بغداد ـ الدستور

ذكر الفنان التشكيلي العراقي ياسر عامر، إن فن الخزف ليس مجرد فن تطبيقي، بل يعد رؤية تحمل فكرة فلسفية، يمكن من خلالها تجسيد الثقافة المكانية والزمانية، لآفتاً نتمنى أن نجد تشجيعاً لجميع الأعمال اليدوية، كي يتحول الفن إلى لغة يومية، تُحتفى في البيوت والمؤسسات والمجتمع.وقال / أنا أعمل في مجال الخزف والسيراميك الفني، منذ أكثر من عشرة أعوام، وأركز على الأساليب اليدوية التي تمنح القطعة طابعاً روحياً وإنسانياً، يتجاوز الوظيفة المادية، فأستخدم الطين كمادة تعبّر عن القيم والجمال، وأدمج في أعمالي تقنيات البناء اليدوي، والحرق بدرجات حرارة عالية، وتلوين الأكاسيد والطينات الملونة.وأضاف من أبرز أعمالي الفنية: هو (كرسي الزمن)، عمل رمزي يجسّد العلاقة المعقدة بين الإنسان والزمن، من خلال تكوين خزفي يتقاطع فيه شكل الكرسي مع رمز القوقعة، بإشارة إلى السكون والحركة، والذاكرة المتداخلة مع مرور الوقت، وعمل (حين يلتقي دجلة والبوسفور)، وهو قطعة تجريدية توحّد بين بغداد وإسطنبول، في احتفاء بالهوية الثقافية المشتركة، وجسرٍ بصري بين ضفتي الشرق المتوسطي والرافديني، وأيضاً (السارق من العقل)، و (السيد موسيقى)، وهي أعمال تتناول مفاهيم الفكر والوجدان والحرية، بإستخدام تشكيلات رمزية، تعبّر عن الصراع الداخلي والتحرر الإبداعي، وكذلك عمل (حركات اللغة العربية)، وهو خزفي تجريدي يستلهم طاقة التشكيل في الحرف العربي، ويجسّدها بتكوينات حروفية متداخلة، تعبّر عن الديناميكية والبصرية التي تمنح اللغة العربية نُطقها وروحها، هذا وقد أنجزتُ جداريات فنية مستوحاة من العمارة الإسلامية والخط العربي، لتُمثّل روح الشرق وجمالياته البصرية، وتسلّط الضوء على علاقة الحرف بالفضاء، والتراث بالحاضر.وتابع لقد شاركت في العديد من المعارض المحلية والخارجية، أهمها: مشاركتي بمعرض أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، ومعرض السلك الدبلوماسي بعمان، ومعرض "أكسبو حلال"، ومعرض "ترانيم لونية" في إسطنبول بتنظيم Turkish-Arabic Art House، حيث قدّمت أعمالاً نالت إعجاب الحضور، فضلاً عن مشاركتي بمعرض "فن العمارة الإسلامية" في إسطنبول، بجدارية تناولت الخط العربي والعمارة الإسلامية، كما وأدير حالياً "مركزاً لفنون الخزف الفني" بإسطنبول، ويُعدّ مساحة تعليمية وفنية للمهتمين بالخزف، ويستقبل مختلف الجنسيات.وحول مدى تفاعل المجتمع العراقي مع فن الخزف والسيراميك، أوضح الفنان التشكيلي ياسر عامر قائلا: المجتمع العراقي يمتلك ذائقة فنية عالية وإرثاً حضارياً عظيماً، لكن الظروف الإجتماعية والإقتصادية ألقت بظلالها على المشهد الفني، ومع ذلك نشهد هناك شغف حقيقي بالفن التشكيلي، لا سيما داخل الأوساط الثقافية والأكاديمية، إلا إن السوق التجارية للأعمال الفنية لا تزال محدودة، ونطمح أن نشهد دعماً أكبر للفنانين.