النـص : اصبح المسرح الحديث يعتمد في صياغة اشكاله الجماليه على معطيات التقنية وما تضفيه من ابداعات سواء الشكل العام او لاغناء المشهدية والافعال التعبيرية من خلال ما تختزنه الصور من شفرات مرئية او صوتية
فالتقنيات الرقمية ودورها في تحديث الأساليب
مع التطورات التي تشهدها حياتنا المعاصرة لاسبما ما جاءت به الثورة المعلوماتية والاتصالية وما نجم عنها من معطيات تطبيقية وابتكارات متجددة لاجهزة ووسائط اتصالية متنوعة انعكست على واقع حياتنا حيث جعلت العالم اكثر تقاربًا وانفتاحا اذ يسرت التواصل مع الآخر رغم بعد المسافات بسرعة فائقة وبذلك الغت الحدود الزمكانية واصبح تبادل الاخبار يتم بكل سهولة ويسر كما ان التقنيات الحديثة لم تقتصر على جانب دون اخر بل طالت مختلف الجوانب وكان نصيب الفنون منها كبيرا لاسيما الفن المسرحي الذي يعد من الفنون الشاملة التي تتضمن عديد العناصر التقنية منها كالإضاءة والمؤثرات الصوتية والموسيقية الى جانب استثمار الصور والأفلام في البنية المشهدية التي يصوغها المخرج وفقا لرؤيته الاخراجية وهنا اصبح للتقنيات الحديثة دورها الفاعل في تغيير النمط الاسلوبي للإخراج وأصبحت عملية التحول من النص الى العرض لا تخضع لما مدون في النص من حوار وكلمات بل ان الجانب البصري وبناء الفضاء اخذ يستمد من خلال التوظيف التقني وكيفية استثمارها لما يضفي مزيدا من الشفرات المرئية والسمعية والحركية وهذا ما يعزز انتاج المزيد من الدلالات وتحقيق ما يصبو اليه الإخراج عبر معالجاته الفنية وامام هذا المد التقني يا ترى كيف انعكس ذلك في تحديث الأساليب الاخراجية في الفضاءات المسرحية وهل استطاع المخرجون من استيعاب معطيات هذه التقنية في تجسيد رؤى تتناسب ومستوى اداء هذه التقنيات ام مازالت هذه التوظيفات قاصرة او تستثمر بحدود بسيطة ومألوفه في مسرحنا خلافا لما تقدمه مسارح للبلدان المتقدمة في هذا المضمار
لقد بات هذا الامر يشكل منعطفا ليس في مجال المسرح وعروضه بل ينبغي ان تنعكس معطياته في مختلف جوانب حياتنا لا سيما في ما يتعلق بتيسير حياة الانسان وتسهيل عوامل الاتصال والبحث والدراسات كي ندرك اهمية ذلك محاولين مواكبة التقدم العلمي والتقني لمواجهة كل الازمات والتعبير عنها بما يتفق وعصرنا التكنوالكتروني وليس بالاشكال والافكار التقليدية القديمة التي اصبحت اليوم في عداد الماضي الذي لا يمكن ان يتوائم مع متطلبات الحياة المعاصرة ومنها الفن المسرحي الذي ظل خالدا ومنافسا لكل مستجدات الحداثة لانه يستهدف الانسان لتكون حياته دائما افضل .
|