرش للقضاء على الآفات الزراعية التي استشرت خلال الأعوام التي أعقبت السقوط والتغيير .. وقطع دابر التجريف وتجاوزات مشاريع الاستثمار ( المسنودة ) التي راحت تكتم أنفاس ما تبقى من بساتين النخيل ..