الإثنين 2025/6/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
نيوز بار
رغم كل المناشدات.... الصحافة الورقية تكاد تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة
رغم كل المناشدات.... الصحافة الورقية تكاد تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

تحقيق/ علي صحن عبد العزيز

منذ ما يقارب أكثر من عشرين سنة تقريبًا ورغم كل المناشدات بدعم الصحافة الورقية ، إلاّ أنها ذهبت أدراج الرياح حتى تجاوزت مرحلة الأحتضار إلى مرحلة دفن المنتوج الورقي ، فمّا بين تكلفة الطباعة والورق وأجور العاملين بالصحافة الزهيدة ووضعهم الأقتصادي العام فأنه لا توجد حلول تلوح في الأفق لهذه الأزمة وما يعّانيه الصحفيين والصحفيات من تسريحهم ليستيقظ بعضهم صباحًا ويجدون أنفسهم بلا عمل وبلا مصدر دخل ليس وهو ليس بالأمر السهل ، ونتيجة لذلك فإن الكثير من الصحف اليومية والمجلات أحتجبت عن الصدور نتيجة إعلان أستفلاسها المادي وتحولت إلى النشر الإلكتروني.

(جريدة الدستور) استطلعت آراء نخبة من المشاركين والمشاركات وطرحت عليهم هذا التساؤل : ما المخارج التي من شأنها أن يكون الدعم الحكومي حاضرًا وملموسًا في الصحافة الورقية، على الرغم من أن جميع المناشدات عالقة في عنق الزجاجة وليس هنالك من يكسر هذا الطوق ، وكانت هذه الآراء الواردة.

جمالية القراءة التفاعلية

د. جواد التونسي/ رئيس تحرير جريدة عراقنا : التحول الرقمي وأنتشار الانترنت والهواتف الذكية ووسائل التواصل الأجتماعي وأرتفاع تكاليف الطباعة والتوزيع وتراجع عائدات الإعلانات وتغير أنماط قراءة الجمهور ، من أهم الأسباب ، حيث أن الجمهور الجديد يفضل القراءة التفاعلية والمحتوى المرئي وهو ما لا توفره الصحف الورقية، أما بعض الحلول هي التركيز على الصحافة الأستقصائية والتركيز على التحليل العميق ، ودعم الدولة ماليًا ضمن موازناتها السنوية للصحف المستقلة لكي تنبعث روح الحياة الصحفية فيها.

ضرورة الدعم الحكومي

مظفر عبد المجيد/ رئيس أتحاد الصحفيين العراقيين : فعلاً الصحافة الورقية تموت وتلفظ أنفاسها الأخيرة ، ولكننا نقول أن الصحافة لا تموت بوجود المؤمنين بهذه المهنة العظيمة ، وما تعانيه الصحف الورقية من قلة الدعم كان من المفترض أن يكون لها دعم حكومي وتتبناه بصورة دائمية وصحيحة ، فالصحافة الورقية تواجه تحديات كبيرة في العصر الرقمي، ولكن كما قلت لا تموت الصحافة بوجود المؤمنين بها ، الدعم الحكومي والإعلانات التجارية يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في دعم الصحف الورقية وتأمين أستمراريتها ففي العديد من الدول، تتلقى الصحف الورقية دعمًا حكوميًا من خلال الإعلانات الحكومية والتمويل المباشر وهذا الدعم يمكن أن يساعد في تغطية التكاليف وتأمين أستمرارية النشر.

تحديد رواتب للصحفيين

د. علي لعيبي/ رئيس مجلس وتحرير مجلة الآداب والفنون العراقية الورقية: هناك مشكلة إهمال المنتوج الورقي وعدم دعمه المفروض أن تكون هناك دفعات دعم الصحف والمجلات مادية مباشرة أو غير مباشرة ، فالأولى دعم سنوي أو شهري أما غير مباشر من خلال توزيع عادل الإعلانات وخاصة مجلات القطاع الخاص الأهلية ، كذلك ضرورة تحديد راتب محدد الصحفي من خلال نقاباته كما الحال في نقابة المحاميين فالمطلوب سن قوانين واقعية وملموسة لدعم أصحاب الصحف الخاصة وكذلك العاملين وأقل تقدير في ذلك أن لا تستوفى أجور سنوية عند كل تجديد والعمل على منح المكافأت الصحف والمجلات بشكل دوري نحتاج القرارات حياتية وواقعيه لأنقاذ ما تبقى من المجلات والصحف الورقية.

ديمومة النشر

شيماء الجاف/ رئيس مؤسسة الكاشف للإعلام والتنمية: أجد التراجع يعود لعدة أسباب أهمها أتساع التحول الرقمي والأعتماد المتزايد على الانترنيت ووسائل الإعلام الرقمية والسوشيال ميديا الأمر الذي أدى إلى أنخفاض الطلب على الصحف الورقية ونافسها بشكل كبير وملحوظ فضلًا عن التكاليف المرتفعة وأرتفاع أسعار الورق والطبع الذي أثر بدوره بشكل كبير على قدرة الصحف والأستمرار وديمومة النشر الورقي هذا مع أنخفاض الاعلانات التجارية كون المعلنين أتجهوا إلى المنصات الالكترونية الأوسع أنتشار وسط العولمة وقلل الإيرادات التي تعتمد عليها الصحف للبقاء ونطالب وبألحاح بضرورة الدعم الحكومي في ظل التراجع المستمر للصحافة العراقية من أجل الحفاظ على هذا القطاع الحيوي الذي يشكل جزءً أساسيًا من الهوية الاعلامية والثقافية لأي بلد لتذليل العقبات والتحديات المالية مثل ارتفاع تكاليف التوزيع والطباعة لذا من الضروري دعم ومنح  المؤسسات الصحفية المختصة بهذا الجانب

خيارات صعبة

 أحمد مالية/ إعلامي رئيس تحرير مجلة سطور الأدبية:الصحف العراقية الورقية في محنة صعبة، فهي تقف بين دفتين: إما أن تواصل العمل المكبل بالخسائر أو تعلن الأنسحاب، خياران أحدهما أصعب من الثاني ، أعتقد أن مخارج هذه المحنة تكمن في أن تقوم الوزارات بدعم الصحف الورقية من خلال جعلها نافذة للنشر الحصري لجميع نشاطاتها وإعلاناتها الرسمية، مما يجعل القراء يعاودون شراء الصحف اليومية، كما تفعل وزارة العدل العراقية التي تفرض على بعض القضايا النشر الورقي كجزء من المتطلبات القانونية للدعوى.

الصحافة الورقية بين أمرين

علي جابر البنفسج / رئيس تحرير مجلة البنفسج الورقية : في بداية الحديث لاّبد أن نشخص الخلل اين هل القارئ أم تهميش الدولة وعدم أهتمامها ودعمها للصحافة الورقية؟ ربما الأثنان معًا ، نلاحظ مع التطور التكنولوجي وظهور وسائط التواصل الإجتماعي برزت ظاهرة الهجرة الكبيرة للقارئ عن الصحف المطبوعة ، وذلك لأسباب سرعة أنتشار الخبر ونشره بتلك المواقع وبالتالي أصبح الخبر المكتوب على الورقي مستهلك وفات آوانه أو فقد جدوته وأهميته ، وهذا هو سبب كبير لأندثار وعزوف الصحافة المطبوعة والسبب الثاني وهو عدم دعم وتهميش الحكومة للصحافة المطبوعة وتكلفة الطباعة الباهظة مقارنة مع قلة مقتنين الصحف التي لا تضاهي المبلغ المدفوع للطباعة ، لهذا ممّا أضطر زملاء الصحافة اللجوء للألكتروني وعدم الطباعة لقلة السيولة المادية وأفتقار الدعم الحكومي للمطبوع ، نتمنى إن تأخذ الدولة على عاتقها الدعم ولو بسيط للصحافة لأنعاش روح الورقي وعودته للساحة الثقافية وبالتالي ستكون في متناول يد القارئ.

المشـاهدات 150   تاريخ الإضافـة 18/05/2025   رقم المحتوى 63030
أضف تقييـم