الثلاثاء 2025/7/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 41.91 مئويـة
نيوز بار
البيئة والإنسان و الحرارة الخَمسينية
البيئة والإنسان و الحرارة الخَمسينية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مهدي بابان
النـص :

 

 

 

مُنذُ أكثرمن 4 عُقود باتت شُهور صيفِنا  لاهبة خَمسينية !، بِسبب تَهتُك طبقة الغِلاف الجَوي للأرض وإنتشار الغازات الضارة والتي تَخزن الحرارة.أُمَنا الأرض مُنذُ تَواجُدنا عَليها  لأكثر من 300 ألف سنة حَسب تَقديرات بعض الباحثين ، أمَنت لنا مُعطَيات بيئية أتاحت لنا الحياة عليها مِن هواءٍ و ماءٍ وغذاءٍ و مأوى ونار، وأغلِفَةٍ جويةٍ حَمَتنا والأرض مِن الأشعاعات الضارة للشمس، وحبانا الله القدير بِعَقلٍ ساعدنا في تَدبير مُستَلزَمات تَسهيل الحياة اليومية ثُمَ بناء الحَضارات المُتَتالية على مَر العُصور.كما إجتَهدَ الإنسان في إستغلال المُتَوفِرِ من مَصادرالطاقة الطبيعية مِثل الرياح وقوى الحَيوانات والزيوت الطبيعة والفَحم الحَجري وغيرها ، ومع تَطوره بَدَءَ يَستَغل خواص الكيمياء للمواد الطبيعية وأُسس الفيزياء وَ تَمكن من بناء قاعدة قوية لِتطوير سِمات حَضاراته . بَدأت الكوارث الخطيرة على البيئة مع الإنفجار التَقني الذي تَأتى مِن نِتاجات  الثورة الصناعية ، هذه الثورة التي جَلَبت مَعها الكثير من أوجه الرَفاهية وأدوات ساهمت في تَسهيل وتَسريع العَمل ضِمن الحياة اليومية للإنسان ، صاحَبها  إنفجار في أُسس التَطور العلمي ومُستَلزَماته ،  ومع إختراع مُحركات الإحتراق الداخلي التي تَعمل على حَرق الوقود الأُحفوري أي المَنتوجات النَفطية تَم لَمس حالة  التَلوث وخاصةً ضِمن الغِلاف الجَوي، النفط  الذي يُستخرج من باطن الأرض والذي أصبح من أهم مَوارد الإقتصاد للدول الغَنية به مِنها دول الخَليج و العراق الذي بات النفط له نِقمة أكثر مما هو نِعمة ! ، ومع الزيادة في أستخراجه  أنتَشَرَت وسائل النَقل البَحرية والبَرية و من ثُمَ الجَوية ، وَرافَقها أيضاً إنشاء مَحَطات تَوليد الطاقة الكَهربائية العملاقة التي تَستَهلك كميات هائلة من مَصادر الطاقة الأُحفورية ، الغاز الطبيعي ومُشتقات النفط ، وهكذا بَدَأَ الإنسان يَجورُ على البيئة ويُطلق آلاف الأطنان مِنَ الغازات الخَطيرة عليها ضِمنَ غِلافَها الجوي ، مثل " ثاني أكسيد الكاربون (CO2)، والميثان (CH4)، وأُكسيد النيتروز (N2O)، بالإضافة إلى الغازات المفلورة مثل مركبات الكاربون الهيدروفلورية (HFCs) وسُداسي فلوريد الكبريت (SF6). هذهِ الغازات تَحبِسُ الحَرارة في الغِلاف الجَوي وتُساهم في ظاهِرة الاحتِباس الحَراري وتَغير المَناخ." وتُنتَج أغلب هذه الغازات مِن مُخلفات إحتراق المُنتجات النفطية و بَعض التَفاعلات الكيميائية التي تَستخدمها بعض الصِناعات .بَعد عُقود من الأنتِشار الهائل لِوسائل النَقل ومَحطات تَوليد الكهرباء باتَ الوَضع خَطير جداً على الأرض وبيئتها التي تَحتَضِنُنا ، فمنذُ ما يُقارب الخَمسَةَ عُقود بَدأت نَواقيس الخَطر المُحقَق تَدُق في مُختلف أرجاء العالم . وأنا أكتب هذه الأسطر وحَسب مَوقع (Worldometer) وصل وَزن إنبعاثات ثاني أُكسيد الكاربون هذا العام فقط ( 21٬027٬183٬769) (طن) وإن كان الوزن النوعي لهذا الغاز هو 1.977 كجم/م³ كما ورد في موقع ويكيبيديا ، فَلنتَصور حَجم الكُتلة الغازية الهائلة التي دَخلت ضمن الغِلاف الجَوي وتَتَسَبَب بِتَهَتُك أهم طَبقة بهِ وهيَ الأوزون التي تَحمينا والأرض من الأشعة الفَوق بَنَفسَجية الخَطيرة جداَ كما يَقوم ثاني أوكسيد الكاربون بِخزن الحَرارة مما يَرفع دَرجاتها على الأرض . هذا الوَضع الخَطير لاقى تَجاوباً مُباشرأً مِن قبل أغلب الحكومات و دوائرها المَعنية وخاصة ضِمن الدول المُتَقَدمة ، فَتَشَكَلَت مئات المُنَظمات العالمية التي تَعمل جاهدَة لإيجاد حلول دائمة ومُوَقَتة لِإنقاذ البيئة والإنسانية وهناك خطوات كبيرة وواعدة بِهذا الإتجاه وخاصةً مِن خلال تَفعيل نِتاجات التَطور العلمي لإيجاد بَدائل للطاقة الإحفورية ، وتَصميم وسائل نَقل تَعمل على الكهرباء ووقود صديق للبيئة مثل الهايدروجين وإستغلال الرياح وأشعة الشَمس وأمواج البِحار لِتأمين طاقة نَظيفة. المُهم هنا في العراق بإقليمه لا يوجد نَشاط حَثيث لمواجَهة هذا الخَطر سِوى بعض المُحاولات المحدودة .برأيي يَجب أن نَحث الخَطى لِتَغيير الواقع والعراق يَحرق كميات هائلة من الغاز الطبيعي دون الأستِفادةَ منه في أي مَجال ، و يَستَورد كميات هائلة منه لِتأمين الكهرباء ! ،  العراق هو غَني بالطاقة الشَمسية وهي ثَروة ، حيث كل متر مُربع من أرضه يُأمن أكثر من ألف واط والعلم تَمَكن من تسخير خُمس هذه الطاقة مِن خِلال ألواح شَمسية باتت في مُتَناول الكثيرين بعد قرار الحكومة بإقراض مَن يُريد إستخدامَها هنا يَجب على كُل عِراقي أن يَشعر بالمَسؤلية وخاصة المؤهلين وذوو الشهادات بنشر الوعي اللازم لحماية البيئة التي تُأمن لنا مُستَلزَمات الحَياة ، فالعراق وَمُنذ أكثر من ثلاثة عقود يُعاني مِن الجَفاف والتَصَحر والنفط وهو الآن مَصدر إقتصادنا الوحيد تَقريباً سَيَنضَب خلال عُقود قَليلة ، والأمل في الزراعة ، والمَهم تَقييد الزيادة السُكانية والمُحافَضة على نَظافة البيئة .

المشـاهدات 21   تاريخ الإضافـة 15/07/2025   رقم المحتوى 64778
أضف تقييـم