أبيض

الكتابة بحرص عن توجهات القنوات الفضائية وطبيعة برامجها وأهدافها المعلنة والمخفية , تعدّ قضية مهمة لأنها ترصد الجوانب الإعلامية وطبيعة رسالتها الثقافية والاجتماعية , لأن البرامج التي قد تحصل على مشاهدة متواصلة من جمهور كبير , تستطيع أن تؤثر على توجهات هذا الجمهور , وبالتالي تكون عملية رصدها ومتابعتها ضرورة من ضروريات بناء المجتمع بناء سليما , وعدم تعرّض أبنائه إلى تشويش فكري وإرباك في علاقاته الاجتماعية , وقد لاحظنا عددا من الاشارات والكتابات التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي حول الأهداف والتوجهات التي تسلكها بعض البرامج في عدد من الفضائيات وهذه المتابعة وهذا الانتقاد يكون منبها , وموضحا لأمور قد تكون غير مرصودة من قبل المشاهد وبالتالي يقع تحت تخدير توجهاتها , وهنا يكمن الخطر .

أسود

رغم الأهمية التي تنطوي عليها متابعة ومراقبة برامج بعض القنوات الفضائية , على اعتبار أن لها أهدافا إعلامية غير بريئة وتترك آثارا سلبية في المتلقي وفي المجتمع بعمومه , لأن البرامج تعمل على طريقة الطرح المقبول السلس من قبل مروّجي هذه البرامج وفق قاعدة " أن الدبلوماسية هي اللعبة التي تبدأ بالمزاح وتنتهي بالدم " فالطرح كوميدي محبب والموضوعات في ظاهرها تبدو ذات صبغة إنسانية عامة , وهي تتناول هموم الفرد ومعاناته , لكنها في الواقع تهدف إلى أهداف أبعد وأكثر خطورة , نعم , نحن مع تنوير المشاهد , واطلاعه على البعد السلبي في هذه البرامج , ولكن ليس إلى حدّ المبالغة وافتعال قضايا بعيدة عن حس التنافس الإعلامي المشروع , فببعض الفضائيات التي فشلت في استقطاب جمهور واسع , تحاول أن تروّج لقضايا لا أساس لها ضد برامج القنوات الناجحة , وهذا أمر مرفوض.