النـص : انتهت امتحانات الدور الثاني في عموم المراحل الدراسية في ظروف لم تكن ميسرة ، وقد عانى خلالها الطلبة والمعلمون وإدارات المدارس بالمراحل ألثلاث ( الابتدائية والمتوسطة والثانوية ) من الأفرازات الطارئة والممارسات السلبية والوافدة وغيرها .. وبالرغم من كل الحالات الاستثنائية وغير الطبيعية التي يعاني منها المواطنون وعدم توفر الخدمات الأساسية الإنسانية ، سيما انقطاع التيار الكهربائي شبه المتواصل استطاع ابناؤنا الطلبة أن يواصلوا أداء الامتحانات ويحقق بعضهم تفوقٱ غير مسبوق في العديد من الدروس إلا في درس واحد أو درسين ، أو بنقص درجة واحدة أو درجتين !!
وبسبب هذا النقص المحرج والضئيل ، اضطروا إلى مواصلة التحضير في لجة ألظروف المرهقة ، وأعادوا الامتحان في الدور الثاني .. ولم يحصل بعضهم على درجة النجاح برغم المحاولات التي بذلوها ، وبالتالي فإنهم سيعيدون عامٱ دراسيٱ كاملٱ .. ولا يخفى ما تعني هذه الإعادة من خسارة في الوقت والجهود والأموال .. وما لها من تأثيرات نفسية واجتماعية على الطلاب أنفسهم وعلى ذويهم ..
وكانت وزارة التربية قد انتبهت إلى هذه المعضلة قبل سنوات ، وعممت توجيهات واضحة وصريحة على كافة المديريات العامة العائدة لها ، لتتجاوز الاحراجات الناجمة عن ظاهرة الدرجات القريبة إلى النجاح ، والتي تشعر الطالب وأهله بالغبن ، وتثير الشك والاتهامات بعدم عدالة التصحيح ، وعدم دقة المصححين في تقويم الإجابات وتحديد الدرجة التي يستحقها الطالب بالفعل ، سواء كان ذلك في الدور الأول أو الثاني ، وأطلقت على هذا النوع من الدرجات صفة ( الحرجة ) ، وهي كذلك بالفعل !!
ومن المعالجات التي أوصت باعتمادها لمساعدة الطلاب في مثل هذه الحالات وإزالة الغبن عنهم ، أضافة عدد من الدرجات إلى درس واحد ولمرة واحدة خلال العام ، لرفع الطالب من الرسوب إلى الإكمال ، أو من الإكمال إلى النجاح .. سيما وإن الطلبة واصلوا تحضيراتهم وأدائهم الامتحاني وسط هذه الظروف القاسية والأجواء الملبدة بالمنغصات والخوف من المجهول .!
وهناك حالات عديدة وإفرازات قد تحصل خلال فترة الامتحانات من جراء الوضع المتأزم بين دول الجوار من جهة والكيان الصهيوني والدول الحليفة معه من جهة أخرى ، وإن على وزارة التربية أن تتدارك الأمر مبكرٱ قبل أن تتفاقم نتائجها وتنعكس سلبٱ على مجمل النظام التربوي وتؤدي إلى مضاعفة حالات التسرب من المدارس ، كما حصل عقب سقوط النظام ودخول القوات المحتلة إلى البلاد قبل أكثر من عقدين مريرين !!
|