النـص :
كما يعلم الجميع بإن النظام الديمقراطي في العالم العربي مفقود تماماً ، وأن من أهم أسباب الإنتفاضات والثورات العربية الأخيرة هو عطش الشعوب العربية للنظام الديمقراطي المدني ، وبالنسبة للعراق وخلال تسع سنوات فأن التجربة الديمقراطية قد مرت بمراحل حذرة وبطيئة جداً ، وذلك لوجود مشاكل ومعوقات كثيرة ، ولايصح أن نتفائل بالكامل ونطلق عليها بأنها تجربة مكتملة ، ولكن المهم هناك تجربة عراقية قد مررنا بها ، وإن العرب يحتاجون إلى مراحل أولية من هذه التجربة الديمقراطية التي مر بها العراق بعد عام 2003 ، وهذا هو الوضع المنطقي السليم بالنسبة للسياسيين للأستفادة من تجارب غيرهم في بناء أوطانهم ، رغم أن هناك رأي يقول أنه من السابق لأوانه أن يكون العراق بمستوى النضج الذي يجعله أن يكون نموذجاً لغيره من الدول التي تخلصت أخيراً من ربقة الأنظمة الدكتاتورية والحكومات الشمولية فيها ..نحن نتمنى أن تكون تجربتنا من أنجح التجارب الديمقراطية على المستوى العربي رغم المشاكل التي أكتنفتها والشوائب التي عكرت صفوها والمعوقات التي أعترضتها ، فالمواطن العراقي رغم مرارته بتأخير الخدمات وعملية الأعمار البطيئة ورغم هشاشة الوضع الأمني في بعض المناطق إلا أنه قد شعر شعوراً غامراً بأنه يعيش حراً ، وأن بأستطاعته أن يعبرعن رأيه في كل مكان وزمان ،وينتقد المسؤولين ويشخص أخطاء الحكومة ويطالب بالمزيد من الحريات والمكاسب المدنية ، وهذه ماكانت تحصل لو لم تكن الديمقراطية الجديدة قد لمسها المواطن العراقي فعلاً في كل مواقع حياته اليومية ..
|