النـص :
العراق قَلبُ العالم القديم وربما يكون قلَباً للعالم الحَديث!، بَلدٌ حَباهُ الله القدير بِموقعٍ وخيراتٍ واسعة، لكن ومعَ الأسف تَداولت عليه الكروب والمَآسي مُنذُ ولادة أُولى الحضاراتِ فيه ولِحَد التأريخ الحديث، بِسبب أطماع مَن حوله مِن قَريبٍ أو بعيد!.المُهم فَبَعدَ خروجِهِ مِن قُمقُم العَهد العُثماني بِدخول القوات البريطانية، في الرُبع الأول مِن القرن المُنصَرم، وقيام بريطانيا بتأسيس العراق الحديث مِن خلال بِناء وَتَحديث كُل البُنا التَحتية ومعها المُجتمع كَكُل وإنتشار الثقافة والمؤسسات الأكاديمية، والدافع الكبير لها هو ما تَخفيه أرض العراق تَحتَ الثَرى مِن ثَراواتٍ وخاصة النفط، لكن، كانت هذه الثروات وموقعه نِقمةً أكثر مما هيَّ نِعمة!، فكان العراق والمنطقة ضَحية المؤمرات والتَخطيط الظالم للدول المُتسلطة القديمة والجديدة، فَلم يَهنأ شَعبه بِثرواته المَوصوفة وبَقى مُقَيد بِتَبِعات الثورات الداخلية والحُروب الخارجية مُنذُ عُقود!، وهكذا وعلى مدى عقود قد سالَ نَهرٌ مِن دماء شَعبه وأُحرقت وهُدرت نسبة كبيرة جداً مِن ثرواته!. اليوم العالم و العراق لهُ واقِعٌ جديد، له مَلامح مُختَلِفة ومَوازين تَحكُمُها أُسس ومَصالح أكثر تَعقيداً من ذي قَبل، فَبَعد الحَرب الباردة للقطبين الشرقي والغربي إن صَحَت التَسمية خلال أربعة عُقود ثُمَ تَفردُ قُطبٌ واحدٌ تَقريباً في العالم لأكثر مِن ثلاثة عُقود، تَظهر اليوم على خارطة إستراتيجيات العالم عَدد مِنَ الدول أهمها روسيا و الصين والهند وقد يكون لليابان و الكوريَتين نَصيب!، هذا مِن جانب ومن جانب آخر واقع العراق الذي يوصف بالجديد، ومن شماله لجنوبه صَعب أن نَقول أنه موحد الكلمة ويَعمل بِحُرية لصالح مُستَقبل شَعبه، فهو يَرزحُ ضِمن دوامات مَصالح واستراتيجيات دول ضمن المنطقة وخارجها.العراق قَلب العالم رابطُ شَرقهِ بِغربه، وموقعهِ هذا هو أملنا بأن يكون أحد أهم مفاتيح بوابة إقتصاداً زاهراً لأجياله في المُستقبل القريب، لو تَوحدت كَلِمَته وتَخلص مِن الضغوط الخارجية، التي أوقعت نِسبة كبير من كتله السياسية ضمنها!، الكلام عن المُستَقبل هناك تَناسبٌ عَكسي ضمن معادلات الثروة الإحفورية وإعادة الحياة للنشاطات الزراعية في العراق، فمن المَعروف أن الثَروة النَفطية هي ناضبة خلال عقود قليلة ومع التطور العلمي في البحوث ستكون هناك بدائل سَتُقلل أهميته، وحسب المَنطق لو قَلَ إستخدام النفط سَتَقل الأضرار التي يُخَلفها على البيئة وسيعود المناخ لطبيعته تَقريباً وتزول آثار سنوات الجفاف ومَعَ التَقدم في البحوث الزراعية، وتوفرالمياه، سَتَزدَهر الزراعة وتَصبح مورداً مُهماً للإقتصاد العراقي ونعوض ما نَفقدهُ مِن موارد النفط كما أن تطوير إستغلال الثروات الطبيعية الأُخرى مثل الكبريت والسليكون والطاقة الشمسية وغيرها ومعها طريق التَنمية الإستراتيجي للعراق الذي سَيربط التجارة بين الشرق والغرب، وتأسيس صندوقٍ قومي للمستَقبل ربما سَيَجعَل الوضع الإقتصادي للعراق أفضل مما كان عليه ، وهذا طبعاً إن تَمكن العراق من الخروج من دوامات المَصالح الخارجية والشخصية ووحدَ مواقفه للعمل بِجدية لِتَنمية المُقومات المَذكورة والتي بِحاجة إلى تَخطيط وتأسيس مراكز بحوث مُتَطَورة وجلب و تَشجيع العراقيين الأكاديميين الباحثين خارجاً وداخلاً للعمل ضمن المؤسسات العراقية، لِتحقيق الغاية المَوصوفة أعلاه، ولا ننسى العمل على زيادة الوعي المُجتَمعي تقليل الزيادة السُكانية إسوةً بدول الجوار وخاصةً السعودية والإمارات وإيران، فَهُم يعملون على كل هذا مُنذُ سنوات.
|