
![]() |
في مجلس آل مطر الثقافي إشكالية الصراع بين حكام العراق ورجال الدين |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
محمد رشيد الدفاعي
أقيمت في مجلس آل مطر الثقافي محاضرة بعنوان ( إشكالية الصراع بين حكام العراق ورجال الدين ) للدكتور نديم الجابري ، أدارها الأستاذ عادل العرداوي . تحدث الدكتور الجابري عن هذه الإشكالية والذي نتج عنها تأليفه كتاب يضم ( ٩٠٧ ) صفحة حمل نفس عنوان المحاضرة أعلاه. الكتاب مكمل لكتابه السابق ( العراق أول دولة في التأريخ ) وبعد كثرة الهجمات الشرسة على الدولة العراقية وقيل عن العراق على أنه دولة !!مصطنعة !! منذ سنة ١٩٨٩ صعوداً ، لكن هذا الكتاب جاء للرد على كل هذه الاتجاهات التي تشكك بشرعية الدولة العراقية إذ قيل ومن باب الاستهانة بأن البرطانيين جائوا ليجمعوا الطوائف العراقية وعملوا منهم دولة شكلية !! وجاء الأثبات من خلال كتاب الدكتور الجابري مفنداً تلك الأقاويل ، والدليل أن الدولة العراقية الحديثة أنتزعت من البريطانيين ولم توهب منها وأثبت المؤلف أن مفهوم الدولة أنتج في العراق ، وأن العراق علم الناس كيف تؤسس دولة . من جانب آخر أشار الجابري بأن العراق دولة متواصلة وليس متقطعة رغم أن الاحتلالات قد تسلب السيادة لكن لاتلغي الدولة . وأن تعثرات الدولة التي تحصل بين الحين والآخر يعود لأسباب ومشاكل رافقت الدولة العراقية منذ سبعة آلاف سنة وحتى اليوم وهي الصراع بين حكام العراق ورجال الدين وتعد أكثر مشكلة تسببت في تلكؤ مسيرة الدولة العراقية ، ومن هذه التعثرات كانت سنة ( ٥٣٩ ) قبل الميلاد التي شهدت سقوط العراق بيد الفرس الأخمينيين والذي انتهى من خلالها الحكم الوطني العراقي وبدأت حقبة الاحتلالات وفي هذه الفترة شهدت صراع بين الحكام ورجال الدين الذين كانوا في داخل العراق عدداً من اليهود يحرضون كهنة بابل وبالتالي صار الفرس الأخمينيين والحاخامات اليهود في فلسطين وكهنة بابل هم الذين تواطئوا على إسقاط الدولة العراقية وحتى سنة ٢٠٠٣ حصل نفس السيناريو بين حكام العراق ورجال الدين حيث انتقل هذا الصراع من الطابع المحلي الى الإقليمي حتى تحول هذا الصراع خارجياً عندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية !! فيما أشار الدكتور الجابري أن الصراع في أوربا شهد هدوءاً بين الكنيسة والحكام ، لكن في العراق لازال مستمر .وذكر عبر مصادر كثيرة أن سبب هذا الصراع يعبر عن مشكلة طائفية في العراق . وأكد أن الطائفية ظهرت بشكل خفيف وليس صارخ في عهد الرئيس العراقي الأسبق عبدالسلام عارف . وفي عهدي سرجون الأكدي وحمورابي تم تهميش رجال المعبد لأن كان لديهم مشاريع بناء دولة وبذلك استطاعوا أن يؤسسون امبراطوريات ودول قوية ، أما آشور بانيبال ونبوخذ نصر الثاني استخدموا طريقة آخرى بحيث اصبح الملك والكاهن الأعظم في آن واحد ونجحوا في تأسيس دول أقوى من السابق . واكد أن النظام في العراق الحديث مشكلة الصراع فيه تتجدد بسرعة وبدأت بين النظام الملكي ورجال الدين خاصةً سنة ١٩٢٢ بعد المعاهدة العراقية البريطانية . وأضاف الجابري أن من أهم الصراعات كانت في الحكم الجمهوري في عهد عبدالكريم قاسم لأن رجال الدين كانوا يرفضون تحالف عبدالكريم قاسم مع الشيوعيين إضافة الى نزعته الثورية . فيما تحدث عن زمن الرئيس العراقي الأسبق عبدالرحمن عارف واصفاً حكمه بالنزاهة إذ لايوجد أي شبهات فساد إطلاقاً وكان العراق في عهده بمستوى عالِ من النزاهة. أما مرحلة حكم البعث فقد شهدت أقسى حالات العنف المسلح . فيما تناول الصراعات مابعد سنة ٢٠٠٣ التي شهدت دخول رجال الدين الى دفة الحكم . مختتماً بقوله على رجال الدين وحكام العراق عليهم تلافي الأخطاء وعلى رجال الدين أن يتفهون متطلبات إدارة الدولة والكف عن التحدث بإسم الله وعدم حمل السلاح وكذلك على حكام العراق أن يؤسسوا دولة مدنية يتم تداول السلطة فيها بشكل شفاف وديمقراطي والابتعاد عن نموذج الدولة العلمانية التي تعني الفصل بين الدين والدولة ، والأصح أن تكون دولة مدنية تفصل مابين الدين والسياسة وليس الدولة . شهدت جلسة المحاضرة عدة مداخلات واستفسارات أجاب عليها المحاضر بشكل إجمالي . والجدير بالذكر ان هذه الجلسة هي الأولى في مجلس آل مطر الثقافي بعد التعديلات والترميمات التي جرت فيه ليظهر المجلس بحلة جديدة . |
المشـاهدات 40 تاريخ الإضافـة 16/06/2025 رقم المحتوى 63923 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |