بغداد ـ الدستور

اختتم مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه أعماله في العاصمة بغداد، مخرجاً بحزمة من التوصيات الاستراتيجية التي تهدف إلى معالجة أزمة شح المياه والتصدي لتداعيات التغيرات المناخية في العراق والمنطقة.المؤتمر، الذي شهد مشاركة واسعة من الخبراء والمسؤولين الدوليين والإقليميين، شدد على ضرورة تضافر الجهود لضمان الأمن المائي، باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية.وكانت أبرز التوصيات:مبادرة "مياهنا مستقبلنا": تبنت وزارة الموارد المائية العراقية المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء تحت عنوان "حماية نهري دجلة والفرات"، مؤكدة التزام العراق بتأمين حقوقه المائية.إدانة العدوان على غزة: لم يغفل المؤتمر التعبير عن بالغ القلق والإدانة الشديدة لما يتعرض له المدنيون في قطاع غزة، في لفتة إنسانية تعكس حساسية القضية الفلسطينية لدى المشاركين.تعزيز التعاون الإقليمي: دعت التوصيات إلى تعزيز التعاون الإقليمي في إطار الإدارة المتكاملة للموارد المائية المشتركة، في ظل حقيقة أن معظم الأنهار الرئيسية في العراق تنبع من دول الجوار.مركز معلومات إقليمي: أكد المؤتمر على أهمية إنشاء مركز معلومات إقليمي لتبادل البيانات المناخية والهيدرولوجية، ما يسهم في اتخاذ قرارات مستنيرة لمواجهة التحديات المائية المشتركة.تمويل المشاريع الذكية: شددت التوصيات على ضرورة تأسيس منصات تمويل وطنية ودولية متخصصة في دعم مشاريع المياه الذكية، التي تعتمد على التقنيات الحديثة لترشيد الاستهلاك وتحسين الإدارة.دمج الاقتصاد الدائري: دعا المؤتمر إلى دمج شبكات المياه والصرف الصحي في الريف ضمن منظومة الاقتصاد الدائري، بهدف تعزيز الاستدامة وإعادة استخدام الموارد.الذكاء الاصطناعي أداة استراتيجية: أكدت التوصيات على ضرورة اعتماد الذكاء الاصطناعي كأداة وطنية استراتيجية لإدارة الموارد المائية، بما يسهم في التنبؤ والتحليل وتحسين كفاءة الاستخدام.توطين تقنيات الاستشعار: شجع المؤتمر على توطين تقنيات الاستشعار الذكي من خلال دعم تصنيع أجهزة محلية منخفضة التكلفة وعالية المتانة، لتعزيز القدرات الوطنية في مراقبة المياه.خرائط الهشاشة المائية: أوصى المؤتمر بإعداد خرائط تفاعلية تُحدَّث دورياً لمناطق الهشاشة المائية، لتحديد المناطق الأكثر عرضة لنقص المياه ووضع خطط استجابة فعالة.إعادة تعريف الجفاف: اقترح المؤتمر إعادة تعريف الجفاف كظاهرة بنيوية مستدامة ترتبط بالنظم البيئية والمناخية والاقتصادية، مما يتطلب مقاربة شاملة ومتكاملة للتعامل معه.دعم الأبحاث التطبيقية: شجع المؤتمر على دعم الأبحاث التطبيقية في مجال الزراعة في البيئات الهشة، بهدف تطوير سلالات ونظم زراعية تتكيف مع شح المياه.تمكين المرأة والشباب: أكدت التوصيات على أهمية دعم مشاريع المرأة الريفية والأهوارية ومشاريع الشباب في مجال إدارة المياه، إيماناً بدورهم المحوري في التنمية المستدامة.ثقافة المياه في المناهج: دعا المؤتمر وزارة التربية إلى ترسيخ ثقافة المياه في المناهج التربوية، لغرس الوعي بأهمية ترشيد استهلاك المياه لدى الأجيال الجديدة.إصلاح مؤسسي وتشريعي: شددت التوصيات على ضرورة وضع استراتيجية شاملة للإصلاح المؤسسي والتشريعي في مختلف قطاعات المياه، لضمان إدارة فعالة ومستدامة.توثيق التجارب: دعا المؤتمر إلى إعداد دليل وطني لتوثيق التجارب الناجحة في مجال إدارة المياه، للاستفادة منها وتبادل الخبرات على المستويين الوطني والإقليمي.تأتي هذه التوصيات في وقت يواجه فيه العراق تحديات مائية غير مسبوقة، جراء التغيرات المناخية وتناقص حصصه المائية من دول المنبع. ويأمل مراقبون أن تسهم هذه التوصيات في رسم خارطة طريق لمستقبل مائي أكثر استدامة للعراق والمنطقة. فيما أكد وزير الموارد المائية، عون ذياب التزام الوزارة بمتابعة نتائج مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه.وقال ذياب في كلمة خلال ختام مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه ومؤتمر الري الدقيق:إن " أهمية هذين المؤتمرين لا تكمن فقط في التوصيات والمخرجات التي توصلنا إليها بل في الالتزام والسعي نحو إيجاد حلول عملية وفاعلة".وأضاف، أن" المياه ليست مجرد مورد بل صلة تجمع بين الشعوب وتُذكّرنا بأن التعاون هو السبيل الوحيد لضمان مستقبلٍ آمن ومشرق"، موضحا أن"ما ناقشناه في هذا المؤتمر من أفكار وتوصيات هو بدايةٌ لطريق طويل يتطلب جهداً متواصلاً وإرادة حقيقية لتحويل هذه الرؤى إلى واقع ملموس".وأكد أن "وزارة الموارد المائية بدعم الحكومة العراقية وقيادة رئيس الوزراء ملتزمة بمتابعة نتائج هذا المؤتمر، وترجمة توصياته إلى مشاريع وسياسات"، مشيرا الى ان" الوزارة ملتزمة بالمضي ايضاً بتنفيذ المبادرة التي اطلقها رئيس الوزراء وسوف نسعى لتحقيق ما تبنته من أهداف ومنطلقات".ودعا ذياب" جميع دول المنطقة والعالم لتعزيز التعاون البناء في إدارة الموارد المائية المشتركة".