
![]() |
نافذة من المهجر مؤتمر القمّة العربي ... تساؤلات .. ورؤى |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
تنطلق هذا اليوم السبت 17 أيار في بغداد الدورة الرابعة والثلاثون لمؤتمر قمة مجلس جامعة الدول العربيّة ... إن الحديث عن هذا الملتقى الذي يمثّل السلطات العليا في عدد ليس قليلاً من البلدان العربيّة , على اعتبار أن هناك قادة بلدان بعض الدول سيتعذر حضورهم , وسينوب عنهم ممثلون لهم , هو حديث يفضي حتماً لتساؤلات حتميّة حول أهميّة الملفّات وأولوياتها وما سيتم مناقشته في جدول أعمال جلسات المؤتمر , وإن لانعقاده في بغداد التي نتمناها دائماً مدينة المحبة والسلام والدور القيادي في المنطقة حقا , هو دليل على مكانة العراق واستعداده لأن يكون حاضناً لرسم سياسات عربيّة مشتركة يتوافق عليها الجميع . وقد لاحظنا قبل انعقاد المؤتمر حملة ردود أفعال وآراء وتساؤلات عن جدوى انعقاد مثل هذا التجمّع في ظروف تشهد تعقيدات في الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في المنطقة العربيّة , إضافة إلى ما تتعرّض إليه فلسطين وبالذات غزة لانتهاكات وقحة وقتل يومي يذهب ضحيّته الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيّون . والذي يجب أن ننتبه إليه هو تزامن انعقاد هذا المحفل الدولي الكبير لزيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمملكة العربيّة السعوديّة وعقده اتفاقات عديدة معها , وأن هذه الاتفاقيات لا تخلو حتماً من رؤى استراتيجيّة تخصّ مصير العرب وعلاقتهم بما يحصل من أحداث , لذلك علينا – نحن العراقيين – وأقصد المسؤولين الذين سيكونون في قلب الحدث , وفي عمق صياغة القرارات والبيان الختامي الذي سيتضمن توصيات , أقول على المعنيين أن يضعوا المصلحة الوطنيّة للبلد أولاً , وأن يناقشوا الملفّات العديدة التي بقي بعضها غير محسوم أو مقترن بمصالح دول على حساب المصلحة الوطنيّة ومنها ملف خور عبد الله ... أتمنى شخصيّاً وأنا أراقب الأحداث من إطلالتي على الوطن من مهجري , أن لا تطبخ القرارات في مطابخ الرياض والدوحة بوصفة أمريكية , وأن يكون دور مؤتمر القمة الذي أنفقت عليه أموال طائلة دوراً شكليّاً تلقى فيه الخطب الإنشائيّة الرنانة التي اعتدنا على سماعها ولم نشهد ولو نسبة قليلة من تطبيقاتها الميدانية , أقول أتمنى أن يتجاوز المسؤولون الحاضرون هذه الوصاية المفروضة التي تضرب في الصميم المصلحة العربية , وأن يدرسوا الملفّات بحرص وواقعيّة وإنسانيّة أيضاً , وأن لا تتم مناشدة الكيان الصهيونيّ للكفّ عن جرائمه , فالمناشدة لا تجدي نفعاً مع هؤلاء الوحوش , بل القرار الحازم القويّ الحكيم المسؤول هو الذي يردعهم ويحقق ما يضمن كرامة العرب وموقفهم الموحّد المبني على المبرر المقنع لوجود منظمة عربية ترعى المصالح العامة لكل شعوب جامعة الدول العربيّة ... أنا على يقين تام , أن مثل هذا الأمر – وهو اتخاذ القرار الرادع الحازم – لن يتحقق حتى على مستوى التلميح , لأن هناك دولاً مطبّعة مع العدو الصهيوني , وهناك من تربطه مصالح عميقة مع الدولة اللقيطة , لذلك يبقى " الحلم العربيّ " مؤجلاً إلى إشعار آخر بعيد المدى ! إذن ما الجدوى من انعقاد مؤتمر القمّة العربي؟ أظنّ أن الأحرى بالإجابة على مثل هذا السؤال الواخز , أو ربما المستفز , هم رعاة انعقاد المؤتمر وفي هذه الظروف العصيبة من حياة العراق وأهله الذين لا تنقصهم الأزمات ولا يتمنون أن تنفق الأموال في أمور لا فائدة منها , سوى البهرجة الإعلاميّة , والشعارات التي لن تتحقق ... ومع هذا كلّه , نأمل ونتمنى أن يصل المجتمعون ولو إلى نسبة بسيطة من النظر إلى المصلحة العربيّة وإلى حفظ ما تبقى من أراض وأبنية وقبلها أناس أبرياء يعانون العوز والمجاعة والقتل اليومي ... والله الموفق والمعين |
المشـاهدات 290 تاريخ الإضافـة 17/05/2025 رقم المحتوى 62939 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |