هل تحتاج العواصم الجريحة  إلى التفاخر الأجوف بالمؤتمرات واللقاءات وشعبها يئن وشوارعها مكسرة ، وهي لم تخرج بعد لفترة التعافي والنقاهة ،بيوتها حزينة يداهمها الفقر وتصرعها الحاجة  وشوارعها محطمة وطرقها تنتمي للقرن الماضي ، والفساد الأعم السائد ، والناس لا تشعر بجدوى قدوم الغرباء حتى وان كانوا مستثمرين ؟ بل صار كل من ياتي غريبا ً، ومن يستثمر ليس بدافع البناء والإعمار ووقف التداعي الذي تراكم في البلد ،

  المدارس قيمة عليا في العالم ، لاحتضان الاجيال لاجديد فيها  وتلك التي هدمها مقاول برتبة وزير ، مازالت حطام لم تمتد لها يد البناء او اعادة البناء والمفارقة مدرستي الابتدائية التي احتضنت ذاكرتي وجاء مقاول وغد وهدمها وسرق أبوابها وشبابيكها وحجارتها وهرب ، ومازالت منذ 12 سنة ينتظر أطفال المحلة ان تعاد مدرستهم على زعم صحوة ضمير المقاول او الذي انتفع منه !؟ بعد ما وزعوا على المدارس الاخرى في المحلات الاخرى !

يا للعجب تبجح اولئك الساسة الذين سكنوا بيوت الطغاة كما كانوا يسمونها واخذوا دور المستمتعين بقصور النظام الديكتاتوري الذي أسقطه المحتل !؟ يا للعجب من ذلك التسويغ لاحتلال دور الدولة والاستحواذ على القصور الرئاسية التي كان الشعب ينتظر تحويلها متاحف ليرى كم كانت تلك الزعامة السابقة متجنبة على الشعب حين اسمتها قصور الشعب! ايام الحصار الجائر ، او هكذا سوقوا لنا تلك السنوات الثلاثة عشرة بانها مفروضة وهم يبنون القصور ويشترون كل شي من برا. يوم كان الشعب يئن ومازال يتفرج على حياته ويعاين بؤسه وهو يرقب السيارات الفارعة تندفع في شوارع الخضراء العامرة والمباني التي رقدت بمحاذاة دجلة قصورا جديدة لحقبة حكم اخرى في دائرة المظلومية للشعب الذي أملوه بان كل تلك السنوات العجاف ستمضي وسيشهد نهضة وعدالة لم يشهدها من قبل ، ولن يرتقي اليها ، لعلهم يقولون ان كل شي قد تغير ؟ ولكن إلى اين والى من ؟

دأبنا المعاينة والسؤال والتحري كيف نعرف مدخلات الشعب والى اين مخرجاته ، ارقام صادمة ونتائج مخيبة ونتائج كارثية حين تنزل أسعار النفط ويقولون لنا دبروا اموركم ليس بيدنا الحل !

عند ذاك سنعود من حيث بدأنا في الحديث عن نظام سابق سرقنا ومضى ، وسنرد

( ماساة الإنسان أن ينتهي  من حيث ابتدأ )!