
![]() |
الإعلام الأصفر وتظليل العقل الجمعي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
في خضمّ الضجيج الإعلامي الموجَّه، وفي ظلّ حملات التظليل والتشويه الممنهجة للعقل الجمعي، تبرز حقيقة مرّة يُراد طمسها: أن المكون الشيعي العراقي – بكل ما قدّمه من تضحيات ودماء لحماية العراق من السقوط والتقسيم والإرهاب – يُقدَّم اليوم ككبش فداء سياسي، ويُحمّل وحده أوزار الدولة، في مشهد تضليلي يسوّق الانهيار كأنه “فشل شيعي” وليس نتيجة شراكة وطنية هشّة، مشوبة بالخيانات، والتواطؤ، والصفقات العابرة للحدود.يتم تضخيم كل خطأ داخل الإطار التنسيقي، وتُضرب الرموز الشيعية بسياط الإعلام الأصفر، بينما تُمرر أخطاء جسيمة – وجرائم أحياناً – ارتكبها شركاء آخرون في العملية السياسية، دون ذكر أو حساب أو مساءلة.في هذا الخطاب، نكشف اللعبة الكبرى، ونضع أمام جمهورنا الحقائق كما هي، بلا رتوش، بلا مجاملات، وبلا خوف من أن نقول: نحن لسنا وحدنا من حكم، ولسنا وحدنا من أخطأ، لكننا وحدنا من يُراد تصفيته سياسياً ومعنوياً وشعبياً.فإلى كل عراقي حر، وإلى جماهير المكون الأصيل: كونوا على وعي… فالمعركة ليست ضد الفساد فقط، بل ضد وجودكم نفسه.إلى جمهورنا الصادق: لا تصدقوا غبار الإعلام المضلل… فالمعركة أخطر مما تبدو أيها العراقيون الشرفاء من أبناء شعبنا العزيز عامة، وجماهير المكون الشيعي خاصة، لقد بات واضحاً أن هناك آلة إعلامية موجهة وممنهجة تستهدف ما تبقى من ثقة الناس بالنظام السياسي العراقي، لكنها لا تهاجم الجميع، بل تركّز سهامها وسُمَّها على طرف واحد فقط: هيد القوى السياسية الشيعية، وتحديداً القيادات الفاعلة داخل الإطار التنسيقي.يتحدثون عن “فساد النظام” وكأن العراق تُحكمه جهة واحدة منذ 2003! وكأن الإخوة من الكرد أو السنة لم يكونوا جزءاً أصيلاً من العملية السياسية، ولم يتولوا وزارات سيادية ومناسب في الدولة العراقية من درجات خاصة أو محافظات إدارية أو ملفات اقتصادية وأمنية!أين النقد الجاد لأخطاء فادحة ارتكبتها أطراف سياسية معروفة من غير المكون الشيعي؟ لماذا لا يُسمح بذكر فساد بعض الشخصيات السنية أو الكردية، أو اختراقاتهم الأمنية والمالية والإدارية، أو تهريبهم للنفط والمنافذ والحدود؟ لماذا لا تجرؤ أغلب البرامج السياسية المهلهلة في قناة Utv او قنوات اخرى مهمة الاقتراب من هذه الملفات؟الجواب واضح: لأن المطلوب هو شيطنة المكون الشيعي فقط، وتحميله كل أوزار العملية السياسية، تمهيداً لكسر شوكته، وإنهاء تأثيره، وإعادة تشكيل النظام على أسس جديدة تُقصيه أو تُضعفه إلى أقصى حد.
الإعلام المعادي يبحث عن انقلاب ناعم
من يتابع بعض القنوات الصفراء العراقية والعربية الموجه للرأي العام العراقي، سيجد أنها لا تبث أخباراً بل تحرّض على وعي الناس، وتبث رسائل مسمومة تحت عناوين “الاحتجاج”، أو “محاسبة الطبقة السياسية”، لكنها لا تتعامل بعدالة مع كل الأطراف، ولا تملك شجاعة فتح ملفات شركاء الشيعة في الحكم.هذه القنوات ليست مؤسسات إعلامية مهنية ناقلة للحقيقة، بل هي مراكز عمليات سياسية وغرف تخطيط تحمل اجندات سياسية خارجية لخلط الأوراق، وإرباك الشارع، وكسر النفس الجمعي للمكون الشيعي، بعد أن أصبح هذا المكون هو حائط الصد الأخير أمام مشاريع الانهيار الكامل للدولة العراقية، ومشاريع التقسيم الناعمة تحت عناوين الحكم الذاتي أو الفيدرالية المنفلتة أو “تحرير المحافظات”.
رسالة إلى جمهورنا الصادق
الى جمهورنا الواعي، نحن لا ندافع عن فساد أي جهة، فكل من سرق أو تلاعب أو أساء للشعب يجب أن يُحاسب. ولكننا نرفض أن تُحمَّل جهة واحدة دون غيرها كل فشل الدولة، بينما يُبرّأ الآخرون، بل يُقدَّمون إعلامياً كمنقذين للشعب العراقي أو ضحايا المكون الشيعي ! العملية السياسية العراقية منذ 2003، تعتمد في تأسيسها وبناءها على شراكة سياسية متعددة ولا يمكن الحديث عن فشلها دون تحميل الجميع المسؤولية، وبالقدر نفسه من الجرأة. عودوا إلى الوراء، وانظروا إلى من سلّم الموصل؟ ومن ساعد على تسلل الإرهاب إلى المدن؟ ومن فاوض وبايع داعش تحت الطاولة؟ ومن اصبح حاضنة للزرقاوي وأبو بكر البغدادى، ومن قتل اولادكم بمشاهد دامية في قصر ابن العوجة؟ ومن استثمر في معاناة الشعب؟ ومن كان يحرق النفط ويهرّب العملة ويقايض بالحدود؟كل ذلك معروف للقاصي والداني، لكن الإعلام الموجَّه يريد أن يُظهر المشهد كما لو أن الشيعة فقط من يحكم، ويخفق، ويسقط.
لا تسقطوا في فخ الإسقاط
كونوا واعين، فالمعركة القادمة ليست فقط على المقاعد والبرلمان، بل على وعيكم، وعلى انتمائكم، وعلى ثقتكم بأنفسكم كمكون هو الأوسع والأهم والأكثر تضحية في تاريخ العراق الحديث.لا تتركوا الشاشات المأجورة تعيد تشكيل عقولكم، وتتحكم بوعيكم، ولا تسمحوا بإعادة كتابة التاريخ بطريقة مقلوبة، لأن ما يُراد منكم هو أن تتبرؤوا من أنفسكم، ومن قادتكم، ومن تجربتكم، وأن تصبحوا مجرد تابع ساكت في دولة يخطط لها غيركم.كونوا على قدر المسؤولية في هذه المرحلة. دافعوا عن أنفسهم و وجودكم وحقيقتكم. وساندوا كل مشروع وطني يسعى لإصلاح حقيقي من داخل البيت، لا من خلال الهدم والتسقيط والتشويه.
|
المشـاهدات 175 تاريخ الإضافـة 31/05/2025 رقم المحتوى 63511 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |