الخميس 2025/7/10 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
نيوز بار
قراءة في كتاب مرايا النخل والصحراء..... د. عبد العزيز المقالح
قراءة في كتاب مرايا النخل والصحراء..... د. عبد العزيز المقالح
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

.علي إبراهيم عبود.....

البصرة أيلول/ ٢٠٢٠

اتاحت شبكات التواصل الإجتماعيّ نشر الكثير من النتاجات الثقافيّة، والأدبيّة، والعالمية نقرأ نصوصاًمن ارجاء الوطن، والعالم. ومع ذلك فقد ارتأيت أنْ اطلّع من مكتبتي على كتاب مرايا النخل والصحراء؛ وهو قراءات لنصوص شعراء من الجزيرة والخليج للدكتور اليمنيّ عبد العزيز المقالح؛ والصادر عن مجلة دبي الثقافيّة شباط ٢٠١١/الإصدار ٤٥ دار الصدى للطباعة.

وجاءت الأحداث المتسارعة في تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل لتلقي بظِلالها على مستقبل الثقافة العربيّة؛ وعلى النواحي السّلبيّة لتلك النتائج المتسّرعة، ولكّن هذا لا يلغي الوقفة الادبيّة عند شاعر الإمارات الراحل حبيب الصايغ مِن اتفاقيّات كامب ديفيد كما يشير المؤلف"اصدرالصايغ ديوان" هنا بار بني عبس - الدّعوة عامّة-" في أعقاب تلك الإتفاقيّة؛ وما تركته في الواقع العربيّ من خلافات جذريّة، وإنقسامات حاسمةٍ. وإنّ كتابته خلت مِن المباشرةِ والنزف المحلي "ويؤكد المؤلف على اثرها" وإنْ كانت قد اصابتْ كبد الحقيقة "

حنيني إليك يوجهّني

نحو دار بني عبس

حيث المروءة تلقى الرجال

وحيث الرجال الرجال

تظليّن ياعبلُ

ينحسر الموج

عن مقلة الكون./ص٢٨

واليوم بعد رحيل الشاعر الصايغ مَنْ سيضطلّع بمهمة الشّعر في مواجهةالتطبيع مِنْ شعراء الإمارات العربيّة.

وصورة أُخرى للّشاعر السّعوديّ علي الأمير، يقول المؤلف "وهو يرى الوطن العربيّ باكمله مسرحاًللغزاة، فقد جعل الشّاعر مِنْ شِعره الذّي يرتقي إلى سخونة اللحظة مع الأبعاد السّياسة، ورمزاً للحريّة والإنعتاق."

كنتُ واعدته

أن نخافَ معاً

ثُمّ واعدني

أنْ يخون غداً موعدي

فحزنتُ لمقتلهِ.....

وإبتهجنا/ص١٣٦.

ونص آخر له /كان يقول تاّهب /وكنت اقولُ تأّدب /فاذهلني /حيث دوّى الرصاص /وعُدتُ/ص١٣٦.

وعن سؤال الحرّية تبثُ الشّاعرة السّعوديّة زينب حنفي مواجعها.

سألتُ يوماً معلمتي

عن معنى الحريّة

امرتني أنْ أُحسنَ الكلام

وأنْ لا اتخّطى حدود الأدب. ص١٣٩

أمّا الشّاعر العُماني سعيد الدّارودي، فيصورّ عند د. المقال "ما يعاني منه أبناء الأمّة بعد أنْ كانوا استرجعوا استقلالهم، ولكنْ تجربتهم الطويلة مع الإنحناء والركوع للآخر أصبحتْ جزءاَ لا يتجزّأ مِن طبيعتهم"

تنحني......

الجموع الخائفة

حين تأتي العاصفة

ويزيد العصف فيها ويطول

غير إنّ العصف مِن ثمّ يزول

ويظلّ الإنحناء. /ص١٦٥

ونترك الهمّ السّياسي رغم قلّته منْ خلال ثمانية وأربعين شاعراً، وشاعرة مِن إختيار المؤلّف لندخل إلى وقفات ادبيّة جميلة يشير إليها د. المقالح "هو غرابة العناوين وطولها" كما عند الشّاعر محمّد عبد الوهاب الشّيبانيّ مِن اليمن وعنوانه"اوسع مِنْ شارع واضيق مِنْ جنيز"، وعنوان "مِن الاغانيّ ما أحزن الأصفهانيّ" للشّاعر اليمنيّ عبد الرحمن فخري. وما يعللّه د. المقالح عن ديوان الشّاعر البحرينيّ على الشّرقاويّ وعنوانه" منْ أوراق ١بن الحوبة ويفسّرها د. المقالح" مِن أوراق ١بن الخطيئة "، وديوان الشّاعر البحرينيّ حسين السّماهيجيّ" نزوات شرقيّة" "وما لم يقله ابو طاهر القرمطيّ"وما عبّر عنهاد. المقالح" التّي تحمل عنواناً غريباً.

وعن صراع القصيدة الجديدة والتّي تفتقد الإيقاع من عنوان" "مِن الاغاني ّ ما أحزن الاصفهانيّ"للشّعر اليمني عبد الرحمن فخري؛ وهو مِنْ وجهة نظر د. المقالح" تاكيد على إلاّ تدور الاغانيّ في فلك المألوف إلى نمط شِعريّ

يتصادم معَ منطق الحداثةِ. ". او نجد العنوان المزدوج كما يذكر د. المؤلف" يفوق في طولهِ بعض ومضاتهِ عند الشّاعر السّعوديّ عمر بو قاسم وعنوانه" ربطَ حِذاءه في ماء الميناء او نوع آخر مِن البشر. /وومضته" بعض المقاعد تغريك /بالمشي" / ص١٤٤.

وللمرأةدورها في الحياة الثّقافيّة، فقد إختار د. المقالح اربع شاعرات، وقد اختلفت الرّؤى الشِّعريةفي قصائدهنّ فإختارت الشّاعر السّعوديّة والرّوائيّة زينب حنفي رهان الشّعور القومي.

"في حصص التاريخ

قرأنا عن البطولات العنتريّة

ودرسنا الكثير عن الحضارة الانّدلسيّة

وقصص عديدة عن الوحدة العربيّة/١٣٩

او نصّاً عن المرأة /ظِل ١مرأة شرقيّة / الُقى خمار حياتي على وجهي /إذا نطقتُ حروف ١سمك /واغضُّ طرفي /طاوية لوعتي/بينَ طيّات ثوبي /وفي خبايا عقلي/ص١٤٢.

ونص آخر للشّاعرة الكويتيّة سعدية مفرح،والذّي اعتبره د. المقالح "عن محاولة عبثيّة او لاهية ص١٨٩.

كما يحدث دائماَ

أغرق في لجّة الكتابةِ

فانساها

أتوارى من الأوراق

فتنبض مفرداتي.

وشاعرة اليمن سوسن العريفيّ حين عدّ المقالح في شِعرها مسحة صوفيّة" جديد هذا النص يتجلّى في مسحة صوفيّة "

يا ُركناً تضع فيه الدّنيا اوزارها

وتخلع بِساط النقاق

على ارضٍ محايدة

هلاّ ساعدتنا

على أنْ نلملم ما بقى

مِنْ شِتات أنفسنا. /ص٢٤٩

وعن الشّاعرة الرابعة إبتسام المتوكل مِن اليمن يقول د. المقالح"صوت شعري له حضوره المتميّز في الساحة تحمل قدراً مِن الرّفض، والإحتجاج على واقع المرأة".

في الّشارع الذّي لا يفضي

إلأّ إلى نفسه

في برهةٍ نقطع فيها

ما بيني وبينه. /٢٥٧

ويشخّص د. المقالح للجانب الدّيني عند الشّاعر البحرينيّ حسين الّسماهيجي في رسم لوحة معبّرة يقول:" ولعل اكثر اللّوحات عذوبة وإنسياباً في هذه السِّير هي تلك اللّوحة عن سيّد الشّهداء الحسين بن علي عنوان سيّد الخروج.

تخرج الآن من زمن سأرد

في اليباب

تتاّبط الواحك الواجفة

تتلّفت هل كنت في ظِل سدرة.

آبأئك الوالهين إلى الله

أم كنت تركض في الجمر

مرحى لبوحك

مرحى لنوحك. /ص٧٤

ونقف عند الشّاعر عبد الرحمن الشهري الذّي كان شديد التّبرم مِن العنصريّات، ويعبّر د. المقالح :"الشّاعر في ديوانه - سيرة الرّغيف الأسمر- يشّدك بغرابته إلى سيرة الشّاعر الذّي طالع وجهه لاحقاً فوجده اسمر يشبه الرّغيف."

لم تكنْ فاتناً

فلماذا تحاول تغيير لونك بالشَّعر..؟!

هكذا أنت...

اسمر كرغيف اعدتّه امّك

ذات صباح

على الجمر. /ص١٢١

ولا يختلف د. المقالح عن ذِكر قصيدة الومضة، وخصائصها عند الشّاعر عمر بو قاسم مِن ذلك."

بعض المقاعد تغريك /بالمشي"ونص آخر /يوماً إكتشف غياب السّور /عن الحديقة /إندهش مِنْ بقاء الأشجار ".

ونص للشّاعر عيد الحجيليّ" بعدما شربتْ عمره/الكلمات /قِيل مات "ص١٤٩. او نص علي الشّرقاويّ" كلّما زفرت /جملة/في غبار النقاش/فقدتْ عطرها /وردة الإندهاش. ص٥٩؛ ونص آخر له" اُبشّركم /بمن بعدي /بطفلٍ/صوته ضذّي. ص٦٠؛ ومن ذلك نص الشّاعر محّمد جبر الحربيّ :خارج النّافذة /بعض تلّ.. وبعض سماء /هل هي النّافذة /ام هُمْ الأبرياء. ص٨٠.

ويفرد. المقالح في التّناص المتعمّد في إنجازاته الجماليّة والتعبيريّة،" ويجد ذلك في نص الشّاعر سعيد الدّاروديّ مِن عُمان" ص١٦٦

  • ربّةُ البيت. بلا خل ولا زيت
  • عشرُ قراءات. وصوت مُتعب الصوتِ
  • لها ما الحل؟. تقول الحلُّ في الموت

يعبّر د. المقالح على النّص "الأبيات تناص مباشر مع ابيات ساخرة لبشار بن برد. "

ونختم الوقفة بملاحظتين الأولى عن نصيحة الراحل د. زكي نجيب محمود للشعراء "ان يخفّفوا مِن القراءة وألآ يتوسعوا في معارفهم الثقافيّة لأنّ الثقافة العميقة مِن وجهة نظره-عدّو لدود للشعر ١بن الفطرة والتّلقائية -"ويرد المقالح عنها" هذه النّصيحة مِنْ د. زكي نجيب لا تستحّق أنْ نقف عندها إلأّ لكي نحذّر الشّعراء الشّباب مِنْ خطورتها ويوضّح مزايا القراءة للشّاعر./ص٢٤١والثّانية هي التّي تخص د. عبد العزيز المقالح في إشارات له "دأبتُ فيما نشرت من كتابات في مجال النّقد على ألاّ أضع ١سمي في لائحة النُّقاد الرّسميين معلناً بكُل صدق وتواضع أنني أقف أمام النّصوص الشِّعريّةالجيدة، إلاّ موقف القارىء المُحب" ص١٤ ويعني بذلك ترفعه عن اللقب الأدبي . وكذلك نجد عنده مفهوم "الكاتب الاجّد" في عرضه لقصائد الكتاب" وليس الجيد كما اعتدنا ان نقرأه. وآخر ما نجده في ص١٤٥هو رأي د. المقالح عن قصيدة الومضة." لا يمكن تصوّر المبدع العربيّ عند بعض النُّقاد، والدارسين إلا حليف التقليد والإستلاف مِن هؤلاء الآخرين "ويسعى للدفاع عن هذا الجديد في الأدب الومضة والهايكو اليابانيّ. "وفي يقيني الذّي لا يجاريه شكُّ أنّ قصيدة الومضة تجربة عربيّة صِرفة تستجيب لحالة مجتمع مشغول بهمومه الكثار، وكأنّه وجد ضالّته في قصيدة الومضة التّي مِنْ شانها لا تأخذ مِن وقتهِ ووقت القارىء سوى اقل القليل."

والكتاب جدير بالقراءة في معرفة أثر النخل والصحراء على جيل الّشعراء الشّباب حين ينشد الواقع ليغيّر ما يمكن تغييره، لقد حاول د. عبد العزيز المقالح بجهده الأدبي، والثقافي أنْ يفتحَ الكثير مِن مساحات الصحراء والنخيل، والتّي تخفّي وراءها الشّعراء مِن جيل الجزيرة الخليج.

المشـاهدات 40   تاريخ الإضافـة 09/07/2025   رقم المحتوى 64630
أضف تقييـم