
![]() |
زوايا المثلث وحياة العائلة "روايات نجيب محفوظ إنموذجا" |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : داود سلمان الشويلي في حياتنا العامة هناك أمور قد وجدت في الطبيعة، ومنها، دون تدخل البشر، زوايا المثلث التي مقدارها 180 درجة، والأمر نفسه يحدث للبشر أيضا عند إقتران المرأة بالرجل عند الزواج، وولادة الأبناء. فعند إقتران رجل، بامرأة، تكون العلاقة بينهما كعلاقة زاوية على خط مستقيم، وقيمتها تساوي 180 درجة. وحين يكون لهما طفلا تخرج من هذه الزاوية زاوية أخرى ذات قيمة معينة تبدأ من أقل من 1 درجة حتى تصل إلى أكبر قيمة لها، ومن ثم تنمحي زاويتي الأب، والأم، فتصبح زاوية الابن زاوية خط مستقيم، وهي الرئيسية، وهذا يحدث عند مماتهما، وتعاد الكرّة مرة أخرى لتمرّ بالمراحل ذاتها التي مرت بها سابقتها. إن اختيار الذكر من مواليد الآباء جاء لكونهم في العائلة الشرقية، والعربية خاصة، والاسلامية على وجه الخصوص، هو القائم بأعمال البيت كافة، والمسؤول الأوّل، والأخير، فيه حتى انه يتحكم بمصير أخواته من الأناث. واختيار المثلث، وزواياه، للقارنة مع العائلة، على فرض ان العائلة البسيطة تتكون من أب، وأم، وابن، ستنتج منها مقارنة ظريفة، وفي الوقت نفسه هي مقارنة ذات فائدة كبيرة في دراسة العائلة في النصوص الروائية، والقصصية، للكتّاب أجمعهم، وللكاتب النوبلي نجيب محفوظ خاصة. تناول الكاتب محفوظ في جل رواياته العائلة المصرية من أبناء مدينة القاهرة، والساكنة في حاراتها القديمة التي تعود إلى الفترة الفاطمية، وهذه العوائل هي من الطبقة الوسطى في المجتمع القاهري. والعائلة هذه يبرز فيها دور الأب أولا، ومن ثم دور الأم الذي يأتي في المرتبة الثانية، ومن بعده دور الابن الأكبر. وفي أغلب روايات الكاتب يقوم هذا الابن بلعب الدور الأساسي في العائلة بعد انتهاء دور الأب فيها لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا لانها لا تفيد الدراسة بشيء. أمام الدراسة مثلث، وقيم زواياه المتغيرة، والتي تساوي 180 درجة مهما صغرت أو كبرت، ونصوص روائية لنجيب محفوظ من مثل رواية "خان الخليلي". أما رواية الثلاثية فقد أبعدت عن هذه الدراسة لأن الأب أحمد عبد الجواد ظل إلى النهاية، وهو يلعب الدور المسيطر، والمهيمن، على العائلة. وكذلك رواية "بداية ونهاية" التي تأخذ زمام السيطرة فيها الأم دون أن يبرز أحد من أولادها ليلعب دور المسيطر، والمهيمن. وأيضا رواية "السراب" التي تظل الأم هي المسيطرة، والمهيمنة، على البيت، وابنها، حتى تموت دون أن يبرز الابن "كامل" كمسيطر، ومهيمن، على عائلته. ورواية "الكرنك" التي لعبت دور المسيطرة، والمهيمنة، فيها الأم، إذ نجد أم زينب ذياب (هي القوة الحقيقية في الأسرة أما الأب فكان يكدح نهاره نظير قروش ما يلبث أن يبددها في خمارة البوظة)، وهي (أشبه برجلٍ خشن.) ص61. *** - رواية "خان الخليلي": * ملخص الرواية: (في قلب القاهرة، في أحد أحيائها الشعبية العريقة، حي خان الخليلي الذي كان مَلاذًا لأسرة «أحمد أفندي عاكف» بعد قرارهم الهجرةَ من حي السكاكيني بسبب غارات الحرب العالمية الثانية عليه؛ دارت أحداثٌ كثيرة تفاعَلت فيها الأسرة مع الحي وسُكانه، من خلال شخصية «أحمد أفندي عاكف»، الذي لم يَستطِع الالتحاقَ بكلية الحقوق بسببِ فصل أبيه من وظيفته، ليصبح هو عائلَ الأسرة، فيحصل على وظيفة من الدرجة الثامنة، ويلجأ إلى الكتب التي أصبحت عالَمه، ويميل قلبه إلى جارته «نوال»، لكنه لم يتَّخذ خطوةً في سبيل هذا الميل؛ وعندئذٍ يعود أخوه «رشدي» الأكثر شبابًا وعُنفوانًا، ويقع في قصة حب معها، ويُقرِّران الزواج، لكنَّ إصابته بمرض السُّل تدفع أسرتَها إلى إجبارها على البُعد عنه، وتنتهي الأحداث بموته، ورحيل الأسرة إلى حي الزيتون)( خان الخليلي – نجيب محفوظ – مؤسسة هنداوي للنشر). *** في هذه الرواية التي تتماثل مع المثلث نجد الأب، والأم، يشكلان بارتباطهما بالزواج زاوية قيمتها 180 درجة أي انها زاوية خط مستقيم، وعندما يأتي ولدهما "أحمد عاكف" للحياة فانه - بتقدم الزمن به - شيئا فشيئا، ينشيء زاوية له في المثلث تبدأ من أقل من درجة واحدة حتى تصل إلى قيمة 90 درجة عندما يتوظف فيتساوى مع والديه، فكانت زاويتهما متساويتين، وكل زاوية تساوي 45 درجة، أو كانتا غير متساويتين إلا انهما يظلان بقيمة 90 درجة. وعندما يحمل أعباء اعالة العائلة عن كاهل أبيه تكبر قيمة زاويته إلى أكثر من 90 درجة حتى تصل إلى أعلى قيمة لها فتقل زاوية الأبوين، وعند مماتهما تنمحي لتعود زاوية أحمد إلى القيمة القصوى، وهي قيمة زاوية الخط المستقيم إن كان يرتبط بإمرأة أو دون الإرتباط. ***
|
المشـاهدات 20 تاريخ الإضافـة 09/07/2025 رقم المحتوى 64628 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |