الإثنين 2025/8/11 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 46.95 مئويـة
نيوز بار
أخلاق تُشبه الوطن الذي نحلم به
أخلاق تُشبه الوطن الذي نحلم به
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ‏وجدان وحيد شلال
النـص :

في زمن الفوضى، حين تتشابك الأصوات وتضيع المعايير، تنتصب المبادئ كمنارة في عتمة الطريق، لتكشف الزيف وتنير الباطل، وتُمهّد لموقفٍ مشرفٍ يسمو بالأخلاق والصدق، ويعلو إلى السماء بمعاني النزاهة والإنسانية.ومن رحم هذا المشهد، ومن عمق التجربة، وجدتُ ما يُدهشني ويبعث في النفس الأمل، خلال مراجعتي لمديرية تربية المحمودية. هناك، لمستُ بأمّ عيني صورةً مغايرة لما ألفناه، صورةً مشرقة تؤكد أن الخير ما زال حاضرًا في مؤسسات الدولة، إذا وُجدت الإرادة والنوايا النبيلة. فكل من يعمل هناك - دون استثناء - يتعامل مع المراجعين باحترام عالٍ، وإنسانية خالصة، ومهنية راقية، بعيدًا عن الوعود المعقدة وساعات الانتظار المرهقة. حيث تسير المعاملات بسهولة وانسيابية، مما يخلق جوًّا من الراحة النفسية والطمأنينة لدى المواطنين، ويمنحهم شعورًا حقيقيًا بأنهم في دائرة تهتم بهم، لا تعيقهم.جتُ الكوادر جميعها، رجالاً ونساءً، يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة، وحبًا خالصًا لهذا الوطن. إنهم يعملون بروحٍ عاليةٍ، مدفوعة بحسّ عميق بالواجب والتعاون، ليقدّموا لنا نموذجًا يُحتذى به في الأداء التربوي والوظيفي، نموذجًا يُعيد الثقة بمؤسساتنا حين يحكمها الضمير. وما يلفت الانتباه أكثر هو بساطة لغتهم وتواضعهم الجم، الذي يُزيل عن المواطنين كثيرًا من الحواجز والقلق. لا يُقابَلك وجهٌ عابس، ولا تُسمع كلمة ضيق، بل تجد سعة صدر وتفهّم قلّ نظيرهما. ولا يمكنني أن أكتب دون أن أُشيد ببعض الأسماء التي تستحق أن تُذكر بفخر واعتزاز، ، بسلوكهم المهني الرفيع وأخلاقهم النبيلة ..وأعتقد – جازمة - كل ما كُتب هنا ليس مجاملة، ولا محاولة للإطراء، بل هي حقيقة يجب أن تُروى، وومضة منيرة في طريق طالما شابه العتم. إنها دعوة لأن نُسلّط الضوء على القيم النبيلة التي ما زالت حيّة في بعض زوايا مؤسساتنا، ونقول لمن فقدوا الأمل: لا تيأسوا، ففي آخر النفق ضوء، وفي قلب هذه البلاد رجالٌ ونساءٌ لم يبدلوا تبديلا.

المشـاهدات 568   تاريخ الإضافـة 09/08/2025   رقم المحتوى 65566
أضف تقييـم