
![]() |
حزب على حزبٍ!! |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
الأحزاب في الدول المتطورة لا تطمح إلى السلطة من أجل السلطة , وإنما كوسيلة للتعبير عن أفكارها وبرامحها , وإظهار إجتهاد عقول مفكريها في تقديم الأفضل لحاضر الوطن ومستقبله.وهي تتنافس فيما بينها لتقديم الأحسن لأبناء البلاد.إن الأحزاب تتكون من أجل تحقيق حاجات تمليها مراحل معينة في حياة الأمم والشعوب , وأهدافها توفير الخير وإستثمار الطاقات وتحقيق الأمنيات , وإطلاق الفرص والمساهمات في مشاريع ذات قيمة للبلاد ولأهلها.الأحزاب برامج للتقدم والقوة والحياة الأفضل , وعندما تتجه إلى غير ذلك , تكون ضارة أكثر منها نافعة , ومدمرة في أحيان كثيرة , عندما تتحول إلى وجود سلطوي إنتفاعي أناني , يمتلك ما لا يحق له إمتلاكه من حقوق الآخرين.وفي القرن العشرين تأكدت حقيقة مؤلمة مفادها , لا يوجد حزب ينفع البلاد لأنه يفكر بإمتلاكها , وإعتبار نفسه الوطني وحسب , والآخرون يقيمون على مقاساته ومعاييره , فأنت وطني على قدر إقترابك من ذلك الحزب المتمكن.فلا يوجد حزب نفع نفسه وأفاد البلاد على مدى العقود الماضية , بل الأحزاب أضرت نفسها والبلاد شعبا ووطنا.من يتابع تأريخ الأحزاب في بلادنا , يكتشف أنها , قد مالت للتفرد وإدعاء إمتلاك الحقيقة والوطنية والمبادئ الجليلة السامية.كما طرحت شعارات وهمية , ودفعت إلى الإنحدار الطغياني والإستبداد الشرس , الذي كلف الشعب أرواح الأبرياء والمآسي والويلات.وما تعايشت أحزاب مع بعضها في تأريخ البلاد , بل دخلت في صراعات دموية منذ إنتهاء العهد الملكي وحتى يومنا هذا.فلم تقدم للإنسان شيئا يدفعه للإعتزاز بالأحزاب السياسية , ويرى فيها طريقا للتقدم والنجاح والتطور , بل أن كل مرحلة يمر بها تزيده إحساسا بأن التكتلات السياسية والأحزاب تتتجه إلى التفرد والإستئثار , وإلغاء الآخر , وفرض نفسها بالقوة والنار , والقتل الغير مبرر , والإغتيالات والخطف والتغييب والصراعات العنيفة ما بين أبناء البلد الواحد.وما أن يصل أي حزب إلى السلطة حتى يفرض مقايسة ومعاييره , التي يحدد بها مَن الوطني ومَن الذي يجب أن يودع في السجن لأسباب سياسية بحتة لا غير.وهكذا ترى الإنقلابات السياسية العسكرية , التي تحقق قبضتها على الحكم , تفرغ السجون لتملأها من جديد بالأبرياء.ولا يوجد في تأريخنا حزب يستحق أن ننظر إليه بعين أخرى , فكلها تلطخت مسيرتها بالدماء والصراعات الأليمة , التي مزقت الشعب الواحد وحوّلته إلى كيانات ومذهبيات وفئويات متصارعة وهي لا تدري ماذا تريد.فالأحزاب لا تعرف ماهي أهدافها , ولا تفهم في الشعارات التي تطرحها , وهمها الأساسي الوصول إلى الحكم , وتحقيق بطشها وغضبها على الشعب من خلال أجهزة الحكم التي تكون بإمرتها.ولا تتحاور , ولا يعترف بعضها بالبعض , ولم يكن لديها مشروع لخدمة البلاد , بل أن إجتهادها كان في سبيل الإيقاع ببعضها البعض , وتسفيه أفكار بعضها البعض , وإعتبار اللامنتمي إليها عدوا ومعارضا , ويستحق الموت والسجون والتعذيب , لأنه قال بغير رأيها ونظر بعين أخرى للحياة.فأحزابنا إحتكارية أنانية فردية سلطوية , وفيها الكثير من الشخصيات التي تتلذذ بتعذيب الإنسان الآخر وإمتهانه وإيداعه السجون , وما أن يستلم أيٌ منها السلطة حتى يكشر عن أنيابه ويتمسك بالكرسي حتى الموت.فهل نحن مقبلين على عهد جديد نمحو فيه من ذاكرة الأجيال , تلك المواقف التحزبية القاسية المؤذية , التي جعلت المواطن يكره السياسة والسياسيين , ويمقت التحزب والحزبية ويبتعد عن الإنتماءات السياسية , لأنها لا تجلب الخير للبلد , وتستدعي الشرور والويلات والثبورات على المنتمي وأهله.فالتحزب والحزبية محنة كبيرة وورطة قاسية يكرهها كل مواطن , وهي تتوطن لا وعينا وتتسيد أعماقنا.وبسبب ذلك يبدو أن المجتمع إتجه إلى تحقيق أكبر عدد منها قياسا إلى عدد نفوسه , لكي يتجنب الويلات التي تجلبها التحزبية , ولكي يقضي على تفرد أي واحد منها في كرسي الحكم المقيت.ولكنه قد حقق فشلا ذريعا , وفقدانا حضاريا كبيرا , ووجد نفسه متوهما بأن الداء هو الدواء , وهذا ما يجري في أي مجتمع تفترسه أفواه النسيان!!
وطنٌ يُردى وشعبٌ حائرُ
واحترابٌ مُستدامٌ جائرُ
ثورةً قالوا وجاؤوا فتنة
وتعالى في رباها الغادرُ
إنقلاباتُ أبادتْ جمعنا
فرّقتنا والعدو الناصرُ |
المشـاهدات 409 تاريخ الإضافـة 22/06/2025 رقم المحتوى 64141 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |