الأربعاء 2025/7/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
نيوز بار
القضية الحسينية بين عظمة الرسالة والتضحية في سبيل الله .. وسطحية الترويج ونقد لظاهرة الفاشنستات وأصحاب المحتوى الهابطابنائه وإخوته وأبناء عمومته وأصحابه قرابين إلى الله (عز وجل) من أجل القيم والمبادئ السامية من أجل عفة المرأة وغيرة الرجال من أجل بناء مجتم
القضية الحسينية بين عظمة الرسالة والتضحية في سبيل الله .. وسطحية الترويج ونقد لظاهرة الفاشنستات وأصحاب المحتوى الهابطابنائه وإخوته وأبناء عمومته وأصحابه قرابين إلى الله (عز وجل) من أجل القيم والمبادئ السامية من أجل عفة المرأة وغيرة الرجال من أجل بناء مجتم
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أحمد عبد الصاحب كريم
النـص :

 

 

 

 

تمثل القضية الحسينية واحدة من أعظم صور النهوض ضد الظلم والطغيان، وهي مدرسة متكاملة الاركان في القيم والمبادئ والتضحية في سبيل الحق ، أنها مدرسة الرسالة السماوية التي أرسلها الله عز وجل لتهدي الأمة متمثلة بأعظم إنسان ومعلم عرفته البشرية والخلق أنه الرسول المصطفى محمد (ص) والذي بدء حملة كفاح طويل لهداية الأمة يعاونه ويسير معه في نفس الطريق أخوه توصيل وابن عمه الإمام الحق علي بن أبي طالب (ع) حيث اسسا دولة إسلامية ذات قيم إنسانية تحفظ كرامة الإنسان و تفرق بين الحق والباطل وتحافظ على كرامة المرأة والطفل وحفظت حقوق المسلمين وغير المسلمين بل حتى أعطت حقوق للحيوانات ، وبعد أن توفى الله رسوله الأعظم محمد (ص) انتقل دور الإصلاح والنصيحة والمحافظة على الأمة لاحق الناس لله ورسوله الإمام علي (ع) الذي واجه الكثير من العقبات بدءاً من يوم السقيفة مرورآ بالمارقين والناكثين والقاسطين حتى استشهد في محراب الصلاة ، واستلم راية الإصلاح ابنائه الحسن والحسين (عليهما السلام) ولكن كان لبني أمية حكم خالف وهدم جميع القواعد التي ارساها وثبتها الرسول الأكرم (ص) قاموا بقتل الصحابة والبدريين الخلص والمصلحين أمثال ميثم التمار وارجعوا الاسلام إلى عصر الجاهلية حيث أصبحت القردة في عصر الملعون يزيد تصعد على منابر المساجد و تؤم المسلمين في الصلاة الغانيات والخليفة لا يعرف عدد ركعات صلاة الفجر كونه ينام ويصحى مخمورا ، هذه الأعمال لم تجد من يتصدى لها ويحفظ تعاليم الاسلام التي بدأت بالانهيار تدريجيا سوى الإمام الحسين الذي يمثل امتدادا لجده وأبيه للمحافظة على الاسلام وبدء مسيرة النصح والتنبيه حتى استنفذ جميع الطرق لهداية الأمة الإسلامية وآخر الطرق هو استخدام الصدمة (أشبه بالصدمة الكهربائية) ضحى بنفسه وابنائه أصحابه لكي تستفيق هذه الأمة من سباتها. من هنا نبدأ .. عاشوراء ليست مجرد مناسبة دينية ، بل هي حركة إصلاحية خالدة تستحق أن تُقدّم للأجيال بطريقة تحفظ جوهرها وتسمو بروحها وقدسيتها ، لكن في السنوات الأخيرة وبالأخص هذا العام بدأت بعض الشخصيات التي تُعرف بالفاشنستات وأصحاب المحتوى الهابط على مواقع التواصل الاجتماعي بمحاولة "الاقتراب" من هذه المناسبة العظيمة تحت شعار "المشاركة في الشعائر" أو "نشر الوعي"، لكن بطريقة تتناقض تمامًا مع روح القضية وجوهرها ، من خلال لبس السواد بطريقة أشبه بالترويج لعرض الأزياء والمفاتن و القيام بالطبخ وبعضها بأساليب ساخرة لجلب اللايكات أو الاعجابات إن تحويل زيارة الأربعين أو مواكب العزاء إلى محتوى مفرغ من القيم مليء بالمظاهر و الاستعراضات أو حتى "التسويق الشخصي" يُعدّ إفراغًا للقضية من محتواها الإنساني والديني حين تصبح صورة "اللوك" والملابس ومستحضرات التجميل جزءًا من سرد زيارة الحسين (عليه السلام) فإننا أمام تسطيح خطير لهذه الملحمة الإنسانية الخالدة، وربما هناك أيادي خفية و أجندات لضرب وتشويه القضية الحسينية التي بدأت تنير سماء الحرية وتوعية الشعوب بعدم الخضوع للظلم في جميع انحاء العالم ، نحن لا نرفض مشاركة الجميع في القضية الحسينية بل نرحب بكل من يسير على طريق الحسين بصدق لكننا ننتقد استغلال هذه المناسبة العظيمة من قبل البعض من (الراقصات ، الفاشنستات ، أشباه الرجال الذين يستعرضون بزوجاتهم ، اصحاب المحتويات الهابطة ، مطربي الملاهي) من أجل كسب المتابعين وتحصيل المشاهدات والترويج للذات دون أي التزام حقيقي بفكر الحسين وأهدافه . فالحسين لم يُقتل لأجل "ترند" ولم يقاتل كي يصبح اسمه وسيلة لبناء "جمهور رقمي " ، أنه قتل وقدم ابنائه وإخوته وأبناء عمومته وأصحابه قرابين إلى الله (عز وجل) من أجل القيم والمبادئ السامية من أجل عفة المرأة وغيرة الرجال من أجل بناء مجتمع مؤمن متماسك من أجل بناء أمة إسلامية قوية بأيمانها مؤمنة بقدرتها لا أن تكون خاضعة للطغاة والمستعمرين و المطبعين . الأخطر من ذلك أن هذه الممارسات تساهم في تشويه صورة الشعائر الحسينية أمام الآخرين وتُعطي انطباعًا خاطئًا بأن القضية مجرد طقس اجتماعي أو فرصة للظهور أما شاشات التلفاز والفضائيات و مواقع التواصل الاجتماعي في حين أنها ثورة أخلاقية وإنسانية على الدولة والمؤسسات الدينية والثقافية والأمنية وعلى النخب الواعية أن تقف أمام هذه الظاهرة وقفة جدّية من خلال متابعة هذه البثوث ومحاسبة من يسيء للقضية الحسينية وقدسيتها والقيام بالتوعية والنقد البنّاء وتقديم بدائل إعلامية راقية تعكس حقيقة النهضة الحسينية وتواكب أدوات العصر دون أن تقع في فخ الابتذال أو التسويق السطحي ختامًا ... أن القضية الحسينية أكبر من أن تختزل في صورة "سيلفي" أو قصة "ستوري" ، إنها دعوة مستمرة للإصلاح والصدق والثبات على الحق فلنحذر أن نكون سببًا في تشويهها بدلًا من إحيائها .

 

المشـاهدات 40   تاريخ الإضافـة 09/07/2025   رقم المحتوى 64633
أضف تقييـم